رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أحفظنا من الفخاخ الشيطانية أنتم يا أسرى الرجاء. اليوم أيضاً أُصرّح أني أردّ عليك ضعفين” (زكريا 12:9). عادةً ومن المتعارف عليه، أنه يجب علينا أن نهدم الحصون، ونخرج منها، كونها ترمز بالإجمال إلى مكان يتم اعتقال الناس فيه، وأسر حريتهم، وهي شبيهة بالسجن. لكن الدعوة اليوم من الرب مختلفة، وهي دعوة لكي نبقى في هذا الحصن نعم، أسرى ومعتقلين، لكن أسرى الرجاء. ما أجمل معاني كلمة الرب، وما أجمل هذه الدعوة. ويقول لنا الرب أن نرجع، أي أننا خرجنا من هذا الحصن وينبغي علينا العودة خرجنا إلى مكان بعيد عن الرجاء، ربما إلى اليأس والقلق والخوف والهمّ والضيقات والمعاناة والفشل وهو يدعونا قائلاً لنا: عودوا إلى سجن الرجاء، ويعدنا مصرِّحاً، أنه سيردُّ لنا ضعفين ممّا فقدناه بسبب خسارتنا للرجاء. تعويض عن كل يأس في أي دائرة من دوائر حياتنا. وكلمة الله واضحة: الرجاء لا يخيب بل له نتائج رائعة (مزمور 18:9 وأمثال 18:23). الرجاء يصنع تغيير وتحوّل جذري في حياتنا ويقودنا إلى الإيمان الذي يمتلك المواعيد، لأن الرب ساهر على كلمته. يخبرنا (سفر التكوين 18) أنه بعد أن شاخت سارة ولم يعد بإمكانها أن تُنجب، وعد الرب ابراهيم بأنه سيكون له ولد منها وهو اسحاق، فلمّا سمعت سارة ضحكت، وقالت: “أبعدَ فنائي يكون لي تنعّم وسيدي قد شاخ؟”. وقد وبخها الرب حينها. وجميعنا يعلم أنها ولدت اسحاق. وتدوّن لنا رسالة العبرانيين هذا الكلام المشجّع والمعزّي: “بالإيمان سارة نفسها أيضاً أخذت قدرة على إنشاء نسل، وبعد وقت السن ولدت، إذ حسبت الذي وعد صادقاً “. (عبرانيين 11:11). ما أجمل إشارات وتوضيحات الروح القدس في كلمة الله لكي يعلمنا الدروس. قال الروح: سارة نفسها، وليس سارة فقط. لكي يشير لنا بوضوح أن سارة نفسها التي ضحكت على ما قاله الرب، هي نفسها رجعت إلى الحصن وأصبحت أسيرة الرجاء، لأنها حسبت الذي وعد صادقاً، وتحوّل رجاؤها إلى إيمان وولدت اسحاق. وقبل أن أُكمل التأمل أريد أن أخبرك أنّ مشيئة الرب، وشوق قلبه أن تكون أسير الرجاء، وأن تختبر كل ما أعدّه لك من بركات، فإذا كانت الظروف التي تمر بها والشيطان، قد نجحا في أن يجعلانك تفكّر عكس هذا التفكير، إنها الفرصة الآن أن تطرد كل هذه الأفكار، وتثق بأن الرب يحبك كثيراً كثيراً، وكل أفكاره تجاهك أفكار سلام ومحبة. في أي حصن أنت مأسور اليوم؟ قلق وخوف؟ حزن واكتئاب؟ يأس وملل وفشل وتعب نفسي؟ مرض؟ ضيقات متنوعة؟ اسمع كلمة الرب المرسلة لك اليوم خصيصاً. الرب يريد أن يُخرجك من هذه الحصون ويأسرك في حصن الرجاء، ويريد أن يردّ لك ضعفين عن كل ما خسرته وعانيت منه. ويريدك أن تُصبح أسير الفرح، أسير السلام، أسير الطمأنينة، أسير التمتّع بالحياة، أسير محبة يسوع المسيح. ويريد أن يضع في يديك ورجليك الأغلال التي يُقيَّد بها الأسرى، لكي لا يعودوا يستطيعون الإفلات أبداً. فلا تعود تفلت بعد اليوم من هذه الدوائر، ولا تعود تخرج من حصن الأمان والنجاح والرجاء إلى الأبد. “وحيث كان الشوك والقرّاص، تنمو أشجار السرو والآس: فيكون ذلك تخليداً لاسم الرب وعلامة أبدية لا تُمحى”. (إشعياء 13:55). ثق بكلمة الرب وبأمانته، واصرخ له لكي يجريها في حياتك، ويزيل كل عوائق تمنع تحقيقها. للهنا المجد الدائم. #القس يوساب عزت. كاهن كنيسة الانبا بيشوى بالمنيا الجديدة أستاذ القانون الكنسي والكتاب المقدس بالكلية الاكليريكية والمعاهد الدينيّة |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
يا يسوع أحفظنا يا قدوس |
يوم مدفعنا التمن |
أحفظوا ملامح من تحبون |
هروبك من أصدقاء السوء ينجيك من الفخاخ الشيطانية |
أحفظوا أجسادكم كهياكل لله |