رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الحرب العالمية الصغرى يتعامل الرأى العام الآن مع تصريحات عصام العريان كما يتعامل مع نبوءات توفيق عكاشة واكتشافات شعبان عبدالرحيم. وآخر ما قاله العريان إن الفتحاوى الصميم محمد دحلان له رجاله المسلحون الذين يعملون بسيناء، بتمويل من الإمارات، و«قد» يكون له دور فى اختطاف الجنود المصريين. جمع العريان أعداءه فى جملة واحدة، فتح ودحلانها، والإمارات وفلوسها وخلفانها، ثم أطلق الكثير من الدخان عن المسلحين والتمويل والمؤامرة ضخمة، حتى يختفى «الحبايب» من أهل غزة وجهاديى شمال سيناء فى مثل هذا الدخان، بعيدا عن الشكوك. المعركة التى تدور الآن على أرض سيناء حرب عالمية مصغرة، يسعى كل أطرافها لإخراج الدولة المصرية، بجيشها وهيبتها، من اللعبة، وهذه هى الأدلة. فى آخر أيام العام الماضى نقلت رويترز عن وثائق أمريكية نشرها ويكيليكس، أن مسئولين بوزارة الدفاع الأمريكية يطالبون بإعداد الجيش المصرى لمجابهة «تهديدات متباينة» مثل الارهاب وتهريب الاسلحة الى قطاع غزة والقرصنة ودعم السياسة الامريكية تجاه ايران، وكان ذلك فى فبراير 2010. وفى زيارة وزير الدفاع الأمريكى شاك هيجل الأخيرة لمصر، قبل أسابيع، احتل ملف مكافحة الإرهاب والتهريب فى سيناء حيزا كبيرا من مباحثاته مع الفريق أول عبد الفتاح السيسى. وفى التقرير الصادر عن خدمة أبحاث الكونجرس فى 6 ديسمبر الماضى بعنوان «مصر: الخلفية والعلاقات مع الولايات المتحدة»، توقع الباحث جيرمى شارب المتخصص فى شئون الشرق الأوسط، أن يرفض الكونجرس مبيعات الأسلحة المقترحة لمصر فى المستقبل، بدعوى قلق المشرعين الأمريكيين من قضية الأمن فى شبه جزيرة سيناء. معركة أمريكا وإسرائيل هى تحويل الوجود العسكرى المصرى فى سيناء، وبصورة نهائية، إلى تشكيلات أمنية لمكافحة «الإرهاب والتهريب»، وهو ما دفع الباحث الأمريكى إلى التوصية بتفادى «أى نقاش بشأن تقليص حجم الجيش المصرى»، لأنها النقطة الحساسة لدى القادة المصريين. تقليص الجيش على بوابة مصر الأكثر أهمية والتهابا، وتغيير أهدافه وعقيدته القتالية، وإبعاد الدولة عن الحدود مع إسرائيل، هى أهداف هذه الحرب العالمية المصغرة على أرضنا. الملحق الأمنى لمعاهدة السلام يحكم الوجود العسكرى المصرى فى سيناء حتى اللحظة، وهو ما يراه وحيد عبد المجيد «التهديد الرئيسى للسيادة المصرية» على هذا التراب المصرى، فالأمر ينذر بإقامة قاعدة ارتكاز لتنظيم القاعدة فى سيناء. بدلا من أن يلاحق العريان خصومه الوهميين على أرض سيناء أيضا، كان من الممكن له أن يطلب اتخاذ قرار سياسى بتعديل الملحق الأمنى، للمعاهدة. بدلا من مطالبته بفتح «ملف تحركات عناصر فتح الذين طردوا من غزة 2006 عقب سيطرة حماس»، كان عليه أن يطلب البحث عن جهاديين رفعوا الرايات السوداء، وحطموا التماثيل، وهاجموا الشرطة والأهالى فى مشاهد من حروب القرون الوسطى. كان له أن يطالب بالتحقيق وفتح المحاضر فى اختطاف الجنود، طالما أن الجانى شبه معروف. فتح تحكم شمال سيناء؟ عبط احنا يا دكتور عصام؟ |
|