فقالَ لَهما: ((هَلُمَّا فَانظُرا!)) فَذَهَبا ونظَرا أَينَ يُقيم،
فأَقاما عِندَه ذلك اليَوم، وكانَتِ السَّاعَةُ نَحوَ الرَّابِعَةِ بَعدَ الظُّهْر.
"السَّاعَةُ نَحوَ الرَّابِعَةِ بَعدَ الظُّهْر" في الأصل باليوناني ὥρα ἦν ὡς δεκάτη (معناها السَّاعة العاشرة بالتَّوقيت اليهودي) فتشير إلى السَّاعة الرَّابعة في توقيتنا المعاصر. وهنا يُحدِّد يوحَنَّا الإنجيلي السَّاعة، السَّاعة التي أدرك فيها أنه يُحب السَّيّد المسيح، لأنّ السَّيّد المسيح أحبَّه أولًا؛ إذ كان أول حديث مع يسوع، أنه دقيق في تعابيره وذكرياته. ويوحَنَّا الإنجيلي بعد 60 سنة ما زال يذكر السَّاعة التي أقام فيها في بيت يسوع والتي قرَّر فيها ألاَّ يتركه العمر كله، لأنَّه وجد فيه الحياة كما صرّح " فيهِ كانَتِ الحَياة " (يوحَنَّا 1: 4). لقد قرّرت تلك السَّاعة حياته ولم ينساها أبدًا. ويعُلق القديس أوغسطينوس "أن رقم 10 يشير إلى النَّاموس حيث الوصايا العشرة. فقد ذهبا إلى السَّيد المسيح بكونه واهب النَّاموس ومكمِّله (متى 5: 17)، لكي يتعلما النَّاموس من واهب النَّاموس نفسه لأن الرَّحمة على لسانه " تَفتَحُ فَمَها بِالحِكمة وعلى لِسانِها تَعْليمُ الرَّحمَة"(أمثال 31: 25)