رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
دُعيَ ناصريًا ! وأتى وسكن في مدينة يُقال لها ناصرة، لكي يتم ما قيل بالأنبياء: إنه سيُدعى ناصريًا ( مت 2: 23 ) نسمع كثيرًا عن تباهي الملوك بمسقط رؤوسهم، فكلما كانت مدينة الميلاد عظيمة، زادت عظمة الملك. لكن إن كان هذا مع ملوك الأرض، فماذا عن ملك المجد، الذي يخلِّص شعبه من خطاياهم؟ وأي من الولايات العظيمة سيختار لكي تتشرَّف بميلاد شخصه الكريم والعظيم؟ العجب، وكل العجب، أنه اختار أبسط المدن وأصغرها «بيت لحم» ( مت 2: 6 ). وليس ذلك فقط، بل إن ملك الدهور لم يكن له مكان في فندق، بل كان مسقط رأس هذا الملك الجليل هو مذود للبهائم. أي اتضاع عجيب فائق منك يا سيدنا، وأي افتقار أتيت فيه يا ملكنا! أما عند مدينة السكن فيقول البشير متى: «وأتى وسكن في مدينة يُقال لها ناصرة، لكي يتم ما قيل بالأنبياء: إنه سيُدعى ناصريًا». كم تعددت القصور والقلاع والحصون بتعدد الملوك والرؤساء، فملك اليوم لا يرضى بالسكن في قصر ملك الأمس، وما أن يأتي أحدهم إلى المُلك حتى يبني ويشيِّد أكبر وأعظم من كل ما شيَّده أسلافه، وذلك ليسكن فيه سنين قليلة من عمره. لكن ماذا عن سيد الأرض كلها حين أتى؟ لقد أتى وسكن في مدينة يُقال لها ناصرة. ولعلنا نستطيع أن نستنتج من التعبير: «يُقال لها» إنها مدينة غير معروفة، مجهولة تمامًا، ليس لها ذِكر ولا موضع على خريطة للبلدان. حتى أن نثنائيل، حين قال له فيلبس: «وجدنا الذي كتب عنه موسى في الناموس والأنبياء، يسوع ابن يوسف الذي من الناصرة، صرخ قائلاً له: أَ من الناصرة يمكن أن يكون شيءٌ صالح؟» ( يو 1: 45 ، 46). لقد استكثر نثنائيل على الناصرة أن تُخرج شيئًا صالحًا. لكن ملك المجد لم يرفض أن يتربى في الناصرة! كم ترفَّع الملوك على رعاياهم، وكم كانت المسافة كبيرة بينهم وبين أفقرهم وأذلهم، لكن حبيبنا وملكنا وربنا يسوع المسيح سُرَّ بأن يكون وسط أذل الغنم، وأفقر الطبقات، أن يعيش في أحقر كل القرى! إن شخصه العظيم الجليل غيَّر خريطة العالم ومعالم الأرض، فأشهر وأعظم المدن في كل العالم أصبحت بيت لحم، كيف لا والمدبر قد خرج منها ( مت 2: 6 )؟! وأشهر بقعة في كل المسكونة أصبحت الناصرة، وكيف لا وملك المجد قد تربى فيها؟! |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
لماذا دُعيَ الحمل؟ |
لماذا دُعيَ الأصل؟ |
لماذا دُعيَ المسيح الصخرة |
بِكُلِّ مَن دُعيَ باسمي |
يَعيش |