رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
التمسك بالتفكير الخاص أكثر من التدبير الإلهي (11) من مشاكلك الكبرى في حياة الشكر، تمسك بتفكيرك الخاص أكثر من التدبير الإلهي. إننا نريد أن ندبر أمورنا بفهمنا البشرى، بعقليتنا وطريقتنا الخاصة. وقد يكون لله تدبير آخر، لا نفهمه، فنتضايق ولا نشكر! فمثلا إذا لم ننل طلباتنا قد نغضب. وأحيانا نرتفع درجة، فلا نغضب. ولكننا في نفس الوقت لا نشكر. لأن هناك فرقا بين إنسان شاكر، وإنسان آخر ساكت ومحتمل. احتمالنا معناه أن هذا ضيق، ولكننا لا نتذمر عليه، وإنما نحتمله في صبر. أما شكرنا فمعناه ثقتنا أن هذا الحادث هو خير، نشكر الله عليه. وهنا نكون قد انتقلنا من العيان إلى الإيمان.. وأصبحنا بالإيمان نرى الخير في كل ما يعمله الله معنا، غير معتمدين على الأحكام البشرية التي تحكم من الظاهر.. وإذا كان الوحي الإلهي يقول (من يعرف أن يعمل حسنا ولا يفعل، فذلك خطية له) (يع 4: 17) فبالحري يعمل الله الخير، إذ باستطاعته أن يعمله. وبالضرورة لابد أن أؤمن بأن الله يصنع خيرًا معي، لأنه بطبيعته صانع للخيرات. وهو فعلا يصنع ذلك. إن كانت حالتي سيئة، فكان ممكنا أن تكون أسوأ، لولا أن نعمة الله تخلت عنى. ولكن شكرا لله لأنه لم يتخل. وسوء حالتي غالبًا ما يرجع إلى أخطائي. فيجب أن ألوم نفسي، أما الله فإنني أشكره لأنه لم يغضب على بسبب هذه الأخطاء، ولابد سيعينني على الخروج منها. الله إذن يصنع معي خيرًا. ولكنني أنا الذي لا أصنع خيرًا مع نفسي. يجب إذن أن أثق بحكمة الله وتدبيره، ولا أعتمد على تفكيري البشرى وفهمي القاصر،وفي كل ما يحدث لي، ينبغي أن أقول: لابد أنه وراء هذا الأمر حكمة إلهية ستظهر لنا في حينها. وسواء كشف لنا الله حكمته أم لم يكشفها، فحكمته موجودة نشكره عليها. وطوبى لمن آمن دون أن يرى (يو 20: 29). هذا الإيمان بحكمة الله، يقودنا إلى حياة التسليم. وحياة التسليم تتفق تماما مع حياة الشكر.. وفى هذه الحياة أقول للرب: أنا أشكرك يا رب، لأنك لو كنت ترى لي وضعا أفضل مما أنا فيه، لكنت قد نقلتني إليه. أو لو كنت أنا استحق أكثر من هذا، لكنت أعطيتني. ويقينا أنك تعطيني دوما فوق ما أستحق. يكفيني أنني أثق بحكمتك وبمحبتك في تدبيرك لحياتي وهذا يستحق الشكر. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
لا إلى المشاريع البشرية، بل إلى التدبير الإلهي |
تُحَوَّل أوراقك إلى التدبير الإلهي |
الخدمة في الكنيسة تخص التدبير الإلهي |
عظمة التدبير الإلهى |
عظة عن التدبير الإلهى لنيافة الأنبا ميخائيل |