رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لماذا خطبت القديسة مريم ليوسف النجار؟ هناك عدة اسئلة تطرح نفسها عن سبب خطبة العذراء ليوسف النجار: إذا كانت القديسة مريم قد اختارت البتولية فلماذا خطبت ليوسف النجار؟ هل اتفق يوسف النجار مع العذراء أو كان فى نيتهاالزواج الفعلى وإنجاب الأطفال؟ ماذا يعنى قول الملاك ليوسف "خذ الصبى وأمه واهرب إلى ارض مصر"؟ والكتاب المقدس والتقليد يجيبان على هذه الأسئلة وغيرها بدقة ووضوح. 1ـ عذراء إلى الأبد: تتضح نية القديسة مريم منعدم إعتزام الزواج الفعلى واعتزام البتولية كل ايام حياتها من موقفها عند بشارةالملاك لها بالحبل بالطفل الإلهى. فلما قال لها الملاك: "ها انت ستحبلين وتلدينأبنآ وتسمينه يسوع". سألت هى الملاك فى دهشة واستغراب قائلة: "كيف يكون لى هذا وانا لا أعرف رجلاً"؟ وسؤال العذراء هذا يؤكد بما لا يدعمجالاً من الشك انها لم تفكر فى الزواج والإنجاب مطلقاً . فلو كانت قد اعتزمتالزواج من يوسف لما كانت قد سألت الملاك هذا السؤال على الإطلاق بل لأعتقدت أن هذا (الحبل) سيتم بعد الدخول الفعلى بيوسف خاصة وانها مخطوبة له. ولكن سؤالها يؤكد إنهالم تفكر فى الزواج والحبل مطلقاً. ومما يؤكد ذلك أن سؤالها للملاك يشبه أستفسارزكريا الكاهن عندما بشره الملاك بحبل زوجته وإنجابها ليوحنا المعمدان فقال "كيفاعلم هذا لأنى شيخ وإمرأتى متقدمة فى أيامها" وكذلك إستغراب سارة وضحكها عندما بشرالرب ابراهيم بولادة اسحق "وكان إبراهيم وسارة شيخين متقدمين فى الأيام. وقد انقطعان يكون لسارة عادة كالنساء. فضحكت سارة فى باطنها قائلة أبعد فنائى يكون لى تنعيموسيدى قد شاخ.. ضحكت سارة قائلة أفبالحقيقه ألد وانا قد شيخت". زكريااستغرب واندهش من بشارة الملاك لأن زوجته كانت عاقراً كما إنهما قد شاخا وهناكاستحالة حتى فى مجرد التفكير فى الإنجاب بحسب المقاييس البشرية وكذلك سارة. زكريااستفسر من الملاك عن كيفية حدوث ذلك غير مصدق وسارة ضحكت غير مصدقة والقديسة مريماندهشت واستغربت "كيف يكون لى هذا وانا لست اعرف رجلاً"؟ . زكريا وسارة لم يصدقامطلقاً قبل البشارة انهما سينجبان وبعد البشارة شكا لأن الطبيعة تقول أن هذا محالوالعذراء مريم استغربت حدوث الحبل والولادة لإنها نذرت البتولية، فكان المعجزة انالشيوخ ـ إبراهيم وسارة وزكريا واليصابات ـ ينجبون اسحق ويوحنا والعذراء تحبل وتلدالإله المتجسد وتظل عذراء إلى الأبد. فأمنت العذراء على الفور قائلة: "هوذا أنا امةالرب ليكن لى كقولك". قال القديس اغسطينوس "بالتأكيد ما كانت تنطقبهذا (كيف يكون لى هذا..) ولم يوجد نذر مسبق بأن تقدم بتوليتها لله وقد وضعت فىقلبها ان تحققه". وقال ذهبى الفم "كيف يكون لى هذا وانا لا أعرفرجلآ، ليس شكاً بل أستفساراً وهو دليل على انها أعتزمت البتوليه" . وقال القديس امبروسيوس "لم ترفض مريم الإيمان بكلام الملاك ولا اعتذرت عن قبولهبل أبدت أستعدادها له، أما عبارة: "كيف يكون هذا"؟ فلا تنم عن الشك فى الأمر قطإنما تساؤل عن كيفية إتمام الأمر…لأنها تحاول ان تجد حلاً للقضية.. فمن حقها انتعرف كيف تتم الولادة الإعجازية العجيبة". 2ـ لماذا خبطت مريم ليوسف؟ بشر الملاك مريم انها ستحبل بقوة الروح القدس وبدون زرع بشر وإنها ستلد القدوس،فماذا يقول عنها الناس عندما يجدونها حامل وهى غير متزوجة؟ والأجابة هى إنها ستتهمبالزنا وترجم حتى الموت، حسب الشريعة. أو ان يقوم الجنين بإعلان حقيقة الوهيتهبقوات وعجائب كما سجد له المعمدان وهو جنين فى بطن أمه ، ولكن السر الإلهى، سرالتجسد كان لابد يخفى عن الشيطان الذى لو علم به وتيقن منه لكان، على الأقل، قدحاول ان يفسر عمل الفداء ومن ثم يحاول تعطيله. لكن الشيطان لم يعلم هذه الحقيقة،حقيقة الحبل الإلهى ـ إلا بعد القيامة وحلول الروح القدس. قال القديس اغناطيوس "أما رئيس هذا العالم فقد جهل بتولية العذراء وايلاها وكذلك موت الرب". ويرى العلامة اوريجانوس بأن وجود خطيب او رجل لمريم ينزع كل شك منجهتها عندما يظهر الحمل عليها". قال القديس امبروسيوس عن خطبة العذراء ليوسف "ربما لكى لا يظن إنها زانية. ولقد وصفها الكتاب بصفتين فى أن واحد،انها زوجة وعذراء. فهى عذراء لأنها لم تعرف رجلاً، وزوجة تحفظ مما قد يشوب سمعتها،فأنتفاخ بطنها يشير إلى فقدان بتوليتها (فى نظر الناس). هذا وقد اختار الرب ان يشكفى نسبه الحقيقى عن ان يشكوا فى طهارة أمه لم يجد داعياً للكشف عن شخصه على حسابسمعة والدته" . ويضيف "هناك سببآ أخر لا يمكن اغفاله وهو ان رئيس هذا العالملم يكتشف بتولية العذراء فهو إذا رأها مع رجلها، لم يشك فى المولود منها، وقد شاءالرب ان ينزع عن رئيس هذا العالم معرفته". وقد زكر القديس جيروم عدة اسبابلخطبة مريم ليوسف اولاً: لكى ينسب (المسيح) للقديس يوسف قريب القديسة مريم،فيظهر إنه المسيا الموعود به من نسل داود من سبط يهوذا. ثانياً: لكى لاتُرجم القديسة مريم طبقاً للشريعة الموسوية كزانية، فقد سلمها الرب للقديس البارالذى عرف بر خطيبته وأكد له الملاك سر حبلها بالمسيا المخلص ثالثاً: لكىتجد القديسة معها من يعزيها خاصة اثناء هروبها من مصر. قال ذهبى الفم: "مع العلم ان عذراوية مريم كانت سرآ مخفيآ عن الشيطان مثل امر صلبه". قال الأنبا بولس البوشى: "ذكر انها خطبت ليوسف لكى ما يخفى الربتدبير التجسد عن الشيطان. لأن النبوه تذكر بأن العذراء تحبل وتلد ابناً ويدعوا اسمهعمانوئيل. ولهذا كانت البشارة بعد خروج السيدة العذراء من الهيكل إلى بيت يوسفليخفى سر الحبل فى ذلك". قال العلامة يوحنا الدمشقى: "ولما كان عدوخلاصنا يترصد العذارى لسبب نبؤة اشعياء القائل "ها العذراء… " . ولكن لكى يصطادالحكماء بخدعتهم" ـ فلكى يخدع المتباهى دوماً بحكمته ـ دفع الكهنة بالصبية للزواجمن يوسف، وكان ذلك "كتاب جديد مختوم لمن يعرف الكتابة". فأصبح الزواج حصناً للعذراءوخدعه لمترصد العذارى" . قال القديس أغريغوريوس الصانع العجائب: "أرسل جبرائيل إلى عذراء مخطوبة لكنها لم تتحد معه، إنها مخطوبة ولكنها لمتمس. لماذا كانت مخطوبة؟ حتى لا يدرك الشرير (الشيطان) السر قبل الأوان فقد كانعارفاً ان الملك سيأتى من عذراء إذ سمع ما جاء فى اشعياء … وكان يهتم ان يعرفالعذراء ويتهمها بالعار، لهذا جاء الرب من عذراء مخطوبة حتى يفسد حيل الشيطان لأنالمخطوبة مرتبطة بمن سيكون رجلها". 3ـ كيف تمت خطبة العذراء مريم ليوسف؟ وندرس هنا ثلاث نقط: 1ـ كيفية اتمام الخطبة والزواج فى بنىإسرائيل وقت ميلاد المسيح. 2ـ متى تمت خطبة العذراء مريم ليوسف. 3ـ هل كان يوسف النجار فتى أم شيخ؟ يقول التقليد والأباء ان الخطبة كانت تتم،حسب عادة اليهود، رسميآ أمام الكهنة، والشريعة تعتبر المخطوبة كالمتزوجة تمامآ ـ عاالعلاقات الزوجية، وتدعى زوجة وتصبح أرمله ان مات خطيبها وتتمتع بجميع الحقوقالمالية إن مات خطيبها او طلقت منه، ولايمكن ان يتخلى عنها خطيبها إلا بكتابالطلاق، كالزوجة تماماً، وإذا زنت تعتبر خائنة لزوجها وتعامل معاملة الخائنة وليسمعاملة العذراء الغير مرتبطة برجل. ويروى التقليد ان العذراء مريم خطبتليوسف رسمياً أًمام كهنة اليهود بعقد رسمى وكما يروى الكتاب والتقليد أيضاً فقداحتفظ بها فى بيته فى الناصره. فكانت فى نظر بنى إسرائيل خطيبته، وإمرأته، فهورجلها، وقال له الملاك: "لا تخف ان تأخذ مريم أمرأتك". قال ذهبى الفم: "وهنا يدعوا الخطيبة زوجة كما تعود الكتاب ان يدعوا المخطوبين أزواج قبلالزواج، وماذا تعنى "تأخذ"؟ اى تحفظها فى بيتك لأنه بالنية قد أخرجها، احفظ هذهالتى أخرجتها كما قد عهد بها إليك من قبل الله وليس من قبل والديها". امامتى تمت خطبة العذراء مريم ليوسف، فهذا يتضح من الزمن المستخدم فى اللغة اليونانيةفى قوله "كانت مريم مخطوبة ليوسف" والذى يبين أن الخطبة كانت قد تمت حديثاً جداًوبما قبل ظهور الملاك لها بأيام قليلة جداً. وهذا مايبين قصد الله من خطبة العذراءليوسف، فقد خطبت قبل الوقت المعين للبشارة بوقت قليل، لتصبح تحت حماية رجل، ولأنهانذرت بتوليته إلى الأبد فقد عاش معها يوسف النجار التى تجمع التقاليد على إنه كانشيخاً وعاش معها فى حالة قداسه كامله. قال تاتيان عن علاقة يوسف بمريم العذراء: "كان يسكن معها فى قداسة". مما سبق يتضح ان ما تصوره بعضالأفلام الأوربية وماتدعيه بعض الطوائف المتطرفه عن صبا مريم ويوسف أو عن وجود نيةللزواج بينهما لا أساس له من الصحة سواء عقلياً او تاريخياً او كتابياً. 4 ـ خذ الصبى وأمه هناك نقطة هامة فى بحث العلاقة بين القديسة مريم ويوسف النجاروهى إننا لا نجد نصاً واحداً فى الكتاب خاصة بعد ميلاد الطفل الإلهى يشير او يشتممنه اى صله زواجية بين يوسف النجار والعذراء بل على العكس تماما فبعد الميلاد يخاطبالملاك يوسف ويقول له قم وخذ الصبي وأمة وأهرب إلى ارض مصر"ومتى الإنجيلى يقول "فقام وأخذ الصبى وأمه"ثم يخاطبه الملاك فى مصر أيضاَ قائلاً: "قم خذ الصبى وأمهواذهب إلى ارض إسرائيل.. فقام وأخذ الصبى وأمه وجاء إلى ارض إسرائيل". الوحى يخاطبه بالقول "خذ الصبى وأمه" وليس الصبى وزوجتك، مما يدل ويؤكد انهلم يصبح زوجآ فعليآ بعد ميلاد الطفل الإلهى وانه لم يكن له اى صله زواجيه بها وإلالكان قال له "خذ الصبى وزوجتك" وليس "الصبى وأمه". ولكن قول الملاك هذا وتأكيدالإنجيلى يؤكدان ان مهمة يوسف كخطيب وزوج قد نجحت فى حماية العذراء من الأتهام بالزنا كانت مهمة شرعية وظاهرية أمام الناس ولأخفاء سر التجسد والفداء عن الشيطانوليست علاقه زواجيه. بل ان ذلك يؤكد لا لبس فيه ولا غموض أن يوسف كان رجلاً باراًمن تهمة الزنا وعقوبة الرجم فصار زوجاً لها على الورق وأمام بنى إسرائيل فقط،وأيضاً للهروب بالصبى وأمه إلى مصر ثم العودة إلى إسرائيل والسكن فى الناصرة وإعطاءالصبى اسم يوسف كأب أمام الناس بالإضافة إلى حرفة النجارة فقيل عنه: "وهو (يسوع) على ما كان يظن ابن يوسف". "يسوع ابن يوسف الذى من الناصرة". "أليس هذا هو يسوع ابن يوسف الذى نحن عارفون بأبية وأمه". "أليس هذا ابن النجار". قال ذهبى الفم "وقال الملاك ليوسف "خذ الصبى وأمه" ولم يقل له "زوجتك" هذا الكلام بعد الولادة يثبت إنها لم تعد زوجه له بعد ولادةالمسيح بل علاقتها مازالت مع المسيح وليست معه". وقال القديس باسيليوس "ان المسيحيون لا يطيقون أن يسمعوا بزواج العذراء بعد ولادة السيد المسيح لأنه على خلاف ما تسلموه من آبائهم". |
07 - 12 - 2012, 07:12 AM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: لماذا خطبت القديسة مريم ليوسف النجار؟
شكرا على المشاركة المثمرة
ربنا يفرح قلبك |
||||
07 - 12 - 2012, 07:07 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: لماذا خطبت القديسة مريم ليوسف النجار؟
شكراً أختى مارى على مرورك الجميل |
||||
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
مريم العذراء | خطبت مريم أمه ليوسف |
صورة تمثل خطبة العذراء مريم ليوسف النجار |
كيف تمت خطبة العذراء مريم ليوسف؟ |
لماذا العذراء خطبت ليوسف النجار ؟ |
لماذا خطبت القديسة مريم ليوسف النجار؟ |