إذا فالصوم – لأولئك الذين يعرفون قيمته – هو نافع ومفيد طول العام، لأن الحيل الشيطانية لن تؤثر في الصائم، وبالأكثر فإن الملائكة الحارسون لحياتنا يظلوا إلى جوار أولئك الذين تنقوا بالصوم، وبالأولى جداً الآن حيث انتشرت البشارة في كل المسكونة ولا يوجد مكان في الأرض لم يسمع بالبشارة سواء كان جزيرة أم قارة أم مدينة أم أمة، أو أقصى الأرض.
وأيضاً الجنود في معسكراتهم، والمسافرين والبحارة والتجّار، جميعهم قد سمعوا الدعوة المملوءة فرحًا وقبلوها. حتى أنه لا ينبغي لأحد أن يستثنى نفسه من قائمة الصائمين. وهذه القائمة تشتمل على كل الأجناس وكل الأعمار وكل المناصب.
إن الذين يسجلون قائمة الصائمين في كل كنيسة هم الملائكة. فلنحذر- ربما بسبب شهوة عابرة للأكل – أن تفقد تسجيل اسمك، هذا من ناحية ومن ناحية أخرى ستجعل نفسك فى حكم الفارين من الجنديّة. إن الخطر الذي يتعرض له شخص ترك درعه أثناء المعركة، يُعد أقل إذا ما قورن بترك سلاح الصوم.