|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
" لتكُن مشيئتك كما في السماء كذلك على الأرض " (متى 6 : 10). هذه كانت صلاة الرب يسوع، عندما سألهُ تلاميذهُ أن يُعلِّمهم أن يُصلُّوا.. إحدى الطلبات في هذه الصلاة تتمحور حول تحقيق أمر ما.. ومن خلال هذه الصلاة، كان الرب يطلب من الآب أن تتم مشيئتهُ على الأرض كما في السماء. هناك آيات كثيرة في الكتاب المُقدَّس، تتكلَّم عن السماء، وعن وعود آتية، وأحيانًا نعتقد أنَّ هذه الوعود لن تتحقَّق إلاَّ بعد ذهابنا إلى السماء.. لكنني اليوم أُريد أن أقول لكَ أنَّ مشيئة الله لنا، هيَ كما في السماء كذلكَ على الأرض.. مشيئة الله لنا هيَ أن نعيش السماء على الأرض، فالله قالَ لشعبهِ في العهد القديم: " فضعوا كلماتي هذه على قلوبكم ونفوسكم، وﭐربطوها علامة على أيديكم، ولتكُنْ عصائب بين عيونكم، وعلِّموها أولادكم مُتكلمين بها، حينَ تجلسون في بيوتكم، وحينَ تمشون في الطريق، وحينِ تنامون، وحينَ تقومون، وﭐكتبها على قوائم أبواب بيتك وعلى أبوابك، لكي تكثر أيامك وأيام أولادك على الأرض التي أقسمَ الرب لآبائك أن يُعطيهم إياها، كأيام السماء على الأرض " (تثنية 11 : 18 – 21). فإن كانَ ذلكَ مُمكنًا في العهد القديم.. فكم يا ترى سيكون مُمكنًا في العهد الجديد.. العهد الأفضل؟ إرفع إيمانك وصلِّي من كل قلبك كما علَّمنا الرب أن نُصلِّي، ولا بُدَّ لله أن يستجيب، ويُحقِّق مشيئتهُ وإرادتهُ ووعوده على أرضنا وفي بلدنا. نسمع توقعات كثيرة، ونشهد تحقُّق خطط أشخاص كثيرين في بلدنا، ممَّن يحاولون جاهدين تحقيق مصالحهم وأهدافهم الخاصة.. لكننا اليوم علينا أن نقف في وجه كل مشيئة بشر مناقضة لخطة الله، ونأتي بمشيئة الله ونُحقِّقها في بلدنا.. وهذا هوَ بكل بساطة دور الكنيسة، جسد المسيح على الأرض، أن تُحقِّق هذه الكنيسة مشيئة الله على الأرض، لكي تغدو هذه الأرض كالسماء، لكي نرى الوعود تتحقَّق والنضهة تأتي والرؤية تتم.. حتَّى هذه الساعة، ما زالَ إبليس رئيس هذا العالم الذي نعيش فيه، وهوَ يُسيطر على الأرض وعلى البشر وعلى مُجريات الكثير من الأمور.. والسبب يعود كما نعرف جميعنا إلى عصيان آدم على الله، واللعنة التي سبَّبها لهذه الأرض: " ملعونة الأرض بسببك (أو بسبب ما قمتَ بهِ) " (تكوين 3 : 17). والسلطان الذي منحهُ الله لآدم على كل الأرض، سلبهُ منهُ إبليس بسبب طاعة آدم لهُ.. وبسبب الخطيئة. لكنَّ الرب يسوع، وعندما جاءَ إلى أرضنا وبعدَ موته على الصليب وقيامته، ﭐستردَ هذا السلطان لنا نحن كأفراد وككنيسة: " إذ جرَّدَ الرياسات والسلاطين، أشهرهم جهارًا ظافرًا بهم في الصليب " (كولوسي 2 : 15). وبعدَ ذلكَ صعد الرب إلى السماء، وجلسَ عن يمين الآب، فوق كل رياسة وسلطان.. وأعود لأقول لكَ، أنَّ الرب ﭐستردَ السلطان لي ولكَ، للكنيسة التي هيَ جسدهُ، أعاد الرب السلطان للإنسان.. لكل إنسان يؤمن بهِ.. ويؤمن بالعمل الذي قامَ بهِ الرب، إذ ماتَ على الصليب، وقامَ في اليوم الثالث، وغلبَ الموت وأقامانا معهُ من موتنا، وأجلسنا في السماويات في المسيح يسوع.. فنحنُ جالسين في السماويات اليوم