|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"وأمّا أنت فمتى صلّيتَ فادخل إلى مخدعك وأَغِلق بابك، وصلِّ إلى أبيك الّذي في الخفاء. فأبوك الّذي يرى في الخفاء يجازيك علانيّة." (متى 6:6) يطلب الأب السّماويّ من أبنائه المؤمنين به علاقة فرديّة خاصّة حميمة. فيتحوّل معنى الصّلاة من عرض ظاهريّ لتأكيد الإيمان إلى لقاء حميم جدّاً بين الحبيب والمحبوب. والمقصود بالعلاقة الفرديّة خصوصيّة الاختبار بين كلّ إنسان على حدة مع الله. فالمسيح الرّبّ أتى من أجل كلّ شخص بمفرده بما يمتلك من خاصيّة ومنهج تفكيريّ، ومعرفيّ، وانتمائيّ. ولا يتعامل الرّبّ مع البشريّة عدديّاً. لذلك الصّلاة في الخفاء أشبه بعلاقة صامتة مع الرّبّ لكنّها تحمل بلاغة اللّغة الإلهيّة الّتي من خلالها يتواصل بها الإنسان مع الله. ولمّا كانت العلاقة سماويّة إنسانيّة، ولمّا تصاغر الله ليتواصل مع الإنسان إنسانيّاً. وجب على الإنسان أن يرتفع ليتواصل مع الله إلهيّاً. فتكتمل العلاقة الّتي في الخفاء، لتنعكس على العالم علانيّة. (أبوك الّذي يرى في الخفاء يجازيك علانيّة). مبدأ المجازاة في هذه العلاقة أبعد من مكافأة لقاء مبدأ الصّلاة. إنّها ردّة فعل إلهيّ، إن جاز التّعبير، مقابل فعل إنسانيّ. الفعل الإنسانيّ الخفيّ، مقابل ردّ فعل إلهيّ علنيّ. هل نفهم من هذه الآية أنّ فعل صلاة إنسانيّ علانيّ لا يقابله الرّبّ بالمكافأة؟ كان الرّبّ واضحاً في الآية الّتي تسبق الآية (6) في الفصل السّادس من إنجيل متّى. "ومتى صلّيت فلا تكن كالمرائين، فإنّهم يحبّون أن يصلّوا قائمين في المجامع وفي زوايا الشّوارع، لكي يظهروا للنّاس. الحقّ أقول لكم: إنّهم قد استوفوا أجرهم!" (متى 5:6). من يطلب أجره من النّاس ينله، ومن يطلب أجره من الرّبّ ينله. والعلاقة بين الله والإنسان مرتبطة بقرار الإنسان ذاته في كيفيّة بناء هذه العلاقة. وكأنّي بالرّبّ أراد القول إنّ فعل الحبّ الصّامت في الخفاء (الصّلاة) ينتج عنه حبٌّ يملأ الكون بأسره. وأمّا الإيمان الظّاهريّ الّذي يطلب الأجر من النّاس فأشبه بحاجز بين الأرض والسّماء. فالحبّ هنا موجّه للذّات لا لله، وبالتّالي لا معنى لصلاة تبتغي إظهار الذّات، ولا ينتظرنّ الإنسان مكافأة من السّماء لأنّه لم يتوجّه إليها في الأصل. يقول القدّيس يوحنّا الدّمشقيّ: "الصّلاة هي رفع العقل إلى الله". ما يعني انغماس الفكر بكلّيّته بالفكر الإلهيّ، والتّواصل معه بفهم ومعرفة حدّ الدّخول في تفاصيل الله. فيغيب التّفاعل مع العالم ليتوجّه إلى الله. "افرحوا كلّ حين. صلّوا بلا انقطاع. اشكروا في كلّ شيء، لأنّ هذه هي مشيئة الله في المسيح يسوع من جهتكم." (1 تسالونيكي 18،16:5). عناصر الصّلاة، الفرح، الشّكر، الحبّ. تلك هي مشيئة المسيح في بناء علاقة حميمة مع الإنسان، حتّى تستحيل الحياة لحظة اتّحاد عشقيّ بالرّبّ. فأيّ إله عظيم مثل إلهنا؟ |
01 - 06 - 2017, 06:25 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: أيّ إله عظيم مثل إلهنا؟
عناصر الصّلاة، الفرح، الشّكر، الحبّ. تلك هي مشيئة المسيح في بناء علاقة حميمة مع الإنسان، حتّى تستحيل الحياة لحظة اتّحاد عشقيّ بالرّبّ. مشاركة جميلة جدا ربنا يبارك حياتك |
||||
02 - 06 - 2017, 05:58 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
..::| الإدارة العامة |::..
|
رد: أيّ إله عظيم مثل إلهنا؟
ميرسى على مرورك الغالى مرمر |
||||
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
ترنيمة إلهنا عظيم إلهنا أمين |
إلهنا عظيم |
إلهنا عظيم .... إلهنا أمين |
إلهنا عظيم إلهنا أمين |
إلهنا عظيم |