الأبوة الروحية موجودة منذ العهد القديم، إذ قيل عن إبراهيم إنه أب لجميعنا. (رو4: 11) – ليس فقط للذين هم من الناموس، ومن نسل إبراهيم، إنما أيضًا لكل الذين هم من إيمان إبراهيم. كما هو مكتوب أنى قد جعلتك أبًا لأمم كثيرة (رو 3: 11، 12).
إذن كان أبونا إبراهيم أبًا لجميع الذين يؤمنون، الذين على إيمانه، سواء كانوا من الختان أو الغرلة.. أنها أبوة روحية.
أبوته للذين في الختان، ربما يحسبها البعض أبوة جسدية، فماذا إذن عن أبوته للذين في الغرلة، وهم غرباء عنه ؟ ماذا عن أبوته لأمم كثيرة؟ وماذا عن قول الرسول: "ليكون أبا لجميع الذين يؤمنون وهم في الغرلة" (رو 4: 11).
وحتى الذين في الختان: أبوة إبراهيم لهم ليست مجرد أبوة جسدية. إذ يقول الرسول في ذلك عن أبينا إبراهيم: " وأبا للختان، للذين ليسوا من الختان فقط، بل أيضًا يسلكون في خطوات إيمان أبينا إبراهيم" (رو 4: 12)
وعن هذه الأبوة الروحية التي لإبراهيم يقول الرسول أيضًا:
" كما آمن إبراهيم فحسب له برًا، علموا إذن أن الذين هم من الإيمان، أولئك هم بنو إبراهيم" (غل 3: 6، 7)
3-مثال آخر هو قول أليشع لإيليا البتول عند صعوده: "يا أبى يا أبى، يا مركبة إسرائيل وفرسانها" (2مل 2: 12).
إنها أبوة روحية، لأن اليشع كان تلميذا لإيليا.
ونفس الوضع نقوله عن يوآش الملك، الذي لما مرض أليشع مرض الموت، نزل إلى يوآش، وبكى على وجهه وقال: "يا أبى يا أبى، يا مركبة إسرائيل وفرسانها" (2مل 13: 14).
فهل كان اليشع النبي مخطئًا حينما دعا ايليا أبا له، وحينما قيل أن يدعى أبا من يوآش؟ وهل كان لا يدرك أبوة الله الذي في السموات؟!
أبوة الله كانت معروفة، فهو الذي قال: "يا ابني أعطني قلبك" (أم 23: 26). ومنذ ما قبل الطوفان قيل إن "أولاد الله (أي نسل شيث) رأوا بنات الناس أنهن حسنات" (تك 6: 2). وقد قال داود في المزمور: "كما يترأف الأب على البنين، يترأف الرب على خائفيه" (مز 103: 13).
4-وهل أخطأ داود النبي حينما دعا شاول مسيح الرب أبًا؟!
وقال له: "أنِر، طرف جبتك في يدي" (1صم 24: 11). قال له هذا بحكم المركز والسن، ولكونه مسيح الرب. فكم بالأولى الكهنوت.
5-وهل أخطأ أيوب الصديق حينما قال: "أب أنا للفقراء" (أى 29: 16). والمثل هل أخطأ يوسف الصديق حينما قال: إن الله جعلني أبا لفرعون وسيدًا لكل بيته (تك 45: 8)؟!