الاضطهاد الخامس الذي بدأ مع ساويرس عام 193 م.
بدأ مع تولِّي ساويرُس العرش عام 193 م.
كان ساويرُس قد شُفِيَ من مرض شديد على يد مسيحي، فحفظ الجميل للمسيحيين على وجه العموم، لكن التحيُّز الأعمى للوثنيين من أتباعه وخضوعه لغضب الغوغاء، سُرعان ما قلبه على المسيحيين، كما أنَّ سُرعِة انتشار المسيحية في الإمبراطورية أثارت حفيظة الوثنيين، فأراد الإمبراطور إرضاء حقدِهِم، لكن بالرغم من هذا الاِضطهاد فإنَّ الإنجيل ووصاياه السامية تألَّق تألُقًا شديدًا في حياة المسيحيين اليومية.
وقد قال العلاَّمة ترتليان المُدافِع المسيحي الذي عاش في هذا العصر: ”اِبحثوا لي عن مسجون مسيحي واحد في سجون الإمبراطورية مُتهم بتهمة أخرى غير كونِهِ مسيحيًا“.
وفي هذا العصر استُشهِد ڤيكتور أسقف روما (201 م)، ولاونديوس والد الفيلسوف المسيحي السكندري أوريجانوس، وكثيرون من تلاميذ أوريجانوس، وكذلك القديسة بوتامينا العفيفة والضابِط الروماني باسيليدس الذي تأثَّر بقداسِة القديسة بوتامينا وحَفَظَهَا للعفة وكرامِة جسدها وآمن بالمسيح، وإيريناؤس أبو التقليد الكنسي أسقف ليون بفرنسا، وبربتوا السيدة المُتزوجة الشابة التي تبلُغ من العُمر 22 عامًا ورفيقتها فيليستاس السيِّدة الحامِل ورُفقائِهِما، واسكليباس أسقف أنطاكية وكاليستوس وأوربان أسقفا روما المُتتابِعان (224 م، 232 م).
أصدر الإمبراطور مرسومًا بمنع المسيحيين من تبشير غيرهم فحلَّت الاِضطهادات في مصر وشمالي أفريقيا، حيث قدَّمت لنا كنائِس تلك الأقاليم أينع زهورها على مذبح الاستشهاد.