منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 23 - 01 - 2014, 04:29 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,622

مزمور 41 (40 في الأجبية) - تفسير سفر المزامير
الإنسان المطوَّب



بين المزمورين الأول والحادي والأربعين:

القسم الأول من سفر المزامير عند اليهود يضم المزامير (1-41). ويشترك المزموران الأول والأخير من هذا القسم في الآتي:
1. كلاهما يبدأن بكلمة "طوبى" asher، الأول يعلن عن تطويب الرجل الذي يلهج في ناموس الله نهارًا وليلًا، ليمارس الوصية في حياته اليومية العملية، والأخير يطوّب الإنسان الذي ينظر إلى المسكين؛ الأول يعلن حب المؤمن الحيّ للوصية بكونها وصية الله، والأخير يعلن حبه الحيّ للمسكين بكونه أخًا للسيد المسيح، موضوع اهتمام الله وحبه.
2. المزموران نبويان، يتحدثان عن مقاومة الأشرار للسيد المسيح، وآلامه، ونصرته. أشار السيد المسيح إلى هذا المزمور (41) بكونه نبوة عن خيانة يهوذا له (يو 13: 18)، كما أشار إليه القديس بطرس (أع 1: 16).
مزمور 41 (40 في الأجبية) - تفسير سفر المزامير - الإنسان المطوَّب
العنوان:

"لإمام المغنين، مزمور لداود". وفي الترجمة السريانية: "مزمور لداود عندما أقام مراقبين يهتمون بالفقراء"، وفي العربية: "نبوة عن التجسد وأيضًا عن تحية (قبلة) يهوذا"[785].
ربما وُضع هذا المزمور أثناء تمرد أبشالوم.
مزمور 41 (40 في الأجبية) - تفسير سفر المزامير - الإنسان المطوَّب
الإطار العام:

1. بخصوص المسكين
[1-3].
2. المسكين المرفوض
[4-9].
3. نصرة قيامته
[10-13].
صلاة
مزمور 41 (40 في الأجبية) - تفسير سفر المزامير - الإنسان المطوَّب
1. بخصوص المسكين:

إن كانت افتتاحية المزمور didactic بشكل كبير، إلا أنها تناسب أيضًا الجانب
التعليمي لليتورجية الهيكل، خاصة وأن الخاتمة [11-13] تمثل شكرًا لله مُقدمًا في الهيكل. لهذا فالمزمور تعليمي ليتروجي كما هو مرثاة شخصية.
"طوبى للذي يتفهم في أمر المسكين والفقير،
في يوم السوء ينجيه الرب.
الرب يحفظه ويحييه،
ويجعله في الأرض مغبوطًا،
ولا يسلمه بأيدي أعدائه" [1-2].
من هو هذا المسكين أو الفقير الذي يلزمنا الاهتمام بأموره؟
1. واضح أن كلمة "المسكين" تعني "الضعيف" أو الذي "بلا معين". فالله في غناه يشتاق أن يفيض بالعطاء على بني البشر، ليس فقط العطاء المادي، وإنما عطاء نفسه His self-giving ليتمتعوا به كأولاد له ينعمون بأحضانه الإلهية. هذا العطاء المجاني هو نعمة إلهية تُوهب بروح الله القدوس مشروطة برغبتنا نحن أيضًا في العطاء، حتى يتحقق الحب المتبادل بين الله وأولاده. عطاؤنا له يتم عمليًا في اخوته المساكين، إذ يقول: "الحق أقول لكم بما أنكم فعلتموه بأحد اخوتي هؤلاء الأصاغر فبي فعلتم" (مت 25: 40).
يا لعظم مرتبة الفقراء، لكونهم نظير خدر الله، والباري يختفي فيه. فالفقير يمد يده متوسلًا، لكن الله هو الذي يقبل صدقتك.
لقد بلغك عني إني متسربل بالنور كالرداء، لكنك متى كسوت عريانًا أشعر أنا بدفءٍ وأنني تستَّرت.
تعتقد إني جالس عن يمين أبي في السموات، ولكنك متى ذهبت إلى السجن تفتقد المسجونين تراني جالسًا هناك.
إن رأيت إنسانًا بائسًا... أذكر أنه وإن كان في الظاهر ليس هو المسيح، لكنه هو الذي يسألك ويأخذ منك في زي ذاك...
إن كان السيد المسيح خالقك لا يستحي أن يمد يده ويتناول الصدقة المعطاة للمساكين... فالأولى بنا ألا نأنف من خدمة المساكين وإراحتهم، لأنه بخدمتهم تتقدس أيدينا، فإذا رفعناها في الصلاة ينظرها الله مباركة، فيتحنن علينا ويعطينا سؤالنا تمامًا[786].
القديس يوحنا الذهبي الفم
2. المساكين هنا أيضًا هو الفقير في الإيمان وفي معرفة الله ومحبته، والمحتاج لكلمة الله[787]، كما يقول الرسول بولس: كفقراء ونحن نغني كثيرين"، بمعنى أننا نحن فقراء في المال لكننا أغنياء بالسيد المسيح، به نُغني كثيرين. بالحب الحق مع العمل والصلاة الدائمة ننتشل الكثيرين من فقر الإيمان، فقر المعرفة، فقر الحب، فقر الطاعة للوصية الإلهية... طوبى لمن يتفهم في أمر هؤلاء المساكين!
3. المسكين الذي يلزمنا أن نتفهم أمره هو السيد المسيح، الذي لأجلنا وهو الغني افتقر. صار كمن هو بلا معين وهو خالق الكل؛ يطلب من السامرة أن تعطيه ليشرب (يو 4: 7)... مشتاق إلى قلوب أولاده التي يغمرها بينابيع حبه ويشرب هو منها!
لننظر إلى مسيحنا الذي صار عبدًا مسكينًا، لننظره في آلامه وفي صلبه وهو يصرخ: "أنا عطشان"!
لقد قدم له التلاميذ طعامًا، أما هو فقال لهم: "أنا لي طعام لآكل لستم تعرفونه أنتم" (يو 4: 31). أما هو هذا الطعام إلا اتحادنا به، وقبولنا آلامه وصلبه فننعم بقوة قيامته وأمجادها!
"تفهموا في أمر المسكين والضعيف، أي في أمر المسيح. افهموا فيه الثروات الخفية؛ ذاك الفقير الذي ترونه "المذخر فيه جميع كنوز الحكمة والعلم" (كو 2: 3)...
