بشريًّا، تأتي الحقيقة كخبرة لأنّها حياة!. مَن عرف الحقيقة ما احتاج، مِن خارجها، إلى ما يؤكّدها ولا قَدِر الغرباء عنها أن يتبيّنوها!. تأكيدها من ذاتها يأتي!. لذا خبر الشّهداءُ الموتَ بفرح!. فرحُهم من الحقيقة المقيمة فيهم استُنبع!. والحقيقة كانت الله، ومن الله كلُّ عطيّة صالحة!. والحقيقة تحدِّث عن ذاتها بعد أن يكون من تملأ منها قد عبر!. في حضورها، فقط مَن هو منها يستعرفها!. أمّا الّذين ما عرفوا الحقيقة، وما بالوا بها، وسُرّوا بالإثم، فإنّها تأتيهم كصنو للموت، كأنّ لا قيمة لها!. لا حقيقة، قال الكاذبون، لأنّهم، لقسوة قلوبهم، ما صدَّقوا الله، فجعل العليّ كذبهم حقًّا، وحقّهم كذبًا لهم، حتّى لا يبصروا بعيونهم ويسمعوا بآذانهم، ويرجعوا فأشفيهم؛ قال!.
الأرشمندريت توما (بيطار)، رئيس دير القدّيس سلوان الآثوسي، دوما – لبنان