قداسة البابا شنودة الثالث
الخطية هي أيضًا صلب للسيد المسيح.
وفى ذلك يقول القديس بولس الرسول (لأن الذين استنيروا مرة، وذاقوا الموهبة السمائية، صاروا شركاء الروح القدس.. وسقطوا، لا يمكن تجديدهم أيضا للتوبة، إذ هم يصلبون لأنفسهم ابن الله ثانية ويشهرونه..) (عب 6: 4-6) على الأقل، فإن كل خطاياك لا تغفر إلا إذا حملها المسيح على صليبه. كأنك بخطاياك تضيف ثقلا عل صليب المسيح، وتضيف قطرات مرة في الكأس التي شربها..
وبخطاياك تضع رجاسات على المسيح في صلبه!
فهو الذي حمل خطايا العالم كله ليمحوها بدمه ويكون كفارة عنها (1يو 2: 2، 2) ومن ضمن هذه الخطايا، ما ارتكبته وما ترتكبه من خطايا..
استمع إذن في خوف إلى القديس بولس الرسول (من خالف ناموس موسى، فعلى شاهدين أو ثلاثة شهود يموت بدون رأفة. فكم عقابا تظنون أنه يحسب مستحقا، من داس ابن الله، وحسب دم العهد الذي قدس به دنسا، وازدرى بروح النعمة)؟! (عب 10: 28، 29)..
تأمل إذن هذه العبارات، لتعرف مقدار بشاعة الخطية:
داس ابن الله.. حسب دم العهد الذي قدس به دنسا.. أزدرى بروح النعمة يصلبون ابن الله ثانية ويشهرونه.. حقا إنها خيانة لله، وخيانة للنعمة التي نلناها في المعمودية، حيث يقول الرسول (لأن جميعكم الذين اعتمدتم للمسيح، قد لبستم المسيح) (غل 3: 27).
هل تظنون أن يهوذا وحده هو الذي خان المسيح؟!
كلا، بل أن كل من يخطئ، يخون المسيح. يخون معموديته وميرونه، ويخزن الدم الكريم الذي طهرنا من كل خطية (1يو 1: 7).