"ولا يُلدغ بالألم بسبب خطيته" [1].
كنا نتوقَّع من ابن سيراخ وهو يُطوِّب من لا ينزلق بفمه أن يقول: "بل يحفظ لسانه مقدسًا"، لكنه عوض ذلك قال: ولا يُلدغ بسبب خطيته"، لماذا؟ إنه يُحَذِّرنا من التطرُّف بالتسيُّب في الكلام الباطل أو الشرير حتى وإن كان في نوعٍ من المزاح، أو بالمبالغة في الحزن والألم وهو يُقَدِّم توبة عن كل كلمة بطالة. فكما أن اللهو يُمَثِّل خطورة على الحياة المقدسة، أيضًا الندامة بلا رجاء تُحَطِّم الإنسان.
كثيرًا ما يتحدَّث ابن سيراخ عن فرح الروح حتى مع سكب دموع التوبة، لأن الرجاء يدفع الإنسان للتحرُّك الدائم نحو عربون السماء ونحن بعد في هذا العالم.