تفهموا أيضًا أمر المساكين والمعوزين والجائعين والعطاش والعرايا والمرضى والمسجونين. تفهموا أيضًا أمر هؤلاء المساكين؛ فإن تفهمتم أمر هؤلاء تفهمون ذاك القائل: "كنت جوعانًا وعطشانًا وغريبًا وعريانًا ومريضًا ومسجونًا" (راجع مت 25: 35-36)...
القديس أغسطينوس
باهتمامنا بالمسكين، سواء المعتاز إلى أمور مادية أو روحية أو معنوية نهتم بالمسكين الذي افتقر لأجلنا، ونتحد بذاك الذي نزل إلينا، فإن ثمر هذا الاهتمام أو هذا الفهم العملي هو الآتي:
1. "في يوم السوء ينجيه الرب" [1]: ارتفاع نظرنا إلى السيد المسيح بعمل روحه القدوس يرفعنا إلى فوق لنجتاز يوم السوء ونعبره في أمان.
ما هو يوم السوء إلا سقوطنا في تجربة أو محاصرة الخطية لنا، فإنه لا خلاص لنا من التجارب الشريرة إلا بالتطلع إلى المخلص المسكين بسبب خطايانا. نراه على الصليب كله جراحات حب لأجلنا، فتحطم النعمة عمل الخطية في أعضائنا، ويخلص الجسد مع النفس، وينعم المؤمن بحياة الشركة المجيدة.
أيضًا اهتمامنا بالفقراء والمحتجين والمذلولين والمسجونين بروح الحب الحقيقي وفي حكمة الروح، يهيئ النفس لعمل النعمة المجانية في داخلنا. فإننا إذ نحب الله في اخوتنا المتألمين، ينصت إلى تنهدات قلوبنا الخفية ويدافع عنا ضد كل خطية. حبنا للغير وترفقنا بهم إنما هو حب لأنفسنا وتمتع بحب الله وحنانه في أعماقنا.
"اعطوا ما عنكم صدقة، فهوذا كل شيء يكون نقيًا لكم" (لو 11: 41).
"فارق خطاياك بالبر، وآثامك بلرحمة للمساكين" (دا 4: 27).
"بالرحمة والحق يُستر الإثم" (أم 16: 6).
"لأن الحكم هو بلا رحمة لمن لا يعمل رحمة، والرحمة تفتخر على الحكم" (يع 2: 13).
"الماء يطفئ النار الملتهبة، والصدقة تكفر عن الخطايا" (حكمة يشوع 3: 33).
"اغلق على الصدقة في أخاديرك فهي تنقذك من كل شر" (كمة يشوع 29: 15).
"طوبى للرحماء لأنهم يرحمون" (مت 5: 7).
إن رحمت الأرملة تُغفر خطاياك، لأنه مكتوب: "انصفوا المظلوم، اقضوا لليتيم، حاموا عن الأرملة؛ هلم نتحاجج يقول الرب: "إن كانت خطاياكم كالقرمز تبيض كالثلج، وإن كانت حمراء كالدودى تصير كالصوف" (إش 1: 17-18)[788].
القديس يوحنا الذهبي الفم
في المعمودية توهب مغفرة الخطايا مرة واحدة للجميع، لكن العمل المستمر بلا انقطاع -تابعًا مثال المعمودية- يهب مراحم الله مرة أخرى... يعلمنا المعلم الحنون ويحثنا على العطف (لو 11: 40-41). وإذ هو يبحث عن خلاص أولئك الذين قدم عنهم تضحية عظيمة هكذا، أشارة أيضًا عن هؤلاء الذين بعدما نالوا المعمودية صنعوا الخطية يمكنهم أن يتطهروا من جديد...
أيها الأحباء الأعزاء، إن النصائح الإلهية في الكتاب المقدس بعهديه القديم والجيد لا تكف ولا تهدأ عن حث شعب الله دائمًا وفي كل موضع على فعل أعمال الرحمة... لأن من لا يرحم لا يستحق مراحم الله، ولا يحصل على أي نصيب من العطف الإلهي بصلواته[789].
لن يستحق مراحم الرب من لا يرحم نفسه، ولن ينال نصيبه من الرأفة الإلهية في صلواته إن لم يترآف هو على المساكين في طلباتهم[790].
الشهيد كبريانوس
يمكننا أيضًا أن نفهم يوم السوء بكونه فترات الضيق أو الآلام التي يسمح الله بها لأولاده لتزكيتهم أو لتأديبهم... فإنه وإن كان يسمح بها لكن تبقى عيناه تتطلعان إلينا برفق كما ننظر نحن إلى المساكين في حنو.
