الامتحان الذي اجتاز فيه يوسف كان صعبًا، ماذا فعل هذا الشاب المسكين في هذا الصراع الداخلي الحامي الوطيس، بين رغبة جسدية تبتغي المتعة وإن كانت وقتية، وخسارة السقوط الرهيب وإهانة إلهه العظيم. لم يأخذ الاختيار من يوسف وقتًا طويلاً، فنراه قد انتفض انتفاضة العفة وضبط النفس، حسم الأمر ورفع الرأس، وصرخ صرخة جبار بأس: «كيف أصنع هذا الشر العظيم وأخطئ إلى الله؟». كأنه يناجي نفسه، قبل غيره: “يا نفسي تذكري أن ما يسمونه لذة ومتعة هو بالنسبة لي شر عظيم؛ لأنه في حق الإله العظيم”.