رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لقد أخبرنا الطوباوي يوحنا أرولتوس الملقب تواضعاً بالتلميذ. عن رجل مقترن بسر الزيجة كان عائشاً في الخطيئة معدوماً نعمة الله، فأمرأته التي كانت صالحةً اذ لم يمكنها أن تجلبه الى ترك الخطيئة، قد توسلت اليه بأن يمارس، وهو في تلك الحال الشقية قلما يكون هذه العبادة نحو والدة الإله، وهي أنه كل مرةٍ يجتاز من مكان توجد فيه أيقونةً ما لهذه السيدة، فيتلو تكريماً لها: السلام لكِ يا مريم الخ: فالرجل المومى اليه قد أبتدأ أن يمارس ذلك، فليلةً ما اذ كان هذا المنافق ذاهباً ليصنع الخطيئة قد شاهد أمامه نوراً لامعاً. واذ حدق به فرآه مصباحاً متقداً أمام أيقونةٍ لمريم البتول مصورةٍ حاملةً على ذراعيها طفلها الإلهي يسوع. فحينئذٍ حسب عادته صلى السلام الملائكي، ولكن ماذا رأى، أنه شاهد الطفل يسوع مكسى الجسم، بجراحاتٍ متخنة تقطر دماً جارياً منها، فللوقت هو أستوعب أنذهالاً وتوجعاً معاً بأفتكاره في أن كثرة خطاياه كانت علةً لجراحات المخلص، فطفق يبكي بدموعٍ غزيرةٍ، الا أنه لاحظ أن الطفل الإلهي كان يعطيه ظهراً غير مريدٍ أن ينظر اليه، الأمر الذي أملأه من القلق والغم، ومن ثم أتجه نحو والدته المجيدة متضرعاً اليها بقوله: أن أبنكِ يطردني من أمامه يا أم الرحمة، فأنا لا أقدر أن أجد محاميةً عني ذات أقتدارٍ ورأفةٍ مثلكِ لديه، اذ أنكِ أمه، فعينيني أنتِ يا ملكتي وصلي من أجلي أمامه: فالأم الإلهية قد أجابته من تلك الأيقونة قائلةً: أنكم أنتم أيها الخطأة تسموني أم الرحمة، ولكن في الوقت عينه لا تهملون أن تجعلوني أم الشقاوة، بتجديدكم آلام أبني وأوجاعي معاً: الا أنها مع ذلك لحنوها العظيم الذي من أجله لا تعرف أن تصرف أحداً من الملتجئين اليها من غير تعزيةٍ. قد التفتت الى أبنها وشرعت تتوسل اليه من أجل ذاك الخاطئ بأن يغفر له، فيسوع أستمر يظهر نفوراً من هذه الطلبة، فحينئذٍ البتول قد وضعت الطفل في تلك الحنية التي كانت نظير هيكلٍ، وسجدت أمامه قائلةً له: أنني لا أنهض من أمام قدميكَ يا أبني أن لم تغفر لهذا الخاطئ: فوقتئذٍ أجابها يسوع بقوله: أنه لا يمكنني يا أمي أن أنكر عليكِ شيئاً. أفتريدين أن أغفر له. فأنا حباً بكِ أسامحه عن ذنوبه، فأدعيه الى ههنا ليقبل جراحاتي. فالخاطئ تكميلاً لأمره الإلهي تقدم باكياً مرتعداً وبدأ يقبل تلك الجراحات واحدة بعد الأخرى، وفي حين تقبيله كلاً منها كان يشفى الجرح، وأخيراً الطفل الإلهي عانقه علامةً للغفران وهكذا رجع ذاك الخاطئ الى بيته متعزياً، وغير سيرته الرديئة وعاش بالصلاح مغرماً بالحب لوالدة الإله التي أستمدت له هذه النعمة العظيمة.* |
|