|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
فقالَ بَعضُ الفِرِّيسيِّين: ((لَيسَ هذا الرَّجُلُ مِنَ الله، لأَنَّه لا يَحفَظُ شَريعةَ السَّبْت)). وقالَ آخَرون: ((كَيفَ يَستَطيعُ خاطِئٌ أَنَ يَأتيَ بِمثِلِ هذهِ الآيات؟)) فوَقَعَ الخِلافُ بَينَهم. تشير عبارة "لَيسَ هذا الرَّجُلُ مِنَ الله، لأَنَّه لا يَحفَظُ شَريعةَ السَّبْت" إلى الفئة الأولى من الفِرِّيسيِّين التي ادّعت أنَّ يسوع ليس بنبيءٍ أرسله الله، لأنَّه لا يُراعي حُرمة السبت (تثنية الاشتراع 13: 1-6)، ومن هذا المنطلق، تُعتبر شِفاء يسوع للَأعْمى يوم السبت أنَّها تمَّت بقوة الشيطان، كما أتَّهموه أيضا لدى شِفائه اخرس ممسوس قائلين "أنَّهُ بِسَيِّدِ الشَّياطين يَطْرُدُ الشَّياطين (متى 9: 34). ويُعلق القديس أوغسطينوس "في الحقيقة يا إخوة هذا ما حثَّنا عليه الله عندما أمرنا بالسبت: "لا تَعمَلوا فيه عَمَلَ خِدْمَة (العبودية)" (الأحبار 23: 8). الآن اسألوا ماذا يعني عمل خدمة أو عبودية، وأصغوا إلى الرب: " كُلُّ مَن يَرتَكِبُ الخَطيئَة يَكونُ عَبْداً لِلخَطيئَة" (يوحنا 8: 34)، أمَّا يسوع فشفى يوم السبت لإبراز مفهوم السبت، إنه راحة في الرب، في ممارسة عمل الرب من حب ورحمة، وليس في حرفية قاتلة بالامتناع عن الأعمال اليومية الضرورية وأعمال المحبة"؛ ومن هنا جاءت توصية بولُس الرَّسول في هذا الصدد " فلا يَحكُمَنَّ علَيكم أَحَدٌ في المَأكولِ والمَشروب أَو في الأَعيادِ والأَهِلَّةِ والسُّبوت" (قولسي 2: 16). أمَّا عبارة "كَيفَ يَستَطيعُ خاطِئٌ أَنَ يَأتيَ بِمثِلِ هذهِ الآيات؟" فتشير إلى الفئة الثانية من الفِرِّيسيِّين الذين يميلون إلى يسوع قد يكون بينهم نيقوديموس ويوسف الرامي والذين اعترفوا أنَّ يسوع هو رجل من الله، حيث أنَّه أجرى معجزة الشِّفاء، وأن الشِّفاء علامة صادقة على صدق رسالته، والله لا يَستجيب للخاطئين، كما صرّح سابقا نيقوديموس "فما مِن أَحَدٍ يَستَطيعُ أَن يَأَتِيَ بِتِلكَ الآياتِ الَّتي تَأتي بِها أَنتَ إِلاَّ إِذا كانَ اللهُ معَه" (يوحنا3: 2). أمَّا عبارة " فوَقَعَ الخِلافُ بَينَهم" فيشير بها القديس يوحنا الذهبي الفم إلى سبب الخلاف "لأنَّ بعضهم منعهم حبُّهم للرئاسة عن المجاهرة بالسيد المسيح، وبعضهم أسكتهم جُبْنُهم وخوفُهم من الكثيرين". |
|