رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
عادت الجموع في الغد تبحث عن يسوع، لا لطلب صانع المعجزة، وإنَّما لطلب القوت، لأنَّها أكلت وشبعت (يوحنا 6: 26)، لذلك قدَّم لهم السَّيد المسيح مائدة جديدة مختلفة: جَسَده ودَمه المبذولين طعامًا يهب الحَياة الأَبدِيَّة والقيامة. فقال لهم "مَن أَكل جَسَدي وشرِبَ دَمي فلَه الحَياة الأَبدِيَّة وأَنا أُقيمُه في اليَومِ الأَخير" (يوحنا 6: 54). انطلق يسوع من اهتمامات الشَّعب المادية في كسب الخُبزِ لعيالهم، ودعاهم إلى التَّطلع إلى أعلى "لا تَعمَلوا لِلطَّعامِ الَّذي يَفْنى بلِ اعمَلوا لِلطَّعامِ الَّذي يَبْقى فَيَصيرُ حَياةً أَبَدِيَّة ذاكَ الَّذي يُعطيكموهُ ابنُ الإِنسان" (يوحنا 6: 27). فسألوه "ماذا نَعمَلُ لِنَقومَ بِأَعمالِ الله؟" (يوحنا 6: 28). عندئذ أوضح لهم يسوع ما يجب أن يفهموه "عَمَلُ اللهِ أَن تُؤمِنوا بِمَن أَرسَل" (يوحنا 6: 29)، ولكن قبل إيمانهم به سألوه آية مماثلة لأعاجيب موسى التي تُبيِّن أنَّ رسالته من الله قائلين: "فأَيُّ آيةٍ تَأتينا بِها أَنتَ فنَراها ونَؤمِنَ بكَ؟ ماذا تَعمَل؟ آباؤُنا أَكَلوا المَنَّ في البَرِّيَّة. كما وَرَدَ في الكِتاب: أَعْطاهم خُبزًا مِنَ السَّماء لِيأكُلوا" (يوحنا 6: 30-31). فاخذ يُحدِّثهم عن الإفخارستيا، خبز الحَياة. فمعجزة تكثير الخُبزِ تُظهر عطاءه الخُبزِ الخالد والمائدة القربانية حيث يُشبع شعبه إلى الأبد في سرِّ الإفخارستيا. يعلق البابا القدّيس يوحنّا بولس الثَّاني: "ما الذي كان يمكن أن يفعله الرَّبّ يسوع أكثر من أجلنا؟ في الإفخارستيا، يُظهر لنا حبًّا يصلُ "إلى النِّهاية" (يوحنا 13: 1)، حبًّا لا يعرف قياسًا (الرّسالة العامّة: الإفخارستيّا حياة الكنيسة -العدد 11). |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
نرى السَّيد المسيح دخل إلى صميم نفس سمعان |
غياب السَّيد المسيح أكثر منه على مجيئه |
قدَّم لهم المسيح كعلاج حاسم |
المسيح قد قدَّم جسده لأجلنا |
السيد المسيح مائدة جديدة مختلفة |