منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 05 - 10 - 2018, 03:24 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

الكتب المقدسة ومحور التعليم فيها
الكتب المقدسة ومحور التعليم فيها



+ وأنك منذ الطفولة تعرف الكُتب المقدسة القادرة أن تُحكمك للخلاص
بالإيمان الذي في المسيح يسوع - 2تيموثاوس 3: 15


في هذا الآية التي كتبها القديس بولس الرسول بإلهام روحي عالي، توضح لنا دور الكُتب المُقدسة التي كُتبت بالروح في الحق لبناء النفس للخلاص بالإيمان الذي في المسيح يسوع، ومن هنا يُستعلن لنا بالروح عينه أن هذه الكُتب المقدسة ليست تُحفة أدبية قديمة، أو أسفار مقدسة تحتوي على معلومات قيمة عن الله أو حتى تُعبِّر عن فكر إنساني عالي أو تُظهر تدرج الفكر الثقافي في حياة شعب خاص سُميَّ شعب الله المختار، وليست أيضاً مجرد سرد تاريخي لشعب من الشعوب وتتبع أخباره من جيل لجيل، ولا هي تُظهر حتى مجرد خبراته الشخصية مع الله لتكون مجرد مثالاً لنا، ولكن هذه الكُتب دُعيت مقدسة، ليس لأن أطلق عليها بولس الرسول هذا الاسم: [المقدسة]، بل بكونها إعلان إلهي في داخل الزمن بحسب التدبير الإلهي الخاص، وهي إعلان بظهور يد الله العاملة وسط شعب اختاره لنفسه ليُظهر فيه مجده الخاص، لأن الإعلان الإلهي لا يظهر في المجهول ولا الفراغ، ولا يوضع كفكر نظري ومجرد كلمات فلسفة عالية أو نطق كلمات مثلما نتكلم وننطق الكلام، لأن الله ينطق بكلمته الخاصة، أي أنه نطقه الخاص، وكلمة الله الخارجة من فم الله، هي قوة حياة متدفقة تمتد عبر الأجيال بمجد فائق يُستعلن ويظهر تفوقه من جيل لجيل، لذلك حينما يتكلم يفعل، لأن كلمة الله تنبض بحياته الخاصة، أي أن كلمته تتحول من تلقاء ذاتها لفعل ذات سلطان، لأنه يتكلم بفعل وعمل ويقطع عهد ويعطي وعد أمين يحققه بنفسه وحسب قصده، ولو فحصنا كلمة الله سنجدها دائماً عبارة عن: [فعل وعمل، وعهد مقطوع على دم، ووعد مبني على هذا العهد]، ونجد أنه من المستحيل أن ينطق الله ويتكلم ويظل كل شيء كما هو ساكن لا حراك فيه، لأن كلمة الله = [فعل وعمل]
· كلمة الله لا تُقيد؛ هكذا تكون كلمتي التي تخرج من فمي لا ترجع إليَّ فارغة، بل تعمل ما سُررت به وتنجح فيما أرسلتها لهُ؛ فقال الرب لي أحسنت الرؤية لأني أنا ساهر على كلمتي لأُجريها؛ أليست هكذا كلمتي كنار يقول الرب وكمطرقة تُحطم الصخر. (2تيموثاوس 2: 9؛ أشعياء 55: 11؛ إرميا 1: 12؛ 23: 29)
· كلمة الله حية (ζάω) وفعالة وأمضى من كل سيف ذي حدين، وخارقة إلى مفرق النفس والروح والمفاصل والمخاخ ومُميزة أفكار القلب ونياته؛ مولودين ثانية لا من زرع يفنى، بل مما لا يفنى بكلمة الله الحية الباقية إلى الأبد. (عبرانيين 4: 12؛ 1بطرس 1: 23)