محب الفقراء يكون كمن له شفيع في بيت الحاكم. من يفتح بابه للمعوزين يمسك في يده مفتاح باب الله.
من يقرض الذين يسألونه يكافئه سيد الكل[791].
القديس يوحنا التبايسي
2. "الرب يحفظه ويحييه" [2].
إذ يعد الرب شعبه أنه بالكيل الذي يكيلون يُكال لهم ويُزاد (مت 7: 2) لذلك فهو يعد من يحفظ المسكين في أمور زمنية بسيطة، مقدمًا له ضروريات الحياة، يهبه حفظًا من كل شر حتى يدخل به إلى حياة الدهر الآتي. يقدم الإنسان الزمنيات ليتمتع بالسماويات ومعها البركات الأرضية أيضًا.
vإن رحمنا الآخرين ننال أجزل مكافأة، فقد وعدنا السيد المسيح بالكيل الملبَّد المهزوز[792].
القديس كيرلس الكبير
إن كان لأجل كأس ماء بارد تمنحه لضيف تنال ملكوت السموات، فكم من الخيرات تنال لو دعوته للتمتع بغناك، وجعلته شريكًا معك على مائدتك؟!
الأعمى متى رحمناه، يجعل مَن رحمه مبصرًا، ويقوده إلى ملكوت السموات؛ فذاك الذي يتعثر هنا في الحُفَر يصير لك مرشدًا يصعد بك إلى السماء[793].
القديس يوحنا الذهبي الفم
3. ويجعله في الأرض مغبوطًا" [2]، إذ يحول له الأرض سماءً.
المحب للفقراء ينعم بالأرض الجديدة، أرض الأحياء، الحياة الكنسية، حيث يمتلئ قلبه فرحًا وغبطة... ينعم بعمل السيد المسيح الساكن فيه، الذي يقيم داخله ملكوته كملكوت تسبيح وتهليل وشكر على غنى نعمة الله المجانية!
في الواقع العملي كثيرون إذ بدأوا في المسيح يسوع يمارسون العطاء بحب حقيقي، شعروا بفرح داخلي عجيب لا يعرفون له سببًا خارجيًا. إنه عطية الروح لهم!
4. "ولا يسلمه بأيدي أعدائه" [2].
العدو هو الشيطان. لا يفكر أحد أن إنسانًا ما عدوه عند سماعه هذه الكلمات...
القديس أغسطينوس
5. "الرب يعينه على سرير وجعه؛ صرفت مضجعه كله في مرضه" [3].
الصدقة تعين المؤمن الحيّ على التمتع بالشفاء الروحي والجسدي، ليس ثمنًا لعمله، وإنما الله الرحوم يهب مجانًا نعمته لمن يعلن عن قبولها بتقديم الحب والرحمة للغير (مت 5: 7).
يرىالقديس أغسطينوس أن السرير هنا هو ضعف الجسد الروحي، فالنفس المُتعبة بالخطية تجد لذتها في ملذات الجسد كما على سرير مريح... لكنه سرير ألم ومرض. والرب في حنانه يطلب منه أن يقوم ليحمل سريره ويمشي إلى بيته (مر 2: 11). بمعنى آخر يهب النفس قوة القيامة، فلا يحملها الجسد في ملذات باطلة، بل بالروح تحمل الجسد في قدسية ونقاوة. لتنطلق إلى البيت السماوي، وتجد راحتها في حضن الآب. وكأن العطاء يهبنا فرصة التمتع بعمل الله المجاني، فيه نقوم من فراش جسدنا وننطلق بكمال الحرية كما بجناحي الحمامة نحو السمويات.
هذه هي بركات العطاء أو قل الحب العملي: ينقذنا الله من يوم السوء أي يوم الدينونة، مُحولًا إيّاه إلى يوم الرب المفرح، أو يوم العرس الأبدي؛ يحفظنا الرب من الضيقات ويهبنا الحياة الجديدة فيه، يحول أرضنا إلى سماء مفرحة، ويقيمنا من سرير الشهوات الزمنية لننطلق بروحه القدوس إلى الراحة الحقة في السمويات. بهذا أيضًا نكون قد تحررنا من العدو الشرير إبليس وكل أعماله لننعم بأبوة الله العاملة فينا، ويكون لنا موضع في أحضانه الإلهية.
مزمور 41 (40 في الأجبية) - تفسير سفر المزامير - الإنسان المطوَّب
<FONT face="Times New Roman"><FONT face="Times New Roman"><FONT face="Times New Roman"> 2. المسكين المرفوض:

