«إنما للهِ انتظري يا نفسي، لأن من قِبَلهِ رجائي؟»
( مز 62: 5 )
هكذا كان الرب دائمًا في حياته على الأرض، والأناجيل مملوءة بالإشارات إلى ساعة عمله؛ فقبل أن تَدُّق الساعة يكون هادئًا ومستقرًا مهما يبدو الظرف من الخارج مُلِّحًا ومستعجلاً، ولكن عندما تدُّق الساعة يعمل بسرعة وبطريقة حاسمة. إن هذا في الواقع لأصعب الدروس في الحياة المسيحية. فكثيرًا ما نصغي في قلق إلى نصيحة الصديق، أو إلى تهديد العدو، أو إلى ضغط الظروف، ونفكِّر أننا يجب أن نعمل شيئًا. والبعض للأسف يَقحم نفسه - كالملك شاول - ويقدِّم الذبيحة، ونصلي بعجَلَة، ونُلقي بأنفسنا في المشكلة، لنكتشف أخيرًا أننا ركضنا بدون أن نُرْسَل، وإننا فشلنا في غرضنا ولم نحقق شيئاً يُذكَر بتسرُّعنا الأهوَج. ألا ليت كلاً منَّا يُردِّد بينه وبين نفسه: «إنما للهِ انتظري يا نفسي، لأن من قِبَلهِ رجائي؟» ( مز 62: 5 )، فلا نتأخر عنه ولا نسبقه، وإنما نكون منتظرين لساعته عندما تدُّق.