بالتحديد.. وليسَ أبدًا بعدَ ذهابنا إلى السماء.. اليوم بالتحديد، نحنُ جالسين معهُ في السماويات فوق كل رياسة وقوة وسيادة.. لكن المشكلة، أنهُ في بعض الأحيان حتَّى لا أقول أغلبها، لا نُدرك الدعوة التي دعانا لها الله، والسلطان الذي لنا في المسيح يسوع، فلا نحيا على المستوى الحقيقي لموقعنا، وبحسب الدعوة التي لنا !!! عندما كانَ موسى يُخرج الشعب من أرض مصر.. وصلوا إلى البحر الأحمر، وكان فرعون وجيشه يلحقون بهم ويُحاصرونهم من الخلف.. فصرخَ موسى إلى الرب.. وهنا أُريدك أن تفتكر أنَّكَ لو كنتَ في حالة مُشابهة، البحر الكبير من أمامك، والعدو من وراءَك، ولا ترى في الأُفق أي بوادر نجاة أو إنقاذ.. فماذا ستفعل؟ أقلَّهُ ستصرخ إلى الرب كما فعلَ موسى، لكي لا نقول أنَّ بعضنا أحيانًا يستسلم، لكن تعالَ معي، لكي نرى ما قالهُ الله لموسى حينها، علَّنا نتعلَّم من ذلكَ: " فقالَ الرب لموسى: ما لكَ تصرخ إليَّ، قل لبني إسرائيل أن يرحلوا، وﭐرفع أنتَ عصاكَ، ومُدَّ يدكَ على البحر وشقّه، فيدخل بنو إسرائيل في وسط البحر على اليابسة " (خروج 14 : 15 – 16). حينها كانَ بنو إسرائيل يتذمرُّون ويبكون ويُهوِّلون على موسى، والصورة اليوم لم تتبدَّل أبدًا، فالناس من حولك يتذمَّرون ويبكون ويُهوِّلون.. أضف إليها مشاعرك التي تفعل الشيء نفسه.. وقد تصرخ كما صرخَ موسى حينها إلى الله.. لكن دعني أقول لكَ اليوم، بأنَّ إجابة الله ما زالت هيَ أيضًا نفسها: " أَسْكِت الكل من حولك.. وأَسْكِت مشاعرك ومخاوفك.. ولا تكترث لأحد قطعًا.. بل إرفع عصاك وشق البحر ". أحبائي: الرب يقول لنا اليوم، ما بالكم تستغيثون بي.. فأنا قد أعطيتكم السلطان، والسلطان الذي معنا أقوى من السلطان الذي كانَ لموسى، نحنُ أولاد الله، نحنُ أولاد الملك، ولنا سلطان ملك الملوك، ألم يقل الرب لتلاميذه: " فإنِّي الحقَّ أقولُ لكم: أنَّ أنبياء وأبرارًا كثيرين، ﭐشتهوا أن يروا ما أنتم ترون ولم يروا، وأن يسمعوا ما أنتم تسمعون ولم يسمعوا " (متى 13 : 17). هذا السلطان هوَ لكَ.. مُلكك الشخصي.. لأنك ﭐبنًا لله وليسَ لأي عمل قمتَ بهِ أو ستقوم بهِ.. وهذا السلطان الممنوح لنا.. لو ﭐستخدمناه.. فهوَ سيأتي بمشيئة الله ويُحقِّقها، كما في السماء كذلكَ على الأرض.. خُذ مكانتك وموقعك في المسيح، وﭐطلب من الروح القدس أن يُعطيك إعلانًا جديدًا عن هذا السلطان.. وعندها سترى كيفَ ستتغيَّر صلواتك، وكيفَ سيرتفع إيمانك، وكيفَ ستتغيَّر حياتك وقراراتك.. نعم.. إنَّ هذا السلطان هوَ سلطان روحي.. لكن عندما نُمارسهُ في السماويات سنرى نتائجهُ على هذه الأرض.. لأنَّ ما نعيشهُ اليوم في هذا العالم المادي، ما هوَ إلاَّ نتيجة مرئية لما يحصل في العالم الروحي غير المرئي.. يقول الرسول بولس: " فإنَّ حربنا ليست مع دم ولحم، بل مع الرؤساء، مع السلاطين، مع ولاة العالم على ظلمة هذا الدهر، مع أجناد الشر الروحية في السماويات ". (أفسس 6 : 12). نعم.. إنَّ حربنا هيَ مع الأرواح الشريرة في السماويات، ولكن نتائج هذه الحرب لها تأثير مُباشر على عالمنا الذي نعيش فيه. ودعني الآن أؤكِّد لكَ أن كل ما نشهدهُ على الساحة