رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
تقول تماف ايرينى : فى ذلك الحين كان والدى يرسل لى دائما ويلح على بالرجوع الى البيت وترك الدير ويعدنى بأنه سيجهز لى قلاية فى المنزل , ولكنى كنت ارفض .. وبعد فترة اعطونى قلاية فى الدور الثانى كانت مهجورة لمدة طويلة وغير مهيأة للآقامة .. فقمت بتنظيفها ووضعوا لى فيها كنبة للنوم , وعند المساء كانت مظلمة لعدم وجود شمعة او لمبة جاز ... قضيت وقتا طويلا اصلى واشكر الله لآنه جعلنى مستحقة ان يكون لى قلاية استقر فيها , ولما انتهيت من الصلاة نمت على الكنبة ولعدم وجود غطاء استعنت بالبالطوا الذى حضرت به من السفر ... فى الحقيقة كنت فرحانة جدا ... لم تكد الساعات الاولى من الليل تمضى حتى رأيت فجأة امامى شخصا اسود اللون .. طويل القامة .. رأسه تصل الى السقف ورجلاه على الارض .. له قرون وعيناه حمراء لون الدم , وفى يده سكينة ... وسمعته يتوعدنى ويقول فى حدة : " وكمان جيتى وبقى لك قلاية !! .. طيب انا وراك والزمن طويل " ... وراح ضرب بالسكينة على الارض .. ومن هول منظره اتنطرت من فوق الكنبة وانا اصرخ واقول : " انجدينى ياقوة الله ... احفظينى ياقوة الله ... " ثم وقعت على الارض فى حالة رعب شديد .. فى ذلك الوقت سمعت امنا تواكليا صوت صراخى وارتطامى بالارض اذ كانت تقيم فى القلاية المجاورة لى , فخرجت منها وقرعت بابى , ولكنى لم استطع القيام لافتح لها .. ففتحت الباب بسكينة .. ووجدتنى منطرحة على الارض وجسمى عبارة عن كتلة ثلج , فأخذتنى فى حضنها حتى شعرت بالدفء ثم اصطحبتنى الى امنا الرئيسة , الام كيريا واصف .. رويت لها ماحدث , فصلت لى ودهنتنى بالزيت المصلى .. ومن كثرة خوفى قلت لها " انام عندك ياامى " ... اجابت " لا .. متخافيش .. الشيطان ده زى القش .. تنفخى فيه بعلامة الصليب .. يمشى فى الحال , وهو بيعمل كده علشان يخوفك .. ارجعى قلايتك وماتخافيش " ... وبالفعل رجعت الى القلاية , ولكنى لم استطع النوم وظللت ماسكة بالصليب فى يدى طول الليل ... واحيانا اخرى كنت ارى عند قيامى بالصلاة وعمل الميطانيات تعابين وعقارب امامى .. عند رؤيتى لهذا المنظر لاول مرة تعجبت فى نفسى وقلت " القلاية نظيفة , جات منين التعابين ؟؟ " اصابنى خوف شديد وغادرت القلاية على الفور , فوجدت احدى الراهبات امامى فقلت لها " الحقينى ياامنا عندى تعبان فى القلاية " ... وللحال ادركت الموقف , فقالت لى " لو شفت تعابين او عقارب ماتخافيش , ده الشيطان .. ارشمى عليهم الصليب وسيختفوا " ... وفى اليوم التالى رأيت ثعبانا غليظا وقد تلامست جبهتى مع جسمه عند سجودى فى المطانيات ... كان هذا المنظر يتكرر باشكال مختلفة .. ولكن اب اعتراف الدير .. القمص مقار المقارى , كان يطمئننى ويشجعنى ويقول لى " حطى رأسك عليهم متخافيش " فكنت اؤكد له انها عقارب وتعابين حقيقية .. فكان يكرر لى قوله ..... " متخافيش حطى رأسك عليهم " ولكى لا اترك قانونى الروحى , اطعت كلامه .. وعندما كانت رأسى تتلامس فعلا مع اجسامهم وانا بأضرب الميطانية وفى يدى الصليب , كانوا يختفون .. لان الصلاة هى اكثر سلاح يخيف الشياطين .. وبالصبر والمثابرة يخزى الشيطان وننتصر عليه ... وفى مرة اخرى كنت امسك فى يدى لمبة جاز - لان الدير لم يكن به كهرباء فى ذلك الوقت - وكان الظلام يسود المكان تماما , ففوجئت بأن احدا نفخ فى اللمبة واطفأها ووجدت نفسى محاطة بأشكال ذات الوان متعددة .. احمر واخضر واصفر واسود وسمعت صراخا من كل جانب واحسست بمن يخبط فى .. فكنت اردد : " انجدنى ياقوة الله ... احفظينى ياقوة الله " ... وللحال شعرت بقوة حملتنى من وسطهم ووضعتنى فى القلاية , فكنت اقول له : " خلاص انا عرفت حركاتك .. وكيف تغلبك قوة الهى " ... وتروى مثالا اخر لحرب عدو الخير , فتقول : " ذات يوم نزلت بمفردى مبكرا الى المطبخ وملآت الوابور واشعلته , وكانت صفيحة الجاز بجواره , عند محاولتى تقوية النار فوجئت بأنها هبت لدرجة مرتفعة .. وفى لمح البصر مسكت فى صفحية الجاز .. كنت فى احد اركان المطبخ , ولكى اغادره لابد ان امر فى النار المشتعلة التى تعالت فى لحظات وكانت