رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
عظمة المسيح وَأَمَّا هَذَا فَلَمْ يَفْعَلْ شَيْئًا لَيْسَ فِي مَحَلِّهِ ( لوقا 23: 41 ) إن للرب يسوع المسيح مِن العظمة ما لا يضاهيه فيها إنسان، ولا يُباريه فيها مخلوق كائن مَن كان، فهو الذي يتفوَّق على الجميع في كل شيء. في ذاته هو خالق لا مخلوق. وفي تجسده مختلف عن كل مولود. هو عِلة كل الوجود ولا عِلة لوجوده. هو يحتوي الكل ولا يقدر شيء أن يحتويه. إن بدء الزمان جاء فوجده. وإن كان للأبد نهاية تأتي النهاية وهو لا ينتهي. هو ”الكائن“ قبل كل كائن، وهو الموجود قبل أي وجود. لا يعتريه ما تتصف به الخليقة من تغيير. ولا يُدانيه ما سيصير لها من فناء، ولا يخضع لِما تخضع له من نواميس. فهو فوق الكل الله المُبارك إلى الأبد. إن قَبِلَ المخلوق هذا، هدأت نفسه واستراحت، وإن رفض وتجبَّر، هلكت روحه وضاعت. عن أمجاد لاهوته لم يصمت الوحي بل صرَّح وكتب. وعن كمالات ناسوته وضَّح ورسم. ومَن مِن البشر يقرأ عنه في الكتاب ولا تأخذه روعة العرض، فينسى نفسه ويُحلّق في جو معطَّر بجمال، تعجز عنه أقلام الفلاسفة وريشة أصحاب الخيال، ولا يقوى على وصفه أي مقام ومقال. قال عنه أعظم مَن وُلِد من النساء: «هذا هو». ويقول عنه الروح القدس: «هو هو». ويقول عنه الآب في فخر مُعلنًا سرمديته: «أنتَ أنتَ». تُرى ماذا قالت عنه السماء عندما أتى إلى الأرض؟ قال الملاك: «القدوس المولود». لقد وُلد الجميع بالخطية، أما هو فقد وُلد لا قديسًا بل قدوسًا. لم يكن هناك مجال لخطأ ولا فرصة لسقوط - تبارك اسمه - وجلَّت وعلَت صفاته. إنه صاحب الذات المعصومة، إنه البعيد عن أي صفة مذمومة. نحن قال عنا أصدق مَن قال وأجدر مَن قرر: «إنِّي علمت أنك تَغدُرُ غدرًا، ومِن البطن سُمِّيتَ عاصيًا». نعم هذا ما يجب أن يُوصَف به مولود المرأة، أي البشر بجملتهم، كبيرهم مع صغيرهم، ملكهم مع نبيهم، أما هو فقيل عنه في ميلاده: «أن أفعل مشيئتك يا إلهي سُررت، وشريعتك في وسط أحشائي». فالبشر لوَّثوا كل موضع لقدم بعصيانٍ سافر، أما هو فعطَّر بخطواته كل موضع وطأته قدميه بطاعة فيحاء، كجنة غناء، سببَّت السرور لقلب أبيه، وملأته هناء. ألا يستحق وهو سيدنا كل المديح والثناء؟! |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
من عظمة كلام المسيح ومعجزاته، طوبت واحدة من الجمع أم المسيح |
عظمة شخص المسيح |
عظمة المسيح |
عظمة المسيح |
عظمة شخص المسيح |