اللبنانية اليوم، ليسَ سوى ﭐنعكاس لما يجري في العالم الروحي المُسيطر على هذا البلد.. وهذا الوضع المُعقَّد ليسَ سوى نتيجة ما ﭐرتكبنا من خطايا شنيعة في هذا البلد، وما سفكنا من دم وما زلنا.. ودعني أؤكِّد لكَ أيضًا أن تَبَدُّل الأوضاع في هذا البلد، وسيرها بٱتجاه الحلول والسلام، لن يحصل من خلال مجهود رجال السياسة والاقتصاد، وخطط وتدخلات المجتمع الدولي.. بل إنَّ التغيير الذي سيحصل، ويقود هذه البلاد إلى الفرج والسلام، لن يأتي سوى من كنيسة تعي مكانتها في السماويات، تتواضع تحت يد الرب، تكون كنيسة نقيَّة، تُصلِّي تصوم تتشفَّع.. تُمارس سلطانها ضد مملكة الظلمة.. تقف في الثغر.. تبني جدار حول هذا البلد.. تُخِضع الظروف المُعاكسة لمشيئة الله.. فتُحقِّق مشيئة الله كمـا فـي السماء كذلكَ على الأرض.. أرض لبنان.. فالله قالَ لشعبه قديمًا ويقول لشعبه اليوم: " فإذا تواضع شعبي الذين دُعيَ ﭐسمي عليهم، وصلُّوا وطلبوا وجهي، ورجعوا عن طُرقهم الرديَّة، فإنني أسمع من السماء، وأغفر خطيئتهم، وأُبرئ أرضهم، الآن عيناي تكونان مفتوحتين، وأُذناي مُصغيتين إلى صلاة هذا المكان " (2 أخبار 7 : 14 – 15). إذا تواضعَ شعبي.. وليسَ كل الشعب.. لأنَّهُ من المستحيل أن يتواضع شعب بكامله، ليسَ في بلدنا بل في أي بلد من العالم.. دون أن يختبر خلاص الله.. بل علينا نحن كمؤمنين أولاد الله.. أن نتواضع شخصيًا، وأن نرجع عن طرقنا الرديَّة.. وأن نتوب ونتواضع نيابةً عن كل شعب بلدنا، ونتوب عن خطايانا وخطاياه.. ونقف بينهُ وبين الله، متشفعين من أجله.. فنبني جدار حماية حولهُ.. فيسمع الله من السماء صلواتنا.. ويغفر خطيئتنا.. ويُبرئ أرضنا.. وعندها تكون وبصورة دائمة عيناه مفتوحتان وأُذناه مصغيتنان إلى صلاة كنيسة لبنان.. فنقف في الثغر، ممسكين بعصانا.. ونشق كل بحر وننقل كل جبل، يقفان في وجه تحقيق مشيئة الرب لهذا البلد.. نعم.. نحنُ ككنيسة من سيُغيِّر تاريخ هذا البلد.. ونحنُ من سيُغيِّر الأوقات والأزمنة.. ونحنُ من سيُغيِّر قلوب الرؤساء والحكام وكل الذين هُم في منصب.. ونحنُ من سيأتي بحلول السماء، القادرة وحدها على السير بهذا البلد نحو الفرج والسلام والطمأنينة.. ونحنُ من سيقطع يد إبليس ومملكته عن التحكُّم بهذا البلد.. الحرب هيَ للرب.. والرب من خلال كنيستهِ التي منحها سلطانه.. يُريد أن يُحارب ويهزم السلاطين والرؤساء في السماويات.. ويُخضع الظروف المُعاكسة لمشيئته، لأنَّ كلمتهُ تقول: " ليسَ من حكمة، ولا من مشورة، ولا من فطنة بقادرة على مقاومة الله " (أمثال 21 : 30). وتقول أيضًا: " الرب أحبطَ مؤامرة الأمم، أبطلَ أفكار الشعوب، أما مقاصد الرب فتثبت إلى الأبد، وأفكار قلبه تدوم مدى الدهور " (مزمور 33 : 10 – 11). أُطلب من الرب في هذا اليوم أن يُظهر لنا مدى أهميَّة هذا السلطان، ومدى حقيقته ومدى تأثيره في عالمنا المنظور ومدى فعاليتهِ.. لأنَّهُ عندما نُدرك حقيقة هذا السلطان وواقعيته، سنتخلَّى عن كل أمور ماديَّة ونتمسَّك بالرب فقط. للآسف فإنَّ أغلبنا علَّق آمالاً كبيرة على قادة بشريين.. وأكتشفوا أنَّ آمالهم قد خابت.. وآخرون