منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 26 - 06 - 2024, 11:04 AM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

شاول والابتعاد عن مشيئة الله




شاول والابتعاد عن مشيئة الله

في سِفر صموئيل الأوَّل يخبرنا النَّص كيف أمرَ الرَّب صموئيل النَّبي بأن يمسَح شاوُل بِن قيس مَلِكاً على بني إسرائيل دون أن يكون لشاوُل أيّ فضل في ذلك، وكيف تعاملَ الله مع شاوُل ونصَرهُ على أعدائه في الكثير من المرَّات التي كان يستمع فيها لصوت الرَّب. لكنَّه وفي فترة لاحقة من حياته لم يُطِع الرَّب بل تصرَّفَ بحسب أفكاره البشريَّة، ممَّا أفقدَهُ امتيازاته كمَلِك وقائد وأودى به في النِّهاية إلى موته مع أفراد عائلته في إحدى المعارك، ليذهب المُلك من سُلالتهِ ويُعطى إلى النَّبي داوُد بن يسَّى.

في الكثير من الأحيان يمتحن الله المؤمنين ويختبر صبرهم، ويكون هذا الامتحان عبرَ تركِهم في ظرفٍ صعب لفترة من الزَّمن بهدف أن يُصقَل إيمانهم وينمو، ولكي يتعلَّموا الثِّقة بالله والاتِّكال عليه حتَّى ولو كانت الظُّروف من حولهم تدفَعهم للتَّصرُّف بعكس ذلك. وهذا ما حصل حين صعَّبَ الله إحدى المعارك على بني إسرائيل واستعصى عليهم الانتصار بها لأيَّامٍ عديدة، حتَّى بدى لهم الأمر وكأنّهم على وَشك الهزيمة، ممَّا ثبَّطَ عزيمة الجيش وأرسى الخوف والشَّك في قلوبهم وفي قلب قائدهم شاوُل المَلِك.
“وَاحْتَشَدَ الْفِلِسْطِينِيُّونَ لِمُحَارَبَةِ إِسْرَائِيلَ بِقُوَّةٍ تَتَأَلَّفُ مِنْ ثَلاَثِينَ أَلْفَ مَرْكَبَةٍ حَرْبِيَّةٍ، وَسِتَّةِ آلافِ فَارِسٍ وَجَيْشٍ كَرَمْلِ شَاطِىءِ الْبَحْرِ فِي كَثْرَتِهِ، وَتَجَمَّعُوا فِي مِخْمَاسَ شَرْقِيَّ بَيْتِ آوِنَ. وَعِنْدَمَا رَأَى بَنُو إِسْرَائِيلَ حَرَجَ مَوْقِفِهِمِ اعْتَرَاهُمُ الضِّيقُ، فَاخْتَبَأُوا فِي الْمَغَاوِرِ وَالأَدْغَالِ وَبَيْنَ الصُّخُورِ وَالأَبْرَاجِ وَالآبَارِ. وَاجْتَازَ بَعْضُ الْعِبْرَانِيِّينَ نَهْرَ الأُرْدُنِّ إِلَى أَرْضِ جَادٍ وَجِلْعَادَ. أَمَّا شَاوُلُ فَظَلَّ فِي الْجِلْجَالِ مَعَ بَقِيَّةٍ مِنَ الْجَيْشِ مَلأَ قُلُوبَهَا الذُّعْرُ.” (صموئيل الأوَّل 5:13-7)

كان على صموئيل الكاهن أن يأتي إلى حيث يُعسكِر الجيش، ليقدِّم ذبيحة للرَّب ويطلُب منه تدخُّله في المعركة وانتصار شعبه، وذلك بحسب اتِّفاق سابق بين صموئيل وشاوُل. ولأنَّ الكاهن كان يُمثِّل الله، فمجيء صموئيل كان سيُعطي معنويَّات للجيش المُتقلقِل ويُشدِّد من عزيمته ويزيد من ثقته بأنَّ الله سيتدخَّل معهم وينصرهم على أعدائهم. لكنَّ صموئيل تأخَّر عن الموعد المُتَّفَق عليه ولم يأتِ، وقد استخدمَ الرَّب هذا التَّأخير عن قصد ليمتحِن فيه شعبهُ وخاصَّةً شاوُل القائم عليهم مَلِكاً.

“وَمَكَثَ شَاوُلُ سَبْعَةَ أَيَّامٍ فِي الْجِلْجَالِ يَنْتَظِرُ مَجِيءَ صَمُوئِيلَ بِمُوْجِبِ اتِّفَاقٍ سَابِقٍ. وَعَنْدَمَا تَأَخَّرَ صَمُوئِيلُ عَنِ الْحُضُورِ وَتَفَرَّقَ الْجَيْشُ عَنْ شَاوُلَ، قَالَ شَاوُلُ: «قَدِّمُوا إِلَيَّ الْمُحْرَقَةَ وَذَبَائِحَ السَّلاَمِ». وَقَرَّبَ الْمُحْرَقَةَ. وَمَا إِنِ انْتَهَى مِنْ تَقْدِيمِهَا حَتَّى أَقْبَلَ صَمُوئِيلُ، فَخَرَجَ شَاوُلُ لِلِقَائِهِ لِيَتَلَقَّى بَرَكَتَهُ.” (صموئيل الأوَّل 8:13-10)

بحسب الشَّريعة كان تقديم الذَّبائح حِكراً على الكهَنة، ولا يَحق لأيّ أحد غير الكاهن أن يمثِّل الشَّعب أمام الله. وشاوُل مع كل بني إسرائيل كانوا يعلمون بذلك، لكنَّ شاوُل حين شعرَ بتأخُّر صموئيل اختارَ أن يقدِّم الذَّبيحة بنفسه كاسِراً وصيَّة الله التي يعرفها أصلاً ومُظهِراً بذلك ضعف إيمانه وعدم ثِقته بوعود ومواقيت الرَّب. عِلماً أنَّ القادة في تلك الأيَّام كان يجب أن يكونوا قدوةً حسَنة أمام الشَّعب في الالتزام بتقديس اِسم الله وطاعة وصاياه، لا أن يُخالفوا الشَّريعة على مرأىً من الجميع ويكونوا سبباً في معثِرتهم وجَعلِهم يستهينون بوصايا الرَّب. لكن هذا التَّصرُّف الخاطئ من شاوُل كلَّفهُ الكثير، وحرَمهُ من النِّعم والبرَكات التي كان الله مُنعِماً عليه بها. فحالَما انتهى شاوُل من تقديم الذَّبيحة، أتى صموئيل ورأى ما فعلهُ شاوُل ووبَّخه على تسرُّعه وكسرهِ للوصيَّة وعدم انتظاره لتوقيت الله، وأخبرهُ بأنَّ الله سيَسحَب المُلك منه ومن نسلهِ إلى الأبد.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
مخافة الله تدعوك للتوبة والابتعاد عن الخطية
إبعاد الله والابتعاد عن الله
أتى ليُتمّم مشيئة الله الأزلية، ليُعلن محبته، ليكون حَمَل الله
اتحدت مشيئة الله مع مشيئة القديسة العذراء
العيش في الزنى والخلاعة، والابتعاد عن الله وخيانته


الساعة الآن 10:12 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024