|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
السلطان الذي يعمل به المسيح (ع1 -8): ورد هذا الحديث أيضًا في (مت21: 23-27؛ مر11: 27-33). 1 وَفِي أَحَدِ تِلْكَ الأَيَّامِ إِذْ كَانَ يُعَلِّمُ الشَّعْبَ فِي الْهَيْكَلِ وَيُبَشِّرُ، وَقَفَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالْكَتَبَةُ مَعَ الشُّيُوخِ، 2 وَكَلَّمُوُه قَائِلِينَ: «قُلْ لَنَا: بِأَيِّ سُلْطَانٍ تَفْعَلُ هذَا؟ أَوْ مَنْ هُوَ الَّذِي أَعْطَاكَ هذَا السُّلْطَانَ؟» 3 فَأَجَابَ وَقَالَ لَهُمْ: «وَأَنَا أَيْضًا أَسْأَلُكُمْ كَلِمَةً وَاحِدَةً، فَقُولُوا لِي: 4 مَعْمُودِيَّةُ يُوحَنَّا: مِنَ السَّمَاءِ كَانَتْ أَمْ مِنَ النَّاسِ؟» 5 فَتَآمَرُوا فِيمَا بَيْنَهُمْ قَائِلِينَ: «إِنْ قُلْنَا: مِنَ السَّمَاءِ، يَقُولُ: فَلِمَاذَا لَمْ تُؤْمِنُوا بِهِ؟ 6 وَإِنْ قُلْنَا: مِنَ النَّاسِ، فَجَمِيعُ الشَّعْبِ يَرْجُمُونَنَا، لأَنَّهُمْ وَاثِقُونَ بِأَنَّ يُوحَنَّا نَبِيٌّ». 7 فَأَجَابُوا أَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ مِنْ أَيْنَ. 8 فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «وَلاَ أَنَا أَقُولُ لَكُمْ بِأَيِّ سُلْطَانٍ أَفْعَلُ هذَا». ع1-2: استمر المسيح في عمله الإيجابى بالوعظ والتعليم في الهيكل، ولم تقف مقاومة رؤساء اليهود له فتجمع حوله رؤساء الكهنة والشيوخ، وسألوه بأى سلطان يعمل المعجزات ويعلم، ومن الذي أعطاه هذا السلطان؟ لم يكن سؤالهم للاستفسار، بل ليظهروا خطأه، لأن قلوبهم امتلأت حسدًا وحقدا. وكانوا يقصدون أنه ليس من سبط لاوي أو نسل هارون المسئولين عن الخدمة في الهيكل، بل من سبط يهوذا، فكيف يقوم بهذه الخدمة ولم يأخذ إذنًا من رئيس الكهنة أو السلطة المدنية. ع3-4: لم يقنعهم المسيح بسلطانه اللاهوتي ولم يجبهم، وذلك لأن سؤالهم كان هجومًا لاصطياد خطأ وليس للفهم السليم. لذا رد عليهم المسيح بسؤال آخر، فإن أجابوه يجيب عليهم سؤالهم، وهذا السؤال هو معمودية يوحنا كانت مرسلة من السماء أم اختراع إنساني بلا قيمة. وسؤاله هذا ليس تهربًا من إجابة سؤالهم، لأنهم إن أجابوا سؤاله معترفين ببشارة يوحنا ومعموديته، فهم بالتالي يعلنون إيمانهم بكل ما قاله يوحنا عنه، وهو أن له السلطان الإلهي الكامل وهو ديان العالم كله. ع5-6: تآمروا فيما بينهم تنحوا جانبًا وتشاوروا كيف يردون عليه، لأن سؤاله كان محرجًا لهم ويظهر خطأهم. شعر الرؤساء بالحرج، لأنهم إن وافقوا أنها من السماء سيظهر حسدهم وكبرياؤهم الذي منعهم من إعلان إيمانهم بمعمودية يوحنا وخضوعهم له، ومن ناحية أخرى لو قالوا أنها من الناس، أي أن يوحنا مجرد إنسان عادي وليس مرسلًا من الله، سيثور عليهم اليهود لأن يوحنا كان في نظر الكل نبيًا عظيمًا. ع7-8: من حيرتهم وحرجهم، اضطروا بخجل أن يعلنوا جهلهم فقالوا أنهم لا يعلمون، وهذا معناه بالتالي ضعفهم وعجزهم أن يحكموا على المسيح بأى سلطان يعلم، لأن قوة تعليمه ومعجزاته الكثيرة تؤكد لاهوته، ولكنهم لأجل شرهم يقاومونه، وحينئذ قال لهم المسيح وأنا لن أخبركم بمصدر قوتى. وهكذا أظهر ضعفهم وتخلص من الجدل غير المفيد. |
|