علَّقوا آمالهم على دول خارجية.. وﭐكتشفوا أيضًا أنَّ آمالهم بدأت تخيب.. وتسمع الناس اليوم في حيرة وكرب عظيمين.. لا يعرفون ماذا يجري.. ولا يعرفون من ينبغي عليهم أن يُصدِّقوا.. فلنطلب اليوم من الرب أن يُسامحنا عن كل مرَّة علَّقنا فيها آمالاً على ذراع بشر لأنَّهُ مكتوب: " هكذا قال الرب، ملعون الرجل الذي يتكل على الإنسان، ويجعل البشر ذراعه، وعن الرب يحيد قلبه " (إرميا 17 : 5). ومكتوب أيضًا: " الاحتماء بالرب، خير من التوكُّل على إنسان، الاحتماء بالرب، خير من التوكُّل على الرؤساء " (مزمور 118 : 8 – 9). إنهض.. قف على رجليك.. أَخْضِع الظروف لمشيئة الله.. ثق أنَّ لديه الأفضل لبلدنا.. وثق أنَّ قلوب الملوك والحكام في يديه كجداول مياه، يُديرها كما يشاء.. ثق أنَّهُ يستطيع أن يُغيِّر قلوب الحكام ويستخدمهم كما فعلَ مع الملك كورش: " ... دعوتك بٱسمك، لقَّبتُكَ من غير أن تعرفني. أنا هوَ الرب ولا إله غيري. ليسَ هُناكَ آخر. شدَّدتك مع أنكَ لم تعرفني. حتَّى يُدرك الناس من مشرق الشمس ومن مغربها أنِّي أنا هوَ الرب وليسَ هناكَ آخر " (إشعياء 45 : 4 – 6). ثق أنَّه اليوم أيضًا سيستخدم الرب ملوكًا ورؤساء لا يعرفونهُ، لكي يُحقِّق ما قد وعدنا بهِ، ولكي يُحقِّق مشيئتهُ في هذا البلد.. وثق أيضًا أنَّهُ مهما حصل.. فالظلمة لا تُظلم عندهُ.. والأمور لا تخرج عن سيطرته.. فهوَ ما زال على العرش وسيبقى.. وهوَ ضابط الكل.. حوِّل عينيك إلى الرب، وتخلَّى عن كل شيء آخر.. وكل إنسان آخر.. لأنَّ: " ... فيـه خُلِقَ الكـل، مـا فـي السموات وما على الأرض، مـا يُرى ومـا لا يُرى، سـواء كـان عروشًا أم سيـادات أم رياسـات أم سلاطين، الكل بهِ ولهُ قد خُلِق " (كولوسي 1 : 16). والبلد ليسَ على كف عفريت ولا على شفير الهاوية كما يقول الجميع هذه الأيام.. بل هوَ على كف الرب يسوع المسيح.. وعلى صخر الدهور.. " ولا تخشى ولو تزحزحت الأرض، ولو ﭐنقلبت الجبال إلى قلب البحار... الله في وسطها فلن تتزعزع... رب الجنود معنا، ملجأنا إله يعقوب... مُسكِّن الحروب إلى أقصى الأرض، يكسر القوس ويقطع الرمح، المركبات يحرقها بالنار، وهوَ يقول للجميع: كِفُّوا وﭐعلموا أنِّي أنا الله، أتعالى بين الأمم، أتعالى في الأرض، رب الجنود معنا، ملجأنا إله يعقوب " (مزمور 46). وانا أدعوك اليوم أن تتحد معي بالإيمان، وتُعلن معي في السماويات.. أنَّ لبنان في يد الرب.. وأنَّهُ في الأيام القادمة، القريبة وليست البعيدة.. السلام آتٍ.. الفرح آتٍ.. التعويض آتٍ.. النهضة آتية.. النفوس آتية.. العاتي سيُباد.. المُستهزئ سيفنى.. الفساد سيزول.. الإرهاب سيزول.. والرب سيملك على هذه الأرض.. شاءَ القادة الأرضيون أم أبوا.. شاءَت الدول أم أبت.. شاء إبليس ومملكته أم أبوا.. وسنقول معًا وبالصوت العالي: كما في السماء كذلكَ على الأرض.. أرض لبناننا الحبيب بالتحديد. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك على الأرض |
كما في السماء كذلك على الأرض |
كما في السماء كذلك على الأرض |
لتكن مشيئتك، كما في السماء، كذلك على الأرض |
الثالوث.. كما في السماء كذلك على الأرض |