رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
والمِنديلَ الَّذي كانَ حَولَ رَأسِهِ غَيرَ مَمْدودٍ معَ اللَّفائِف، بل على شكْلِ طَوْقٍ خِلافًا لَها، وكان كُلُّ ذلك في مَكانِه "كان كُلُّ ذلك في مَكانِه" فتشير إلى الشَخص الذي كان ميّتا قد خلع ملابسه ومضى، ولا تشير إلى سرقة الجثمان. بالطَّبع ما كانت هذه الأكفان والمِنديل مرتَّبة لو أنَّ القبْر قد نُهب أو سرق. إذ إنَّه ما من سارقٍ يترك الأكفان في مثل هذه الحالة. ويُعلق القديس أمونيوس الإسكندري: " لو أن الأعداء سرقوا الجسد، فمن أجل المكسب المادي ما كانوا قد تركوا الأكفان. لو أن الأحباء فعلوا هذا لما سمحوا بتعرية الجسد وإهانته. كل ذلك يُبيِّن بالأحرى أن الجسد قد عبر إلى الخلود ولا يحتاج إلى ملابس في المستقبل". ترك السَّيد المسيح الأكفان والمِنديل الذي كان على رأسه ملفوفًا داخل القبْر، فإنَّه قام ولا يعود يموت لتكفينه مرَّة ثانية. لقد حدثت معجزة القِيامَة. فقِيامَة المسيح تنزع عنَّا الخوف من الموت والقبْر، وتُذكرنا أنَّ جسمنا الميت سيقوم في مجدٍ بهيٍ لا يحتاج إلى ثيابٍ فاخرة، إنَّه يرتدي ثوب عدم الفساد، كما صرّح بولس الرَّسول: "فلا بُدَّ لِهذا الكائِنِ الفاسِدِ أَن يَلبَسَ ما لَيسَ بِفاسِد، ولِهذا الكائِنِ الفاني أَن يَلبَسَ الخُلود" (1 قورنتس 15: 53). |
|