"وَطَنِ" في الأصل اليوناني πατρίδα فتشير إمّا إلى أرض الآباء في مُجْملها (يوحنا 4: 44)، وإمّا إلى مسقط الرَّأس، أي المدينة أو القرية التي تقيم فيها العائلة. وهذا هو المعنى المشار إليه هنا. وطن يسوع هو النَّاصرة (مرقس 4: 23) حيث نشأ يسوع وترعرع صبيًا وشابًا (لوقا 4: 16) كما يروي الإنجيل "وكانَ يسوعُ يَتسامى في الحِكمَةِ والقامَةِ والحُظْوَةِ عِندَ اللهِ والنَّاس" (لوقا 2: 52). وفي الواقع هذا، أمضي يسوع القسم الأكبر من الثَّلاثين سنة الأولى من حياته في النَّاصرة (مرقس 1: 9). لذا تُعتبر النَّاصرة وطن يسوع منذ رجوعه من مصر إلى مناداته بالإنجيل. وهذه الزِّيارة الثَّانية إليها بعد تلك المُدَّة؛ وأمَّا زيارته الأولى إلى النَّاصرة فذكرها لوقا الإنجيلي حيث طردوه بالقُسَّوة، إذ أرادوا" وقتئذٍ أن ِيُلقوُه من على حَرْفِ الـجَبَلِ الَّذي كانَت مَدينتُهم مَبنِيَّةً علَيه" (لوقا 4: 14-30).