بناها مبارك فى عام 2000: القاهرة الجديدة جمعت "مرسى" و"السيسي" المشير جار للمعزول من قبل ثورة يناير

[Mary Naeem]

بناها مبارك فى عام 2000: القاهرة الجديدة جمعت "مرسى" و"السيسي" المشير جار للمعزول من قبل ثورة يناير صدر القرار الجمهورى رقم 191 الذى نص على إنشاء مدينة القاهرة الجديدة. وقع على القرار الجمهورى الرئيس المخلوع محمد حسنى مبارك الذى لم يدر فى خلده أن هذه المدينة ستجمع بين اثنين من اهم الشخصيات فى تاريخ مصر بعد ثورة 25 يناير..
فهذه المدينة التى تقدر مساحتها بحوالى 70 ألف فدان، وتعتبر من مدن الجيل الثالث، وتتكوّن من تجمعات سكنية عدة أكبرها التجمع الخامس، الذى جمع فى رحابه بين الرئيس المعزول محمد مرسى والمرشح الرئاسى عبدالفتاح السيسي الذى استجاب لمطالب الشعب فى ثورة 30 يونيو .
فى "العقار 183" بشارع التسعين بمنطقة التجمع الخامس فى القاهرة الجديدة... قضى المعزول محمد مرسى فترة حكمه لمصر, لكن سرعان ما انقلب الشعب عليه, وأسقطه فى ثورة 30 يونيو.

من التجمع للسجن

رحل من الاتحادية إلى قاعدة عسكرية, ومنها إلى أولى جلسات محاكمته بقتل المتظاهرين بأحداث الاتحادية, حتى تم نقله إلى سجن برج العرب بمحافظة الإسكندرية, لتقرر أسرته مغادرة التجمع الخامس والهروب دون تحديد وجهتها الجديدة أو الإعلان عنها.

على بعد أمتار من العقار يوجد مسجد فاطمة الشربتلى, الذى كان يؤدى فيه صلاة الجمعة من حين لآخر, وبجواره مدرسة صلاح الدين, التى امتدت أمامها الطوابير للمشاركة بانتخابات رئاسة الجمهورية, مؤكدين تصويتهم لعبدالفتاح السيسي, لدوره فى ثورة 30 يونيو وانحيازه للشعب المصرى، وهذه اللجنة التى شهدت تصويت كل من عمرو موسى, رئيس لجنة الخمسين, واللواء مراد موافى, رئيس جهاز المخابرات الأسبق, مؤكدين دعمهم للسيسي وحسمه للعملية الانتخابية لصالحه من أجل مستقبل أفضل للبلاد.
مفاجأة... السيسي جار للمعزول قبل ثورة يناير

وتكون المفاجأة عبر جولة لـ"بوابة الوفد" يومى الانتخابات لاختيار رئيس مصر المقبل, بمنطقة التجمع, ورصد آراء الجيران بمنزل الرئيس المعزول للعملية الانتخابية, أن يكون ردهم عدم الحديث لأن الضرر قد يلحقهم من هذا الأمر, وأن التعليمات الصادرة من أصحاب وكبار السكان بالمنطقة عدم الخوض فى أى أحاديث متعلقة بالرئيس المعزول، أو الدخول فى شئون السياسة التى تمر بها البلاد.

جهة سيادية بمحيط فيلا السيسي

ظهرت ملامحنا الصحفية, وبأيدينا الأوراق والأقلام المطلوبة لعملنا, وكاميراتنا للتصوير, لنتفاجأ بظهور أمنى كبير بزى مدنى ولكنه مسلح على أعلى مستوى, لنظن فى بداية الأمر أن الرئيس المعزول ما زال يسكن فى عقاره, وأنه ليس فى غياهب السجون, ويعيد لنا صورة التأمينات الكبيرة له أثناء حكمه فى محيط منزله ولكن بمنظر آخر, وذلك فى الوقت الذى وجهت إلينا الأسلحة مطالبين إيانا بالإطلاع على هويتنا بشكل عفوى, وتعامل بشكل مختلف وليس بطبيعة الشرطى الذى نتعامل معه بشكل يومى فى الشارع المصرى, وكأن أفراد الأمن الذين طلبوا منا الاطلاع على الهوية هم أشخاص من أجهزة سيادية ليست بطبيعة الحال تتعامل بشكل يومى مع ممثلى الإعلام.
الأمن يروج لفيلا السيسي بأنها لسفير دولة ما

عقب الإطلاع على الهوية والتأكد من كوننا صحفيين نقوم بتغطية الانتخابات بمنطقة التجمع الخامس طلبوا منا الابتعاد عن المنطقة بحجة أن سفير دولة ما يقطن فى هذه المنطقة, وممنوع التصوير أو السير بها, فى الوقت الذى دعا فضولنا الصحفى التعرف عن كون هذا السفير الذى يقطن بالعقار المجاور للرئيس المعزول فيرفض الأمن بشكل كامل الحديث معنا والتهديد لنا بالتعامل بشكل قانوني فى حالة عدم الانسحاب, لكننا فضلنا الابتعاد واللجوء للجيران للتعرف على حقيقة الأوضاع فى المنطقة, وأيضا للتعرف على من هو السفير أو الشخصية التى تسكن بجوار الرئيس المعزول ويتم تأمينها بهذه الطريقة ومن خلال أشخاص ذات صفة سيادية ومسلحين على أعلى مستوى.

