بسبب الحالة الفاسدة الساقطة للطبيعة البشرية، لا يستطيع الإنسان أن يقترب إلى الله بمقدرتة الشخصية ولا يستطيع أن يسير مع الله في حياة شركة مقدسة معه: "ألْجَمِيعُ أَخْطَأُوا وَأَعْوَزَهُمْ مَجْدُ اللهِ " (رومية 3: 23). لذلك، إختار الله أن ينزل إلى البشرية لكي يحرّر الشخص الذي يتبعه من قوّة وعبودية الخطيئة، ويُقدسه ويرفعه إليه: "إِنَّ اللهَ كَانَ فِي الْمَسِيحِ مُصَالِحاً الْعَالَمَ لِنَفْسِهِ، غَيْرَ حَاسِبٍ لَهُمْ خَطَايَاهُمْ، وَوَاضِعاً فِينَا كَلِمَةَ الْمُصَالَحَةِ" (2 كورنثوس 5: 19). بالإضافة إلى هذا، أراد الله تأسيس علاقة شركة محبة مع خليقته: "لَذَّاتِي مَعَ بَنِي آدَمٍ" (أمثال 8: 31 b).
جميع وسائل الوحي الإلهي، سواء كانت ملائكة، أو أنبياء، أو معجزات، إلخ، غير كافية، لأنها محدودة. الله وحده هو الذي يستطيع أن يعلن عن نفسه للإنسان. الله وحده يعلم الله تماما، وبالتالي هو الوحيد الذي يستطيع أن يعلن عن ذاته بشكل كامل. ومع ذلك، ينبغي التعبير عن إعلانات الإله اللانهائي الغير محدود بطريقة محدودة يستطيع الأنسان المحدود استيعابها وفهمها. لذلك، فإن تجسد كلمة (ابن) الله ضروري لإعلان إلهي كامل يعبر عن الإله الغير محدود للإنسان المحدود. لقد قال السيد المسيح: "كُلُّ شَيْءٍ قَدْ دُفِعَ إِلَيَّ مِنْ أَبِي وَلَيْسَ أَحَدٌ يَعْرِفُ الاِبْنَ إِلاَّ الآبُ وَلاَ أَحَدٌ يَعْرِفُ الآبَ إِلاَّ الاِبْنُ وَمَنْ أَرَادَ الاِبْنُ أَنْ يُعْلِنَ لَهُ" (متى 11: 27؛ لوقا 10: 22).