بداية خروجها للتوحد
11- وحينما مات والديها، فكرت أكثر بإلهام من الله أن تكون قريبة منه، فتركت البيت الذي ورثته من والديها، وعرضت كل ممتلكاتها التي ورثتها عن والديها للبيع، ووزعت ثمنها على الفقراء، وأخذت أختها معها وذهبت لتعيش في مقبرة والديها في المدينة. واستدعت بعض القسوس ليقصوا لها شعرها، وتركت كل زينتها -لأن عادة الزوجات أن يتزينوا في ثلاث أيام قبل الزواج- وهى بذلك تكون قد صارت فقيرة وأظهرت نقاء نفسها. وبالحقيقة استحقت أن تدعى أول العذارى.
12- وقالت حينما وزعت كل أملاكها على الفقراء:" ما هو الجزاء المستحق على عطية لم تملكها! لأنه إذا كانت الأشياء الخارجية فانية، فعلى الكل أن يخسروا ممتلكاتهم، فكم بالأولى استحققت أنا نعمة بهذا المقدار. فالأكل ليس بلاء إذا أعطيته للجسد كعادته. وماذا أقول عن المقتنيات التي تقيد الجسد، فكل مقتنياتهم من الرب، لأن "للرب الأرض وملؤها" (مز 24: 1) ". وبهذه الكلمات هدأت وتلفحت بالاتضاع، وبالحقيقة استحقت أن تكون ذات اسم عظيم.