فالكتب المقدسة، أو الكتاب المقدس (لأنه كتاب واحد في جوهره)، هو كتاب الحياة فيه إعلان مجد الله وإظهار محبته، غرضه وهدفه خلاص الإنسان ليحيا إلى الأبد في شركة إلهية، وخلاص الإنسان ليس فكره ولا مجرد عقيدة ولا كلام عجائز وأساطير مبنية على أفكار شعوب قديمة تطورت لتصل للمسيحية، لأن المسيحية في حقيقتها ليست تطور ديني بغرض أن يتجمل الإنسان بكثير من الفضائل أكثر من باقي الأديان الأخرى، هذه نظره مشوهة جداً للمسيحية كلها.
وهذه الأفكار كلها تأتي – عادةً – بسبب انغلاق الذهن
عن الإعلان الإلهي النابض بالحياة، لأن هذا الإعلان نابض بإلهام الروح في الحق، ويستحيل فهمه أن لم ينفتح الذهن الداخلي بقوة الروح عينه (= الاستنارة) الذي أعطى هذا الإلهام لكل كاتبي الكتاب المقدس، فإذا كان روح الله تكلم من خلال الرجال الذين كتبوا الكتاب المقدس، فأقل ما يُمكن أن نفعله هو أن ندرسه بروح الصلاة بالإيمان كإعلان مُعطى من الله شخصياً، وهذا يتطلب قداسة ونقاوة قلب، لأن ما نحن في صدده هو إعلان الله عن ذاته لنعاين مجده، ورؤية الله تستحيل بدون قداسة، لذلك نجد أن كل كُتَّاب الكتاب المقدس، يفرزهم الله أولاً ثم يكرسهم ويخصصهم أي يقدسهم لكي يستعدوا لحلول الروح للإلهام الإلهي لإعلان مجد الله، لأن بدون القداسة لا يُعاين أحد الله مهما ما بلغ من مقدرة وقوة على الفهم والاستيعاب، لأن ممكن لأي شخص يقرأ الكتاب المقدس أن يستوعب كلماته المكتوبة ويفهمها دون عناء، ولكنه لن يرى إشراق مجد الله [لأن الله الذي قال أن يُشرق نور من ظلمة، هو الذي أشرق في قلوبنا لإنارة معرفة مجد الله في وجه يسوع المسيح] (2كورنثوس 4: 6)، لذلك واجب قداسة القلب أولاً وقبل كل شيء [القداسة التي بدونها لن يرى أحد الرب] (عبرانيين 12: 14)، لأن من المستحيل أن تنكشف كلمة الله في قوتها وعظمة المجد المستتر فيها بدون أن يكون الإنسان – على الأقل – تائباً طالباً الله بشوق قلب يفتقر إليه ويفتقده بشدة: [يا الله إلهي أنت، إليك أُبكر، عطشت إليك نفسي، يشتاق إليك جسدي في أرضٍ ناشفة ويابسةٍ بلا ماء (مزمور 63: 1).
عموماً السبب الرئيسي لضعف الخدمة
في الكنائس (بشكل عام) وعلى مواضع التواصل الاجتماعي وغيرها من المواقع والقنوات المسيحية، وحالة الأنيميا الروحية التي يُعاني منها الكثيرون، هو بسبب الافتقار للتعليم الحي بوحي وإلهام الروح القدس، لغرض شفاء النفس وخلاصها وإعلان مجد الله حتى نراه بوجه مكشوف لننظر ونتغير لتلك الصورة عينها من مجد إلى مجد كما من الرب الروح القدس.
لأن كلمة الله لا تُلقى في الفراغ أو تستقر في العقل
لتُصبح فكرة للحوار وتُطرح للنقاش والجدل، وانا صح وانت خطأ، ورد من يخالفني الرأي وردي عليه، ونلف وندور في حلقات مفرغة من مضمون، وذلك لأننا لم نبلغ بعد لإلهام الروح الواحد، ولم نرى مجد الله الحي بوجه مكشوف كما في مرآة لنتغير إليه، وقراءة كل واحد لكلمة الله لم تتحول فيه لفعل وقوة حياة لتسري فيه قيامة وشركة طبيعة إلهية، لأن هدف التعليم الصحيح هو معرفة مجد الله لنتغير إليه بسرّ عمل الروح القدس في داخل قلوبنا، وأي تعليم (حتى لو كان صحيح) لا يُدخلنا لداخل الله، لنحيا معه في شركة مقدسة في النور، نرى وجهه ونسمع صوته، فيا إما أنا مغلق القلب وأعمى في الذهن ولا أُريد أن أتوب توبة حقيقية وأعود لله، لذلك لا أرى الملامح الإلهية في هذا التعليم واستثقله على قلبي واهرب منه في النهاية، لأني غير جاد في توبتي ولا أُريد أن احيا مع الله كرجل بل كطفل مريض لا يُريد أن ينمو ويظل يلهو ويعبث في حياته كما شاء بدون أدنى مسئولية، يا إما التعليم نفسه أجوف لا روح فيه ولا إلهام إلهي، بل هو خطاب من عقل لعقل، ولن يخرج عن إطار المحفوظات العقلية والفكرية التي لا روح فيها، حتى أظن أني أعرف الله مع أني عرفت معلومات عن الله وليس الله بشخصه الحي، وهذا صنم المسيحيين الذين لم يعرفوا الله بإعلان الروح وإلهامه، ولم يسيروا بعد في منهج القداسة وتطهير القلب، بغسل التوبة الصادقة التي يعمل فيها الروح القدس لتصير بحر غسيل الدنسين بدم ابن الله الحي الذي يُطهر من أي خطية شافياً جراحات النفس الداخلية يوماً بعد يوم حسب قدرة عمل استطاعته.
عموماً وبعد أن تحدثنا عن الكتب المقدسة بإيجاز شديد ومحور التعليم فيها،
ينبغي أن نتحدث عن التعليم المسيحي الأصيل ومعناه، لا لكي نعرف الموضوع كمجرد كلام ومعلومات، بل لكي تنضبط حياتنا ونسلك في النور وندخل في التعليم الإلهي في الكتاب المقدس، لأن الكتاب المقدس يعمل للخلاص لنُشفى من كل أوجاعنا الداخلية التي تعوق حياتنا الروحية لنستطيع أن يكون لنا شركة حياة مع الله والقديسين في النور، ولكي لا نقرأ الكتاب المقدس – فيما بعد – كما تعودنا للاطلاع أو للمعرفة أو للدفاع عن الإيمان والتعليم، أو لغرض المعلومات وتحضير الدروس، أو الرد على الآخرين، بل ندخل لعمق سره الإلهي بنفس ذات الروح الذي كُتب به، لكي تنغرس كلمة الحياة في قلوبنا المُفلحة بفلاحة النعمة المُخلِّصة، فتثمر فينا وتصير مصدر خلاصنا وحياتنا، لذلك علينا أن نتقدس بطرح عنا كل نجاسة وكثرة شرّ، حتى نستطيع أن نقبل بوداعة الكلمة المغروسة القادرة أن تُخلِّص نفوسنا (أنظر يعقوب 1: 21).
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
ارحمني من كل دواير بألف وأدور فيها بلا معنى
عدم فهم الكتب المقدسة هو عدم فهم المسيح
الحب هو روح الكتب المقدسة
أن الجهل بما في الكتب المقدسة
في مطالعة الكتب المقدسة


الساعة الآن 06:26 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024