|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
هل غفران الله لزلاتي مرتبط بغفراني لزلات الآخرين؟ أولا: إن الصلاة عبارة عن تقدم الإنسان إلى عرش نعمة الله كما هو مكتوب "فلنتقدَّم بثقةٍ إلى عرش النعمة لكي ننال رحمةً ونجد نعمةً عوناً في حينهِ"، ونعلم أن الله يعطي نعمة للمتضعين وليس للمستكبرين. "لذلك يقول يقاوم الله المستكبرين وأما المتواضعون فيعطيهم نعمة." وعدم الغفران للآخرين إنما هو مرتبط بالكبرياء وتشامخ الروح وغير ذلك من الصفات الغير مقبولة لدى الله والتي تمنع النعمة والغفران عن الإنسان.. أما المتواضعون فيعطيهم الله نعمة. فالإنسان المتضع والمنسحق الروح سيجد نفسه تلقائياً يطيع قول المسيح "فإن قدَّمت قُربانك إلى المذبح وهناك تذكرت أن لأخيك شيئاً عليك فاترك هناك قربانك قُدَّام المذبح واذهب أولاً اصطلح مع أخيك. وحينئذٍ تعال وقدََِّم قُربانك." وأيضاً سيتصور المسيح في الأخ المتضع والمنسحق الروح فيختبر المكتوب "ليُرفَع من بينكم كل مرارةٍ وسخطٍ وغضبٍ وصياحٍ وتجديف مع كل خبث. وكونوا لطفاءَ بعضكم نحو بعضٍ شفوقين متسامحين كما سامحكم الله أيضاً في المسيح" ثانيا: إن عدم الغفران مرتبط بالإدانة مكتوب "لا تدينوا لكي لا تدانو. لأنكم بالدينونة التي بها تدينون تدانون. وبالكيل الذي بهِ تكيلون يكال لكم." ويضيف المسيح قائلا "ولماذا تنظر القَذَى الذي في عين أخيك. وأما الخشبة التي في عينك فلا تفطن لها. أم كيف تقول لأخيك دعني أُخرِج القَذَى من عينك وها الخشبة في عينك. يا مرائِي أَخرِج أولاً الخشبة من عينك. وحينئذٍ تبصر جيّداً أن تُخرِج القَذَى من عين أخيك." فالإنسان الذي لا يغفر زلات الآخرين تكون عينه مركزه على هذه الزلات ومغلقة عن أخطائه هو وزلاته هو ضد الله وضد الآخرين فلا يقر بها ويتركها ليرحم كما هو مكتوب "مَن يكتم خطاياهُ لا ينجح ومَن يقرُّ بها ويتركها يُرحَم." أما الإنسان الخائف الله فهو لا يركز على زلات الآخرين تجاهه حتى لا يغفر لهم، بل يركز على طاعة الله حتى يستمتع باختبار المكتوب "تمّموا خلاصكم بخوفٍ ورعدةٍ لأن الله هو العامل فيكم أن تريدوا وأن تعملوا من أجل المسرَّة." ثالثا: عدم الغفران مرتبط بعدم المحبة لذلك يقول الرسول بطرس "ولكن قبل كل شئٍ لتكن محبَّتكم بعضكم لبعضٍ شديدةً لأن المحبَّة تستر كثرةً من الخطايا." مكتوب عن الرب يسوع المسيح "وسأَلهُ واحدٌ من الفريسيين ان يأكل معهُ فدخل بيت الفريسي واتكأَ. وإذا امرأَة في المدينة كانت خاطئَة إذ علمت أنه متكَّئٌ في بيت الفريسي جاءَت بقارورة طيبٍ ووقفت عند قدميهِ من ورائهِ باكيةٍ وابتدأَت تبلُّ قدميهِ بالدموع وكانت تمسحهما بشعر رأسها وتقبّل قدميهِ وتدهنهما بالطيب. فلَمَّا رأَى الفريسي الذي دعاهُ ذلك تكلَّم في نفسهِ قائلا لو كان هذا نبيَّاً لعلم مَنْ هذه الامرأة التي تلمسهُ وما هي. إنها خاطئَة. فأجاب يسوع وقال لهُ يا سمعان عندي شئٌ أقولهُ لك. فقال قُلْ يا معلّم. كان لمداينٍ مديونان. على الواحد خمسمئَة دينارٍ وعلى الآخر خمسون. وإذ لم يكن لهما ما يوفيان سامحهما جميعاً. فقُلْ. أيُّهما يكون أكثر حبَّاً لهُ. فأجاب سمعان وقال أظنُّ الذي سامحهُ بالأكثر. فقال لهُ بالصواب حكمت. ثم التفتَ إلى المرأَة وقال لسمعان أَتنظر هذه المرأَة. إني دخلت بيتك وماءً لأجل رجليَّ لم تُعطِ. وأمَّا هي فقد غسلت رجليَّ بالدموع ومَسَحتهما بشعر رأسها. قُبلةً لم تقبّلني. وأمَّا هي فمنذ دخلت لم تكفّ عن تقبيل رجليَّ. بزيتٍ لم تدهن رأْسي. وأما هي فقد دهنت بالطيب رجليَّ. من أجل ذلك أقول لك قد غُفِرَت خطاياها الكثيرة لأنها أحبَّت كثيراً. والذي يُغفَر لهُ قليلٌ يحبُّ قليلاً. ثم قال لها مغفورة لكِ خطاياكِ… إيمانكِ قد خلَّصكِ. اذهبي بسلامٍ" فالإنسان الذي لا يحب لا يغفر للآخرين فلا يظن ذلك الإنسان إنه ينال غفراناً من الله لأن الله محبة، أما تلك المرأة فقد أحبت كثيراً فغُفرَت خطاياها الكثيرة، لذلك قدًّم لنا الله الفداء والغفران بدم يسوع المسيح "لأنهُ هكذا أحبَّ الله العالم حتى بذل ابنهُ الوحيد لكي لا يهلك كلُّ مَنْ يؤمن بهِ بل تكون لهُ الحياة الأبديّة." كما هو مكتوب أيضاً عن المسيح "الذي فيه لنا الفداء بدمه غفران الخطايا حسب غنى نعمته" هكذا نتعلم أن عدم الغفران لزلات الآخرين يجعلنا تحت غضب الله لأننا جميعنا في الموازين إلى فوق. فمن أنا لكي أدين أو لا أغفر لأخي مكتوب "لا يذمَّ بعضكم بعضاً أيها الإخوة. الذي يذمُّ أخاهُ ويدين أخاهُ يذمُّ الناموس ويدين الناموس. وإن كنت تدين الناموس فلست عاملاً بالناموس بل ديَّاناً لهُ. واحدٌ هو واضع الناموس القادر أن يخلّص ويهلك. فمن أنت يا مَنْ تدين غيركَ" مكتوب عن المسيح "وقدَّم إليهِ الكتبة والفريسيون امرأَةً أُمسِكَتْ في زناً. ولما أقاموها في الوسط قالوا لهُ يا معلّم هذه المرأَة أُمسِكَتْ وهي تزني في ذات الفعل. وموسى في الناموس أوصانا أن مثل هذه تُرجَم. فماذا تقول أنت." ترى ماذا قال المسيح؟ "قال لهم مَنْ كان منكم بلا خطيَّة فليرمِها أوَّلاً بحجرٍ." وبناء على هذا التعليم فمن كان منا بلا خطية فلا يغفر للآخرين. ومن منا بلا خطية. س: لكن "كم مرَّةً يخطئُ إلىًّ أخي وأنا أغفر لهُ. هل إلى سبع مرَّات؟" ج: هكذا سأل بطرس الرب يسوع المسيح. فبماذا أجابه؟ "قال لهُ يسوع لا أقول لك إلى سبع مرَّاتٍ بل إلى سبعين مرَّة سبع مرَّات." ثم قال له هذا المثل "لذلك يشبه ملكوت السموات إنساناً ملكاً أراد أن يحاسب عبيدهُ. فلما ابتدأَ في المحاسبة قُدِّم إليهِ واحدٌ مديون بعشرة آلاف وزنة. وإذ لم يكن لهُ ما يوفي أمر سيدُهُ أن يُباع هو وامرأَتهُ وأولادهُ وكل مالهُ ويُوفَي الدين. فخرَّ العبد وسجد لهُ قائلاً يا سيّد تمهَّل عليَّ فأوفيك الجميع. فتحنَّن سيّد ذلك العبد وأطلقهُ وترك لهُ الدين. ولما خرج ذلك العبد وجد واحداً من العبيد رُفَقائهِ كان مديوناً له بمئَة دينار. فأمسكهُ وأخذ بعنقهِ قائلاً أَوفِني مالي عليك. فخرًّ العبد رفيقهُ على قدميهِ وطلب إليهِ قائلاً تمهّل علىًّ فأوفيك الجميع. فلم يُرِدْ بل مَضَى وألقاهُ في سجنٍ حتى يوفي الدين. فلما رأى العبيد رفقاؤُهُ ما كان حزنوا جداً وأتوا وقصُّوا على سيّدهم كل ما جرى. فدعاهُ حينئذٍٍ سيّدهُ وقال لهُ. أيُّها العبد الشرير كل ذلك الدين تركتهُ لك لأنك طلبت إليًّ. أفما كان ينبغي أنك أنت أيضاً ترحم العبد رفيقك كما رَحِمتُكَ أنا. وغضب سيّدهُ وسلّمهُ إلى المعذّبين حتى يوفي كل ما كان لهُ عليهِ. فهكذا أبي السماوي يفعل بكم إن لم تتركوا من قلوبكم كل واحدٍ لأخيهِ زلاَّتهِ." وبهذا المثل علمنا المسيح كيف ينبغي أن نرحم اخوتنا وهكذا يتم فينا المكتوب "فإنه إن غفرتم للناس زلاتهم يغفر لكم أيضاً أبوكم السماوي. وإن لم تغفروا للناس زلاتهم لا يغفر لكم أبوكم أيضاً زلاتكم" ليهبنا الله نعمة لنتضع ونحب ولا ندين الآخرين بل نغفر للمذنبين إلينا فنستطيع أن نصلي قائلين "واغفر لنا ذنوبنا كما نغفر نحن أيضاً للمذنبين إلينا. ولا تدخلنا في تجربةٍ. لكن نَجِّنا من الشرِّير. لأن لك الملك والقوة والمجد إلى الأبد. آمين." |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
هل استمع الله لصلاتي؟ الجواب هو نعم. |
غفران أخطاء الآخرين |
هل الله محتاج لصلاتى |
غفران أخطاء الآخرين |
كيف سيستجيب الله لصلاتي؟ |