<SPAN lang=ar-sa> "أنا قلت يا رب ارحمني.
اشفِ نفسي لأني قد أخطأت إليك" [4].
هذه صلاة، في منتهى البلاغة في اللغة العبرية؛ فإنه ماذا يمكن لإنسان أن يفعل أكثر من الاعتراف بإخلاص وأمانة بخطاياه.
ما هو ارتباط هذه الصلاة بحديثه السابق عن الإهتمام بأمر المسكين؟
يبدو أن المرتل قد سقط تحت تأديب إلهي، إذ يربط ضيقته بإثمه، متوقعًا أنه إذ ينظر إلى أمر المسكين، يتطلع الله إليه كمسكين لكن ليس دون اعتراف بخطاياه. هنا يُبرز المرتل أن ما يناله الإنسان من هبات كثمرة العطاء المملوء حبًا لا يتم عن برّ ذاتي، وإنما عن مراحم الله المجانية، إذ يعترف المرتل بخطيته طالبًا الرحمة والشفاء.
كأن المرتل يقول: إن كنت قد تفهمت في أمر إخوتي المساكين فذلك ليس فضلًا منى، فإنك تتطلع إليّ وتتفهم أمري أنا المسكين المجروح بالخطايا والمحتاج إليك كطبيب للنفس والجسد.
يشفيك الله فقط إن أقررت بجرحك. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات و التفاسير الأخرى). عندما ترقد تحت يديْ الطبيب، وتطلب عونه بلجاجة. فإن غَسل أو كوي أو بَتر، احتمل هذا بهدوء، لا ترتبك بذه الأمور فُتشفى.
<FONT face="Times New Roman"> إنك تشفى إن قدمت ذاتك للطبيب؛ ليس لأنه لا يراك إن اخفيت نفسك، وإنما الاعتراف هو بداية استعداتك صحتك[794].
الأب قيصريوس أسقف آرل
اعتاد المرتل أن يبدأ اعترافه باتهام نفسه أولًا، بعد ذلك يشتكي العدو الشرير المقاوم له؛ فهو لا يبرر نفسه ولا يلقي بالوم على غيره، إنما يطلب عونًا من الطبيب ليشفيه أولًا ثم يقيه مما قد يصيبه من الخارج، إذ يقول:
"أعدئي تقولوا عليّ شرًا:
متى يموت ويُباد اسمه؟!" [5].
يود العدو الشرير أن يطيح بأولاد الله الأبرار، ويظن أن هذا يتحقق فعلًا، متجاهلًا أن الصديق يسقط سبع مرات ويقوم.
ويرى البعض أن هذا هو صوت السيد المسيح الذي اتهمه الأعداء كذبًا، وتآمروا على قتله وإبادة اسمه. ويبقى صوته هذا ينطق به في كنيسته التي تتألم لأجله والتي يُريد العالم يمحوها لينزع اسم مسيحها تمامًا. وكما يقول سفر الأعمال عن القديسين بطرس ويوحنا: "فدعوهما وأوصوهما أن لا ينطقا البتة ولا يُعلّما باسم يسوع" (أع 4: 18).
هذا هو شخص ربنا يسوع المسيح؛ ولكن انظروا أما يُفهم ذلك أيضًا عن أعضائه. قيل هذا عندما سار ربنا بالجسد على الأرض... عندما رأوا الشعب قد ذهب وراءه، إذ قالوا: "متى يموت ويُباد اسمه"، بمعنى "إذ نقتله يُباد اسمه تمامًا من على الأرض، فلا يخدع بعد أحدًا إذ يموت. بهذا القتل نفسه سيفهم البشر أنه كان مجرد إنسان وقد تبعوه، ولا رجاء في الخلاص من جهته، فيهجرون اسمه ولا يكون بعد. لقد مات ولم يبد اسمه بل بُذر كبذرة كحنطة بموتها تنبت حنطة.
<FONT face="Times New Roman"> مات المسيح ولم يبد اسمه؛ ومات الشهداء ونمت الكنيسة، ونمى اسم المسيح بين الأمم.
باطلًا إذن اعتقادهم ضده؛ وكان الأفضل لهم أن يؤمنوا به حتى "يتفهموا أمر المسكين والفقير"، هذا الذي وهو غنى افتقر لأجلكم حتى تغتنوا بفقره...
القديس أغسطينوس
لقد دبر أخيتوفل المؤامرة لقتل داود الملك واباده اسمه فكان رمزًا لعدو الخير إبليس الذي هّيج الكثيرين ضد ابن داود للخلاص منه بالصليب، فجاءت كلمات داود النبي تنطبق بصورة أكمل في شخص السيد المسيح، إذ يقول:
"كان يدخل لينظر فكان يتكلم باطلًا،
وقلبه جمع له إثما.
كان يخرج خارجًا ويتكلم عليّ معًا.
عليّ تدمدم جميع أعدئي.
وتشاوروا عليّ بالسوء
وكلامًا مخالفًا للناموس رتبوا عليّ.
هل النائم لا يعود أن يقوم؟!" [6-8].

تحققت هذه النبوة في شخص السيد المسيح حيث اجتمع
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
مزمور 146 (145 في الأجبية) - تفسير سفر المزامير
مزمور 143 (142 في الأجبية) - تفسير سفر المزامير
مزمور 100 (99 في الأجبية) - تفسير سفر المزامير
مزمور 86 (85 في الأجبية) - تفسير سفر المزامير
مزمور 46 (45 في الأجبية) - تفسير سفر المزامير


الساعة الآن 09:26 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024