القديس أغسطينوس
* "هوذا التقوى هي الحكمة، والحيدان عن الشر هو الفهم" (أي 28: 28). هنا التمييز (بين الحكمة والفهم)، إذ يلزم أن نفهم أن الحكمة تخص التأمل، والفهم يخص العمل. ففي هذا الموضع يقصد بالحكمة عبادة الله.... وما هو عبادة الله سوى حب لله، الذي به نشتاق أن نراه، ونؤمن ونترجى أن نراه نسبيًا. إذ يحدث لنا تقدم نرى كما في مرآة في لغز، ولكن عندئذٍ تكون الرؤية في وضوح... وأما الحيد عن الشر الذي يقول عنه أيوب أنه فهم، فهو دون شك يخص الأمور الزمنية. فإنه بالنسبة للزمن (في هذا العالم) نحن في شرٍ، حيث يلزمنا أن نكف عنه حتى نبلغ الخيرات الأبدية.