منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 29 - 08 - 2012, 03:18 PM
الصورة الرمزية شيرى2
 
شيرى2 Female
..::| العضوية الذهبية |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  شيرى2 غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 37
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 30,808

عُرس في الأرض وخمرة من السّماء
كثيرًا ما غُصتُ في أعماق اللغة العربيّة باحثًا عن كلمة مُرادفة لكلمة "عُرس" فما وُفّقْتُ إلى معنى واحد ، فهي آنًا النشوة النقية ، وآنًا تحقيق حُلم مُلوّن ، وآونةً التئام قلبين في بوتقة المحبّة ، وأخرى استقرار وطمأنينة .. والقافلة ، قافلة المعاني تطول ويبقى المعنى ناقصًا .
وها هي مواكب الأعراس قد بدأت في جليلنا ووطننا ، بدأت مع الطيور العائدة ، ومع النِّسرين والسّوسن ، ومع النور المُنثال من نيْسانَ وأيّارَ وإخوتهما .
بدأت الأعراس تحُطُّ أقدامها الناعمة على دروب بلادنا وربوعنا ، وكم نتمنّاها في كلّ بُقعة من بقاع المسكونة !
" وفي اليوم الثالث ، كانَ عُرس في قانا الجليل ، وكانت امّ يسوع هناك، ودُعيَ ايضًا يسوع وتلاميذه الى العُرس " ( يوحنا الإصحاح الثاني ) .
ما أجمل الأعراس حقًّا ! وما أحلى مواسم الأفراح ، وما أروع العرس الذي يحضره الربّ بنفسه ، فيباركه، ويُجمّله ، ويُضفي عليه مِسحةً من قداسة ، ومسحات من إلوهية ، وسيلاً من محبة وثبات .
واتخيّل أحيانًا هذا الربّ الرائع القدّوس ، يجلس حول طاولة الفرح في قانا الجليل ، وحوله تلاميذه ، وهو يرنو الى العرس العتيد ، عرس الحَمَل وكنيسة المفديين ، فيطرب ويزهو وينتشي بالروّح . وتدور الخمر ، خمرة الدُّنيا ، فتلعب بالرؤوس ، وتُحرّك المشاعر والأحاسيس ، ثمّ ما تلبث أن تنفد ، فيرتبك العريس ، ويرتبك أهله ، فالحفلة ما زالت في أوجها ، فماذا سيقولون لرئيس المُتكأ وللحاضرين ؟ .
وتعلم السيدة بالأمر ، المرأة القدّيسة ، مريم ، الاسم الأحلى والأعطر ، فتفوه بجملةٍ ما زال يتردّد صداها الى اليوم ، وما زال مفعولها ظاهرا حتى السّاعة والى السّاعة .. قالت بفمها الطاهر : " مهما قال لكم فافعلوه " .
وكانت الآية الأولى ، وكانت الخمر الجديدة ، خمر السّماء ، الجيّدة ، الرائعة، التي تملأ الإحساس والنفوس بنشوة الهية ، فتَهيم الرّوح مُحلِّقَةً، وتروح تُرنّم وتُسبِّح .
صدقوني ما كان هناك حاجة لذوّاقة للخمر فالفرق شاسع والبون كبير ، بين خمرة الدنيا وخمرة السّماء ،فالاولى أرضيّة ، غير ذات جودة ، والأخرى روحانيّة تسبي النفوس والمشاعر ، وتُحلّق بكَ الى الجبال ، والى الفضاء ، والى السُّحُب .
وينبري رئيس المُتكأ لائمًا : " كلّ إنسان إنما يضع الخمر الجيّدة أولاً ، ومتى سكروا فحينئذ الدون ، أمّا انتَ –يا عريس-فقد أبقيت الخمر الجيّدة إلى الآن "

وما درى المسكين – ويا ليته فعل – أنّ الله بذاته وبجوهره ، يحضر العرس ، ويبارك ويسقيهم من خمرة السماء ، وينعشهم بشريعته .
وما زال الربّ يسوع يحضر الأعراس ، ويبارك ويلوّن بحضوره كلَّ محضر ، ولكنه لا يأتي هكذا وبدون دعوة ، علينا أن ندعوه ، ويقينًا سيُلبّي الدعوة ، وسيكون نقوطه رائعًا ، عظيمًا .. سيكون اضمامة من محبة ، وأخرى من هدأة البال ، واضمامات من سعادة أبديّة ، وسيبقى هذا الربّ العريس السرمديّ يحفظ البيت وأهله ، فانتهزْ اخي الشّاب المُقبل على الفرح ، انتهز الفرصة ، وادعُ يسوع ، واجعل بهذا فرحك مُستديمًا ، سماويًا ، وبيتك ثابتًا مبنيًّا على صخر الدّهور ، واجعل عُرسَكَ عرسين : الأول على الأرض والثاني في السماء .. صدّق فانا قد دعوته فحضّرَ !
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
ثقافة الأرض وثقافة السّماء
الهدية التي أهداها رب السّماء لشعب الأرض ” وُلادة يسوع في بيت لحم”
بين ثقافة الأرض وثقافة السّماء
يا ربّ خاب أمل الأرض و أمل السّماء لا يخيب '🌧 ⛵✨
الملكوت على الأرض كما في السّماء!


الساعة الآن 02:51 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024