منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 30 - 07 - 2021, 03:39 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,268,100

” العمل الذى أعطيتنى لأعمل قد أكملته ”

(يو 17: 4)



” العمل الذى أعطيتنى لأعمل قد أكملته ” (يو 17: 4)

كانت إرسالية الابن الوحيد إلى العالم هى بحسب تدبير الثالوث القدوس من أجل خلاص البشر وتمجيد اسم الله.

وقد قال السيد المسيح عن هذه الإرسالية بفم إشعياء النبى: “منذ وجوده أنا هناك، والآن السيد الرب أرسلنى وروحُهُ ” (إش48: 16).

كان التدبير الإلهى بمنتهى الحكمة والروعة والذكاء فى عمل الفداء.. فى إظهار قداسة الله الآب كرافض للشر.. وفى إظهار محبته كمعتنٍ بالخليقة.. وفى إظهار رحمته فى خلاص الخطاة.

كل ذلك قد كان كما قال معلمنا بولس الرسول: “لمدح مجد نعمته التى أنعم بها علينا فى المحبوب. الذى فيه لنا الفداء بدمه غفران الخطايا، حسب غنى نعمته التى أجزلها لنا بكل حكمة وفطنة. إذ عرّفنا بسر مشيئته، حسب مسرته التى قصدها فى نفسه لتدبير ملء الأزمنة، ليجمع كل شئ فى المسيح ما فى السماوات وما على الأرض” (أف1: 6-10).

هذا العمل الكبير، وهذا التدبير الإلهى المتقن لأجل خلاص البشرية.. وهو أمر يفوق العقول، وتنبهر له أفهام الملائكة السمائيين.. هو ما قصده السيد المسيح بقوله للآب “العمل الذى أعطيتنى لأعمل قد أكملته” (يو17: 4).

كان كل ما يشغل السيد المسيح فى خدمته، هو أن يصنع مشيئة الآب السماوى. وكان يقول لتلاميذه: “طعامى أن أعمل مشيئة الذى أرسلنى وأتمم عمله” (يو4: 34). وقال أيضاً لليهود: “متى رفعتم ابن الإنسان فحينئذ تفهمون أنى أنا هو. ولست أفعل شيئاً من نفسى، بل أتكلم بهذا كما علمنى أبى. والذى أرسلنى هو معى، ولم يتركنى الآب وحدى. لأنى فى كل حين أفعل ما يرضيه” (يو8: 28، 29).

وحينما استنكر اليهود قول السيد المسيح: “أنا والآب واحد” (يو10: 30)، قال لهم: “إن كنت لست أعمل أعمال أبى، فلا تؤمنوا بى. ولكن إن كنت أعمل، فإن لم تؤمنوا بى فآمنوا بالأعمال. لكى تعرفوا وتؤمنوا أن الآب فىّ وأنا فيه” (يو10: 37، 38).

وعلى الرغم من تمايز دور كل أقنوم فى العمل، إلا أن العمل الإلهى هو واحد ومشترك، فالخلاص هو عمل الثالوث الأقدس وتدبيره، ولكن كل أقنوم كان له دوره المتمايز فى هذا العمل الواحد الكبير. فالآب بذل ابنه الوحيد إذ أرسله لخلاص العالم. والابن بذل نفسه على الصليب.. فهو الذى تجسد وصلب ومات وقام من الأموات. والروح القدس لم يكن غريباً عن الابن الكلمة المتجسد “الذى بروح أزلى قدّم نفسه لله بلا عيب” (عب9: 14).

“الله كان فى المسيح مصالحاً العالم لنفسه” (2كو5: 19). وبهذا تم الفداء على أكمل وجه.

حقاً لقد صنع السيد المسيح مشيئة الآب الذى أرسله “لذلك عند دخوله إلى العالم يقول ذبيحةً وقرباناً لم تُرِد، ولكن هيأت لى جسداً. بمحرقات وذبائح للخطية لم تسر. ثم قلت هانذا أجيء فى درج الكتاب مكتوب عنى لأفعل مشيئتك يا الله” (عب10: 5-7).

لقد كان السيد المسيح فى صورة الله، ولم يحسب مساواته لله اختلاساً (انظر فى2: 6)، لأن جوهره هو هو نفس جوهر الآب.. ولذلك لأنه لم يختلس المساواة مع الله الآب “أخلى نفسه آخذاً صورة عبد، صائراً فى شبه الناس. وإذ وُجد فى الهيئة كإنسان، وضع نفسه وأطاع حتى الموت موت الصليب” (فى2: 7، 8). “مع كونه ابناً تعلّم الطاعة مما تألم به” (عب 5: 8).

كان مجرد ظهور كلمة الله فى الجسد هو إخلاء للنفس لأنه إذ كان فى صورة الله، أخذ صورة عبد.

ولم يكتفِ بذلك.. بل إذ وُجد فى الهيئة كإنسان.. سلك بمنتهى الاتضاع خاضعاً.. مطيعاً.. وديعاً.. متواضعاً .. سُر به قلب الآب السماوى. وضع نفسه عن الخراف.. احتمل الذل والمهانة والعار عوضاً عن الخطاة .. حمل خطايا كثيرين.. وشفع فى المذنبين. مع أنه لم يعمل خطية ولم يوجد فى فمه غش، بل قدّم صورة مثالية للإنسان.. وكان قدوساً للقديسين.

لهذا قال عنه الآب فى سفر إشعياء: “هوذا عبدى الذى أعضده، مختارى الذى سُرَّت به نفسى. وضعت روحى عليه فيُخرِج الحق للأمم.. إلى الأمان يُخرج الحق.. وتنتظر الجزائر شريعته” (إش42: 1-4، انظر مت12: 18، 20، 21).

لقد انبهرت عقول وأفهام الجميع، ممن فى السماء ومن على الأرض من كل ما صنعه الابن الوحيد، الذى صنع كل مشيئة الآب وأكمل عمله.
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
العمل الذي أعطيتني إيّاه أتمَمْتُه
وقت العمل حيث ان الله وهبنا النهار للعمل
أنت الذي أعطيتني هذا
العمل الذي أعطيتني لأعمل قد أكملته
أنا مجدتك على الأرض، العمل الذي أعطيتني لأعمل قد أكملته (يو17: 4)


الساعة الآن 04:19 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024