السيد في هيكله
عندما دخل المسيح أورشليم توجه توًا إلى الهيكل، بيت أبيه، كما قالت النبوة "يأتي السيد بغتة إلى هيكله، السيد الذي تطلبونه وملاك العهد الذي تسرون به" (ملا 3: 1).
وفى هذا اليوم لم يفعل المسيح شيئا أكثر من مشاهدة الهيكل وإلقاء نظره عليه ولما نظر حوله إلى كل شيء إذ كان الوقت قد أمسى خرج إلى بيت عنيا مع الاثني عشر ليصرف فيها هذه الليلة (مت 21: 17، ملا 11:11) وحينما عاد في الغد إلى الهيكل قام وطهر الهيكل بسلطان عظيم كما فعل في بدء خدمته (يو 2: 13-17) فقد كان الهيكل في هذه الأيام السابقة لعيد الفصح يزدحم بالناس ودخل المسيح من الباب وكانت الساحة الخارجية في هذه الأسابيع سوقا لتجارة الحيوانات والطيور التي كانت تشترى لتقديمها كذبائح، ومكان لصرف العملة الأجنبية التي يجلبها معهم الحجاج من خارج الإقليم واستبدالها بشاقل الهيكل (خر 30: 13). فقد كانت الشريعة تحرم التداول بأي عمله سوى الشاقل في دفع الرسوم الدينية والتقدمات. وقد شجع الكهنة وأعوانهم هذه السوق وقد عضوا نظرهم عن هذه التعديات وكانوا يثرون من ذلك ثراءاً فاحشا، وحين دخل السيد إلى هيكله قلب موائد الصيارفة وساق الحيوانات إلى الخارج ومنع المارة من استخدام ساحات الهيكل كطريق عبور كما هو مكتوب "غيره بيتك أكلتني" (مز 69: 19) وكما يقول إشعياء النبي "لا يكون بعد بائع في بيت رب الجنود" (أش 56: 67)
وكان يعلم بسلطان موبخا إياهم وقائلا: بيتي بيت الصلاة يدعى لجميع الأمم وأنتم جعلتموه مغارة لصوص (مر 11: 17).
يا رب يا من دخلت هيكلك في هذا اليوم وطهرته بغيره محبتك وجلست تعلم فيه، ليتك تدخل في داخلي وتطهر القلب بسلطانك تقلب فيه طمع المال والعالم وتخرج الشهوات الحيوانية إلى خارج وتمنع أن تمر فيه أي أفكار لا ترض صلاحك، وأنت وحدك الذي له السلطان.
فأرجوك أن تدخل هيكل قلبي في هذا اليوم فأفرح بهذا العيد حينما تملك فيه وتضئ بتعاليمك المحيية جوانبه المظلمة فيصير هذا اليوم لي عيدًا مقدسًا.