وسط أجواء هادئة وشرود للنفس جلس أحد الأهالى "غفير رفض ذكر اسمه..." فى الجهة المقابلة لمنزل الرئيس المعزول, الذى هو ملك فى الأساس للحاج عزت القماش, حيث يملك العقار رقم 183 وكان الرئيس المعزول يستأجر منه شقة فى الدور العلوى, حيث أكد أن الانتخابات تتم هذا العام فى جو ديمقراطى جديد يعبر الشعب المصرى عن رأيه بكل حرية دون أى تأثير من مؤسسات الدولة تجاه الشعب, وأنهم صوتوا له من أجل مستقبل أفضل للبلاد.
حقيقة هروب أسرة المعزول

يلتقط طرف الحديث فى خلسة دون ذكر اسمه متحدثاً عن أن أسرة الرئيس المعزول عزلت من العقار 183 بشكل كامل ولم يعد لهم أى علاقة بالمكان، خصوصاً أنه لم يكن ملكاً لهم وإنما استأجروه قبل وصول الرئيس المعزول للحكم, مشيراً إلى أن الأسرة عزٌلت بشكل كامل بعد أن تم ترحيل الرئيس المعزول إلى سجن برج العرب بعد أولى جلسات محاكمته قائلاً: "مش موجودين هنا من يوم محاكمته وعزلوا من هنا ومعدشى حد فيهم بيجى هنا خالص".

وتابع: "الجو العام فى المنطقة هنا عدم الحديث مع أحد وهذه تعليمات صادرة لنا من أصحاب الفيلات حفاظاً على آكل العيش, ولكن ما أستطيع أن أقوله لكم دون أى تصوير أو ذكر اسمى أن أسرة الرئيس المعزول غاردت من هنا ولم يعد لها أى علاقة بالتجمع الخامس, ولم يأتِ منهم أحد على المنزل, وأنا هنا غفير فى العقار المجاور ومتأكد مما أٌقوله بشأن تركهم لشقتهم، وصاحب المنزل الحاج عزت القماس قام بتأجيرها لأحد الأشخاص الآخرين".

السيسي فى التجمع قبل 25 يناير

وبسؤاله عن التأمينات الشديدة بمحيط العقار 189 المجاور لعقار الرئيس المعزول قال: "ده فيلا المشير عبد الفتاح السيسي" وهو هنا من قبل ثورة 25 يناير، وأنا هنا من 20 سنة، وهو بيجى هنا كتير بس فى الأول مكناش نعرف أنه السيسي".

وتابع: "إحنا كخفراء فى الفيلات اللى فى التجمع بنبقى أكتر ناس عارفين الوضع من اللى بيسكن وده بحكم وظيفتنا, وقبل ثورة يناير وصلنا أنه فيه ضابط مخابرات حربية اشترى شقة بالعقار 189 وتم وضع التأمينات اللازمة من الجيش والمخابرات الحربية وما وصلنا فى حينها أنه ضابط مخابرات ولم نكن نعرف أنه السيسي", مستكملاً حديثه: "بمرور الأيام عرفنا فيما بعد أن السيسي وأن العقار ملكه، ويأتى فيه من حين لآخر والأمن الذى يحرسه الآن تابع للجيش وأكشاك الحراسة أيضا ومنهم ضباط".

فى السياق ذاته أكد الخفير، الذى فضل عدم ذكر اسمه، أنه يتمنى أن تمر الأيام بسلام دون أى تعطيل لمستقبل البلد.
الأمن يؤكد صحة امتلاك السيسي لفيلا التجمع

بدورها "بوابة الوفد" تأكدت من صدق معلومات الأهالى والخفراء من مصادر أمنية مسئولة عن تأمين المنطقة والدوريات الأمنية التابعة للأمن العام بشارع التسعين, مؤكدين أن خدمة تأمين منزل الرئيس المعزول انسحبت منذ ثورة 30 يونيو وكانت تابعة للحرس الجمهورى, أما الخدمات الأمنية على العقار 189 فهى لحراسة منزل عبدالفتاح السيسي وتتم بالتنسيق بين المخابرات الحربية وأمن القاهرة.
الوفد