على وشك ان تمسك فى سقف المطبخ الخشبى , فصرخت بايمان : " انجدنى يااله ابى سيفين ... الحقنى ياشهيد الرب .. وحافظ على ديرك " ... وفى الحال رأيت الشهيد امامى يرشم الصليب على النار التى انطفأت فى الحال , ففرحت بنجاة الدير من الحريق ومجدت الله وشكرت الشهيد .. عندما رويت لامنا الرئيسة ماحدث قالت لى : " الحزين " الشيطان " مش عارف يحاربك ازاى " " ... كانت كل هذه الحروب ظاهرية ولكن عدو الخير اتخذ بعد ذلك اسلوبا اخر , فألقى داخلى الفكر بأن كثرة الاشغال المطلوبة منى تجعلنى خارج القلاية طوال اليوم , وبالتالى لاتتيح لى الوقت الكافى للصلاة واتمام قانونى الروحى من مطانيات وقراءات روحية كما اعتدت وانا فى منزل والدى , ورأيت انه من الافضل العودة الى منزل الاسرة .. وكان الفكر يردد داخلى " انا جاية علشان اصلى مش اخدم بس .. انا ح ارجع منزل والدى واعيش كراهبة هناك " ... لجأت الى الصلاة وطلبت ارشاد ربنا , فرأيت ذات ليلة الشهيد ابى سيفين يقول لى " " انت فى البيت ح تعملى ايه بعد انتقال والديك ؟ الراهب اذا خرج من ديره يموت .. زى السمك اذا خرج من الميه .. خليك وح تنبسطى وح تتعزى حتى فى وسط الشغل .. بس رددى المزامير على طول وانت رايحة وجاية ولو فى اية من الانجيل بتعزيك , احفظيها " ... شكرت ربنا على محبته وعنايته .. ومن ساعتها , احرص فى كل ثانية اكون فاضية فيها , اصلى اى مزمور على قدر الوقت وبأستمرار تكون الاجبية فى جيبى ... وفعلا منذ ذلك اليوم وانا اشعر دائما اننى فى الفردوس مهما كثر العمل ... بركة الطاعة ------------- واصلت ابنة المسيح السلوك فى الطريق الملوكى الذى احبته بكل جدية وتدقيق وامانة , فلم تعد ترهب حروب عدو الخير بل كانت تواجهها فى يقظة وشجاعة حاملة سيف الروح الذى هو كلمة الله ومتسلحة بدرع الايمان والمحبة ورجاء الخلاص .. فعاشت وسط الامهات الراهبات واخواتها طالبات الرهبنة بالمحبة والاتضاع وخدمت الكل واضعة امامها الوصية الانجلية فى محبة الجميع فكانت مثالا حيا فى حياة الطاعة وانكار الذات ... تروى لنا تماف ايرينى الغالية عن هذه الايام : " سوف احكى لكم يابناتى عن بعض خبراتى التى مررت بها فى الايام الاولى لدخولى الدير " ... كنت فى قلايتى وقالت لى احدى الراهبات الكبار " يابنت ياجديدة تعالى اكنسى الحضير " .. قلت " حاضر ياامى " ... يدوبك مسكت المقشة وكنست جزءا صغيرا واذ بها تقول " انت يابنت ياجديدة ماتكنسيش " ... قلت حاضر ياامى .. ودخلت قلايتى .. لم تمر عدة دقائق حتى قرعت الام الراهبة باب قلايتى بشدة وسمعتها تقول لى " يابنت ياجديدة تعالى اكنسى الحضير .. قلت حاضر .. خرجت وبدأت اكنس الا انها عادت مرة اخرى وطلبت منى الا اكنس الحضر .. فتركت المقشة ودخلت القلاية .. تكرر الموقف عدة مرات .. فى كل مرة تقول اه ثم لا .. واقول لها حاضر , وفى الاخر قالت لى " انت متربية من بيت ابوك والدير مش هايكون له فضل عليك " .... فاح عبير فضائلها من خضوع وطاعة وبذل بين الراهبات ... وهنا اعلنت الام الرئيسة تزكيتها للرهبنة ... كلما تقدم القديسون فى الفضيلة , فأن روح الله يسكن فيهم ويريحهم فى جميع اعمالهم , ويحلو لهم حمل نير المسيح بلا تعب فى عمل الفضائل او فى الخدمة او فى سهر الليالى .. لان فرح الله معهم ليلا ونهارا يربى عقولهم ويغذيها , فتنمو النفس بالفرح الدائم ... " الانبا انطونيوس " ... من كتاب تماف ايرينى جوهرة السماء ومنارة الرهبنة |
13 - 09 - 2012, 06:41 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: الحروب الروحية لمنارة الرهبنة "تماف ايرينى"
شكراً أختى مارينا على مشاركتك المثمرة
ربنا يبارك خدمتك |
||||
14 - 09 - 2012, 06:41 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: الحروب الروحية لمنارة الرهبنة "تماف ايرينى"
ميرسى يااستاذ مجدى على مشاركتك
|
||||
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
تماف ايرينى وفكر الرهبنة |
تماف ايرينى ام الرهبنة المصرية |
تماف ايرينى ( الأم ايرينى فخر الرهبنة ) |
تماف ايريني فخر الرهبنة |
اقوال تماف ايرينى فخر الرهبنة |