سأل أخوة شيخًا: ”عندما ازدرى بعض الإخوة بأنبا موسى الأسود سألوه قائلين: ’أَما تسجّس قلبك يا أبانا‘؟ فأجابهم: ’لقد تسجّس ولكنني لم أتكلم‘، فما معنى ذلك“؟ قال الشيخ: ”إنّ كمال الرهبان يتكون من جزءين: عدم التسجُّس بحواس الجسد، وعدم التسجُّس بحواس النفس. عدم التسجُّس بالجسد هو عندما يُشتَم الإنسان ويكبح جماح نفسه لأجل الله ولا يتكلم حتى ولو اضطرب، أما عدم التسجُّس بالنفس فيكون عندما تُساء معاملة الإنسان ويُشتَم ومع ذلك لا يغضب في قلبه. وذلك مثل القديس يوحنا القصير، لأنه حدث مرةً عندما كان الإخوة جالسين معه مرَّ عليه رجلٌ وعيَّره ولكنه لم يغضب ولا تغيَّر منظره، فسأله الإخوة: ’أَلم تضطرب في داخل قلبك يا أبانا عندما أُهِنتَ بهذه الطريقة‘؟ فأجابهم: ’لم أضطرب في داخلي، فأنا هادئ في داخلي كما ترونني من الخارج تمامًا‘. وهذا هو عدم التسجُّس الكامل“.