رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
المحبة الحقيقية والمحبة الحقيقية لها قوتها ولا تنهار. يقول الكتاب "المحبة قوية كالموت.. مياه كثيرة لا تستطيع أن تطفئ المحبة، والسيول لا تغمرها. إن أعطي الإنسان كل ثروة بيته بدل المحبة، تحتقر احتقارًا" (نش 8: 6، 7) ويقول الرسول "المحبة لا تسقط أبدًا" 1كو 13: 8. لهذا فكل فضيلة تؤسس علي المحبة، تكون راسخة. وكل علاقة تبنى علي المحبة تبقي قوية ولا تتزعزع، ولهذا قال الرب: "يا ابني أعطني قلبك" (أم 23: 26). إن الله يريد القلب، يريد الحب، وليس مجرد الشكليات والمظاهر الخارجية. فالعبادة الخالية من الحب، قد رفضها الله. وقال "هذا الشعب يكرمني بشفتيه، أما قلبه فمبتعد عني بعيدًا" (أش 29: 13)، (مت 15: 8). وقال للشعب الذي يصلي ويقدم ذبائح، بينما لا يحب الله زلا القريب (لا تعودوا تأتون إلى بتقدمه باطلة. رؤوس شهوركم وأعيادكم أبغضتها نفسي، صارت علي ثقلا، مللت حملها. فحين تبسطون أيديكم، استر وجهي عنكم وإن أكثرتم الصلاة، لا أسمع. أيديكم ملآنة دمًا) (أش 1: 13- 15). ** المحبة الحقيقية ينبغي أن تكون محبة عملية. وفي هذا قال القديس يوحنا الرسول (لا نحب بالكلام ولا باللسان، بل بالعمل والحق) (1يو 3: 18). وقد ذكر لنا الرب مثل السامري الصالح، وكيف كانت محبته عملية، فيها الاهتمام والعناية والإنفاق (لو10). والله نفسه - تبارك اسمه - محبته لنا عملية، فيها الرعاية الكاملة. خلق كل شيء أولًا من أجلنا، ثم خلقنا بعد ذلك لنتمتع بأعمال عنايته. ولا يزال يرعانا. وفي عمل الفداء نقرأ عبارة "هكذا أحب الله العالم حتى بذل.." (يو 3: 16). وأيضا "ولكن الله بين محبته لنا، لأنه ونحن بعد خطاة، مات المسيح لأجلنا" (رو5: 8). إذن فالمحبة التي لا تعبر عن ذاتها علميًا، ليست هي محبة حقيقية. **ومحبتا لله، يجب أن نثبتها علميًا بحفظ وصاياه ** فالله لا يقول فقط "يا ابني أعطني قلبك" إنما يقول بعدها مباشرة (ولتلاحظ عيناك طرقي) أم 23: 26. والسيد المسيح يقول (انتم أحبائي، إن فعلتم ما أوصيتكم به) (يو 15: 14) أن حفظتم وصاياي، تثبتون في محبتي. كما أني أنا قد حفظت وصايا أبي، واثبت في محبته (يو 15: 10) والذي عنده وصاياي ويحفظها فهو الذي يحبني (يو 14: 21). ** فلا تقل إني أحب الله، بينما أنت تكسر وصاياه** هوذا القديس يوحنا الرسول يقول "من قال قد عرفته وهولا يحفظ وصاياه، فهو كاذب وليس الحق فيه، وأما من حفظ كلمته، فحقًا في هذا قد تكملت محبة الله" (1يو2: 4-5) (كل من يثبت فيه لا يخطئ لم يبصره ولا عرفه) 1يو 3: 6. فإن هذه هي محبة الله، أن نحفظ وصاياه. ووصاياه ليست ثقيلة (1 يو 5: 3). ** والمحبة لها صفات تميزها، شرحها الرسول ** فقال (المحبة تتأنى، وترفق، المحبة لا تحسد. المحبة لا تتفاخر ولا تنتفخ ولا تقبح، ولا تطلب ما لنفسها. ولا تحتد ولا تظن السوء ولا تفرح بالإثم، بل تفرح بالحق. وتحتمل كل شيء، وتصدق كل شيء، وترجو كل شيء، وتصبر علي كل شيء. المحبة لا تسقط أبدًا) (1كو 13: 4- 8). أليست تري معي أنها منهج طويل شامل، وإن تناولناه بالتفصيل نقطة نقطة.. ** المحبة لابد أن تشمل محبة الخير ** ففعل الخير وحده لا يكفي، وربما لا يكون فضيلة. فهناك من يفعل الخير مجبرًا مضطرًا أو عن خوف.. وهناك من يفعل الخير لمجد أن ينال عنه مديحًا من الناس أو مكافأة.. ومن يفل الخير رياء لمجرد حب المظاهر. وغيره قد يفعل الخير وهو متذمر في قلبه. فظاهر شيء. وقلبه شيء عكس ذلك تمامًا. وأما الإنسان الفاضل فهو الذي يحب الخير، حتى إن لم تساعده إمكاناته علي فعله وإن فعل الخير لا يقصد من وراءه مكافأة. بل يجد لذة في فعل الخير، ويعمل ذلك حب.. الدافع الأساسي الذي يدفعه هو محبة الخير إن نقصت هذه المحبة، تنتج رذائل كثيرة. نقص المحبة يوجد البغضة والكراهية. وقد تتسبب عن ذلك أيضًا الشماتة والفرح بالإثم. وقد قال الكتاب "لا تفرح بسقوط عدوك، ولا يبتهج قلبك إذا عثر" (أم 24: 17). ومن نتائج نقص المحبة أيضا: الغضب والحقد. وقد يتطور الأمر إلى الشتيمة والضرب والقتل، والإدانة والتشهير وإشاعة المذمة. ومن نقص المحبة أيضًا الحسد والكبرياء والتعالي، وعدم الاحتمال، والقسوة.. أما نقص المحبة من جهة الله، فيظهر في أمور عديدة منها إهمال الصلاة والكتاب والكنيسة، وعد الشعور بالوجود "لا تحبوا العالم ولا الأشياء التي في العالم. وإن أحب أحد العالم، فليست فيه محبة الآب. لأن كل ما في العالم شهوه الجسد، وشهوة العين، وتعظم المعيشة" (1يو 15: 16). وتدخل في محبة العالم أيضًا: محبة المال، ومحبة المجد الباطل، ومحبة المادة ومحبة الذات. وكل هذه ضد محبة الله وضد محبة الخير. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
يقدم المسيح المحبة الحقيقية وهي تعلو عن المحبة البشرية محبة الأعداء والمسيئين |
.هذه هي المحبة الحقيقية |
المحبة الحقيقية |
المحبة الحقيقية |
المحبة الحقيقية |