منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 19 - 01 - 2022, 02:38 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,270,462

ساعة إيمان التلاميذ




ساعة إيمان التلاميذ

"فَآمَنَ بِه تَلاميذُه" (يوحنا 2: 11). التلاميذ الذين آمنوا به هم تلاميذ يوحنا المعمدان كما ورد في الفصل السابق (يوحنا 1: 35-51)، إذ أشار يوحنا المعمدان بقوله " هُوَذا حَمَلُ اللهِ الَّذي يَرفَعُ خَطيئَةَ العالَم". وفي اليوم التالي، ردَّد شهادته أمام أثنين من تلاميذه: اندراوس ويوحنا، كانا قد تبعا يسوع. وأندراوس كان قد اقتاد أخاه سمعان إلى يسوع، ثم دعا يسوع فيلبس، الذي جلب بدوره نتنائيل من قانا الجليل. هؤلاء جميعا رافقوا يسوع إلى العرس.

أمَّا التلاميذ الذين عاينوا الآية وآمنوا فهم: أندراوس ويوحنا اللذين تبعا يسوع استنادا على شهادة يوحنا المعمدان "هُوَذا حَمَلُ اللهِ الَّذي يَرفَعُ خَطيئَةَ العالَم" (يوحنا 1: 29)؛ واندراوس اقتاد أخاه سمعان بطرس إلى يسوع. ثم دعا يسوع فيلبس الذي جلب بدوره نتنائيل من قانا (يوحنا 1: 35-51) وهؤلاء جميعا رافقوا يسوع إلى العرس حيث كانت أمه مريم قد سبقتهم، ومن أجلهم عمل يسوع هذه الآية. فعبَّر هؤلاء التلاميذ عن إيمانهم بالقاب أطلقوها على يسوع. فجات شهادة اندراوس بقوله " وَجَدْنا المَشيح ومَعناهُ المسيح" (يوحنا 1: 41)، وشهادة فيلبس " الَّذي كَتَبَ في شأنِه موسى في الشَّرِيعَةِ وذَكَرَه الأنبِياء، وَجَدْناه، وهو يسوعُ ابنُ يوسُفَ مِنَ النَّاصِرَة" (يوحنا1: 45)؛ ثم شهادة نتنائيل "راِّبي، أَنتَ ابنُ الله، أَنتَ مَلِكُ إِسرائيل" (يوحنا 1: 49) وختم يسوع هذه الشهادات معلناً نفسه ابن الإنسان " ستَرونَ السَّماءَ مُنفَتِحَة، وملائِكَةَ اللهِ صاعِدينَ نازِلينَ فَوقَ ابنِ الإِنْسان" (يوحنا 1: 51). وهكذا تحقق هدف إنجيل يوحنا: الشهادة للمسيح وإعلان سره وحمل الناس على الإيمان بشخصه في الدرجة الأولى كما صرّح يوحنا الإنجيلي: "وأتى يسوعُ أَمامَ التَّلاميذ بِآياتٍ أُخرى كثيرة لم تُكتَبْ في هذا الكِتاب، وإِنَّما كُتِبَت هذه لِتُؤمِنوا بِأَنَّ يسوعَ هو المسيحُ ابنُ الله، ولِتَكونَ لَكم إِذا آمَنتُمُ الحياةُ بِاسمِه" (يوحنا 20: 30).

ومن خلال معجزة قانا الجليل أراد يسوع أيضا أن يقوّي إيمان تلاميذه الجُدُد برسالته السماويّة. فقد تبعَ يسوعَ خمسةُ رجال وأرادوا أن يكونوا لـه تلاميذ. وكان يسوع يعرف أنَّهم كانوا بحاجةٍ إلى برهان يُبيّن لهم أنّهم لم يُخطئوا في اتّباعه والبقاء معه. فاغتنمَ هذه الفرصة، وقدَّم لهم البرهان الذي يُزيل عنهم كلَّ تردّد، ويؤكّد لهم أنّهم كانوا على صواب عندما لبّوا دعوته وانضمّوا إليه. وكان البرهان الذي قدّمه لهم أنه صنع معجزةً لا يصنعها إلاّ الله وحدَه. واطّلع الرجال الخمسة مع أهل العرس على هذه المعجزة فمجّدوا قدرته الفائقة وآمنوا به وتبعوه نهائيّاً.

إن الإيمان هو منبع ومركز للحياة الدينية. وعلى الإنسان أن يتجاوب بالإيمان مع مخطط الله الذي يُحقِّقه على أرضنا وفي تاريخنا. وإنجيل يوحنا هو إنجيل إيمان. ففيه يتركز الإيمان، أول ما يتركز في يسوع ومجده الإلهي. وتلاميذ المسيح هم "الذين آمنوا به" (أعمال 2: 44) "والذين يؤمنون" (1 تسالونيقي 1: 7). لقد كان باستطاعة جميع الحاضرين في عرس قانا الجليل "أن يسمعوا ويروا" (متى 13: 13) كلمة يسوع ومعجزته التي تعلن مجيء الملكوت (11: 3 – 6). ولكن، أن يرى الناس حقاً، ويؤمنوا (مرقس 1: 15)، إنما كان ذلك ميزة اختص بها التلاميذ (يوحنا 2: 11).

هذه هي المرّة الأولى التي يعلن فيه يوحنا الإنجيلي أنَّ تلاميذ يسوع "يؤمنون به". وكان ذلك باكورة إيمانهم. وقد بلغت ذروتها في عيد الفصح كما ورد في خبرة يوحنا الإنجيلي "فَرأَى وآمَنَ "(يوحنا 2: 8-28).

فالإيمان الذي يتكلم عنه يوحنا الإنجيلي يؤلف جماعةً من التلاميذ حول يسوع (يوحنا 10: 26-27). وبفضل توجيه يوحنا المعمدان (يوحنا 1: 34-35) اكتشف تلاميذه مجد يسوع في قانا الجليل من خلال إيمانهم (يوحنا 2: 11).
"فقبلوا كلام المسيح" (يوحنا 12: 46-47) و"سمعوا صوته" (يوحنا 10: 26-27) وتبَّثوا إيمانهم بفم بطرس في كفرناحوم " يا ربّ، إلى مَن نَذهَب وكَلامُ الحَياةِ الأَبَدِيَّةِ عِندَك؟"(يوحنا 6: 68).

نستنتج مما سبق أنَّ إيمان التلاميذ يؤلف بواكير الإيمان الجديد. وعليه ينبغي أن نؤمن بيسوع (يوحنا 4: 39) وباسمه (يوحنا 1: 12).
فالإيمان يجب أن يبلغ إلى الحقيقة غير المرئية لمجد يسوع، دون حاجة إلى رؤية العلامات الكثيرة التي تُظهره (يوحنا 2: 11-12).

وإلحاح يوحنا على الإيمان وعلى أهميته، يفسّره هدف إنجيله بالذات: هو حمل قرّائه على أن يشاركوه إيمانه القائم على أن "يسوع هو المسيح، ابن الله" (يوحنا 20: 31)، وعلى أن يصيروا أبناء الله بفضل الإيمان "بالكلمة" المُتجسد (يوحنا 1: 9-14).
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
كمال إيمان التلاميذ
إيمان التلاميذ بيسوع أنه المسيح ابن الله المنتظر
رافق إيمان التلاميذ فرح كبير
إيمان التلاميذ يؤلف بواكير الإيمان الجديد
لماذا بقى زمانًا بعد القيامة؟ | تثبيت إيمان التلاميذ


الساعة الآن 04:05 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024