رجال الإنقاذ وجدنا جثث أطفال متجمدة تحت الماء.. وعروسان ماتا متشابكى الأيدى
يجلس على ضفة النهر ويخرج من فمه صوت أزيز اصطدام أسنانه ببعضها من شدة البرد، يضع على جسده غطاء بالياً، ويبحث لجسده عن موضع قدم تحت أشعة الشمس، حيث كان أول من وصلوا من رجال الإنقاذ إلى موقع الحادث، ظل داخل المياه 14 ساعة، من التاسعة ليلاً وحتى الحادية عشرة صباحاً، قائلاً «أجسادنا تحولت إلى ثلج»، مضيفاً «أنا أول غطاس بفرقة الإنقاذ التى انتشلت الجثامين، خلال ليلة حالكة السواد»، وتابع «سليم» الذى يرتدى الزى الأزرق، وصاحب بشرة سمراء لـ«الوطن» أُبلغنا بالحادث فى الثامنة والنصف، وتوجهنا لمكان الحادث وبدأنا عملنا فى التاسعة، كان الظلام يخيم على المكان، مشيراً إلى أن انقطاع الكهرباء عن القرية كان إحدى أكبر الأزمات التى تواجههم، فالكشافات ومحاولات الأهالى الحثيثة لتوفير إضاءة لم تكن كافية لتسهيل مهمة البحث. خرج «سليم» بأول جثمان من المياه، لم يكن قد وصل لمرحلة التجمد التى خرج بها الجثمان الأخير، للضحية مصطفى جميعى، رب الأسرة التى راحت بالكامل، ظلوا يبحثون عنه طوال الليل، بعدما وجدوا أفراد أسرته جميعهم متجاورين ليلة أمس الأول، ولكن التيار جرف جثته بعيداً ما صعب مهمة البحث عنه، ويقول إن انتشار المزارع السمكية بمساحات كبيرة كان من أكثر المعوقات التى صعبت مهمتهم.
يقدر الرجل غضب الأهالى، ولكنه أيضاً كان عاملاً أثقل مهمته، وصعبها عليه: «الجميع عايز يخرج ابنه بأى طريقة وده حقهم»، وهو ما دفع الأهالى ليصبوا غضبهم على الغطاسين، مشيراً إلى أن المهمة تحملها ثمانية غطاسين، ولكن على الرغم من ذلك كان خروج العدد الأكبر على أيدى الأهالى، حيث انتشل «سليم» وزملاؤه سبعة أفراد من أصل سبعة عشرة كانوا على متن القارب، والبقية تكفل بهم الصيادون من أهل قرية سنديون.
هذا الخبر منقول من : الوطن