رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ما هي المذاهب التي فيها تنكر وحدانية شخص المسيح بطبيعتين ممتازتين غير ممتزجتين أو مختلطتين ؟ اشتهر من هذه المذاهب اثنان وهما مذهب النساطرة ومذهب الافتيخيين. 1 – المذهب المعروف في تاريخ الكنيسة بالنسطوري وهو أن للمسيح أقنومين. فإنه لما ثبت كمال الطبيعتين في المسيح وقع اختلاف في النسبة بينهما فقال أصحاب هذا المذهب أن الكلمة الإلهي حل في الإنسان يسوع المسيح واتحد به اتحاداً مشابهاً لحلول الروح القدس في المؤمن ولذلك لم يمتز المسيح عن الذين حل فيهم روح الله إلا في كونه قد حصل علي كمال اللاهوت الذي حل فيه وشخصيته كانت بشرية محضة تحت تسلط اللاهوت الذي كان بمنزلة شخصية أخري مستقلة. وكان نسطور القائل بهذا المذهب أديباً مشهوراً ذا تقوي حقيقية وكان أولاً راهباً في أنطاكية ثم صار بطريركاً في القسطنطينية ونشأ الجدال علي هذا الموضوع من محاماته عن القول بأنه لا يحق لمريم العذراء أن تسمي أم الله كما سماها البعض. فقال إن العذراء تسمي أم المسيح ولا يجوز تسميتها بأم الله لأنه أنكر اتحاد اللاهوت والناسوت في شخص المسيح وقال إن اللاهوت إنما حل فقط في الناسوت. واعتقاد جمهور المسيحيين أن لاهوت المسيح غير مولود ولا مخلوق لكن في شخص المسيح طبيعتين إحداهما إلهية وعلي ذلك يجوز تسمية العذراء بأم الله متجسداً في شخص يسوع المسيح فهي من وجه واحد جائزة ومن وجه آخر تجديف. وأما ما عناه نسطور حسب تقريره فكان أن الله منزه عن أن يولد وعن أن يموت وذلك صحيح باعتبار جوهر اللاهوت المجرد عن الناسوت وأما في حال التجسد فيجوز أن نقول أن شخص المسيح مولود من مريم العذراء وبهذا المعني فقط يحتمل تسمية العذراء أم الله. ولكن نسطور لكونه أنكر بحسب زعم مقاوميه وحدة شخص المسيح حكم عليه في مجمع أفسس المسكوني الثالث سنة 431م وأخيراً عزل ونفي ومات سنة 440م ورحل تابعوه إلي الشرق إلي بلاد الفرس ونظموا أنفسهم جماعة مستقلة لا تزال إلي عصرنا الحاضر. 2 – أما ضلال الأفتيخيين فعكس مذهب النساطرة. فإنهم أنكروا أن للمسيح طبيعتين وقالوا أن له طبيعة واحدة فقط ناتجة من اتحاد اللاهوت بالناسوت وحكم عليهم في مجمع خلكيدون سنة 451م. وبعد ذلك بنحو 200 سنة اجتهد الإمبراطور هراكليوس (الذي مات سنة 641م) أن يرد الأفتيخيين إلي الكنيسة بوضعه قولاً متوسطاً بين الفريقين حاصله أن المسيح وإن كان ذا طبيعتين ممتازتين لم يكن له إلا مشيئة واحدة. ودفعا لهذا القول صرح المجمع المسكوني السادس الذي التأم في القسطنطينية سنة 681م أن التعليم الصحيح المقبول في الكنيسة بناء علي تعليم الكتاب هو أن المسيح شخص واحد ذو طبيعتين ممتازتين وهما اللاهوت والناسوت وبالنتيجة أن له مشيئة بشرية محدودة ومشيئة إلهية غير محدودة وغير متغيرة. ومنذ صدور هذا الحكم من ذلك المجمع توقف النزاع في هذه المسألة ولم يحدث فيها تغيير بعد ذلك وجميع الكنائس اليونانية واللاتينية والإنجيلية قبلت الحكم علي نسطور الذي أنكر وحدانية شخص المسيح والحكم علي أفتيخس الذي أنكر تمييز الطبيعتين والحكم بأن الحصول علي الطبيعة البشرية يقتضي الحصول علي المشيئة البشرية وجعلت كل ذلك من قواعد إيمانها. |
|