رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
غريب ونزيل أَنَا غَرِيبٌ وَنَزِيلٌ عِنْدَكُمْ ( تكوين 23: 4 ) تتلخص حياة إبراهيم في ثلاثة أمور عظيمة هي: الإيمان والرجاء والمحبة. الإيمان الذي ظهر في قبوله لدعوة الله وخروجه من أرضه وعشيرته، والرجاء الذي تجلى في حياة الغربة وانتظاره مواعيد الله، والمحبة التي تبرهنت عند الامتحان العظيم؛ تقديم إسحاق. لقد كان عرض حياة إبراهيم محبة، وطولها إيمان، وارتفاعها رجاء. دعونا الآن نُلقي نظرة على الرجاء، وما أنتجه مِن اغتراب. فكما كان إبراهيم أبًا للمؤمنين، كان هو بحق أبًا لكل المهاجرين والغرباء. كان هو الرائد الأول، وتبعه بعد ذلك كل المؤمنين. في تكوين 12 عندما وصل إبراهيم إلى الأرض كان أول تصرف له أن «اجتاز أبرام في الأرض»، اجتياز الغريب (ع6)؛ وبعد ذلك يقول الوحي: «وظهرَ الرب لأبرام» - وهذه أول مرة يظهر له فيها بعدما ترك أور - «وقال: لنسلَك أُعطي هذه الأرض» (ع7). فماذا كانت النتيجة؟ يذكر الوحي تصرفًا مُزدوجًا لإبراهيم: أولاً: «بنى هناك مذبحًا للرب الذي ظهرَ له» (ع7)، فلا زال قلبه على الرب لا على الأرض، فلم تكن مشغوليته بالرب الذي وعده، بل بالرب الذي ظهر له. ثانيًا: «نقلَ (خيامه) من هناك» - وكأنه خشى لئلا يتعلَّق قلبه بالأرض، بالمكان الذي فيه أعلن الله له هذا الوعد – ونصبَ خيمته في مكانٍ آخر، وهو موقع له أهميته – «شرقي بيت إيل ... وله بيت إيل من المغرب وعاي من المَشرق» (ع8). فأن يُعطي وجهه إلى ”بيت إيل“ يعني أنه يُعطي ظهره ”لعَاي“ (التي تعني كومة خراب)، وهكذا كان كل العالم في نظر إبراهيم، كما وفي نظر كل مؤمن واعٍ. ومرة ثانية في أصحاح 13 عندما قال له الرب، بعد اعتزال لوط عنه «قُم امشِ في الأرض طولها وعرضها، لأني لكَ أُعطيها» ( تك 13: 17 ). فماذا فعل إبراهيم؟ «نقل خيامَهُ وأتى وأقام عند بلوطات مَمرا التي في حَبرون» (ع18)، وكأنه خشى مرة أخرى لئلا يتعلَّق قلبه بالمكان. لقد انطبق عليه تمامًا كلمات الرسول: «أقرُّوا بأنهم غُرباء ونُزلاء على الأرض» ( عب 11: 13 ). ولقد استمر هذا الشعور ملازمًا لإبراهيم كل حياته. وعندما ماتت سارة ذهب إلى سكان الأرض طالبًا منهم ملك قبر يشتريه منهم بفضة، مُصدِّرًا كلامه إليهم بهذه العبارة التي كانت شعارًا لحياته: «أنا غريب ونزيل عندكم» ( تك 23: 4 ). فما أقوى فعل الرجاء عندما يسيطر على المؤمن، ويجعله يحتقر المنظور! |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
(تك 22: 4) «أنا غريب ونزيل عندكم |
من الأكاذيب المؤمن يعيش كغريب ونزيل |
فى هدوء ونسيم ! |
ننصدم ....ثم نبكي.... ثم نصلي |
كيف ننشىء أطفالاً أكثر سعادة وذكاء؟ |