ويكون أنى قبلما يدعون أنا أجيب وفيما هم يتكلمون بعد ... أنا اسمع

[بنت معلم الاجيال]

ويكون أنى قبلما يدعون أنا أجيب وفيما هم يتكلمون بعد ... أنا اسمع

الشماس/ صموئيل زكى نصير ...
وكيل الكلية الاكليريكية بالبلينا، يقول:
فى فجر يوم الجمعة الموافق 3/2/1995 (وهذا اليوم يناسب تذكار نياحة القديس العظيم الأنبا مكاريوس) طرقت باب شقتنا - بعمارة المطرانية بالدور الثالث - فتاة تخدم معنا بالكنيسة فى حالة هيجان هستيرى يرثى لها، ودخلت وهى تردد: "عاوزين يرمونى فى البحر." فأخذت أهدئ من روعها ومعى زوجتى حتى الساعة الخامسة صباحاً. وأخذت تحكى ما يتصور لها بأن أهلها يريدون طرحها فى البحر وبعد مفاوضات معها أحضرنا لها غِطاءاً وطلبنا منها أن تنام بحجرة الصالون حتى الصباح ودخلنا لننام، وإذ بنا نسمع صوت فتح شباك حجرة الصالون بشدة، فقمنا نستطلع الأمر وهى كانت قد أغلقت باب الحجرة من الداخل، ونحن سبق لنا أن أغلقنا الباب عليها من الخارج خوفاً من خروجها من الشقة ونحن نيام. فقمنا برفع زجاج شراعة الباب لعلها تكون مختبئة تحت كنبة الصالون أو خلف المكتبة فلم نجد لها أثراً فتأكدنا بأنها طرحت نفسها إلى أسفل بعد أن صعدت على مكتب أسفل الشباك.
فأَخذتُ أنا أصرخ إلى الله رافعاً يدىَّ ممسكاً بصورة القديس العظيم الأنبا مكاريوس الموجودة بالصالة بجوار حجرة الصالون وأتكلم مع القديس: "إلحقنى .. انجدنى يا إله الأنبا مكاريوس .. ماتسبنيش .. خلصنى من الضيقة دى" وأخذت أُردد هذه الصرخات وركبتاى وجسدى كله يرتعش وارتبكت جداً .. وزوجتى معى تستنجد أيضاً فاتصلت تليفونياً بأبى الحبيب القمص/ موسى أبو السعد كاهن كنيسة القديس العظيم الأنبا مقار بالبلينا والقمص/ صرابامون شحاته بشاى كاهن كنيسة الشهيد العظيم مار جرجس بعزبة نظيف بالبلينا فجاءا سريعاً .. ونزلا إلى الكنيسة بحثاً عن الفتاة لأن العمارة التى نسكن فيها تطل على فناء الكنيسة ولكنهما لم يجدا لها أثراً. ثم أصعدا عامل الكنيسة بسلم طويل جداً (يستخدم فى النظافة لمساحات عالية فى الكنيسة) إلى حجرة الصالون للبحث عن الفتاة لعلها تكون مختبئة تحت كنبة الصالون ولكن العامل لم يجد أحداً. بعد ذلك صعد العامل إلى سطح الكنيسة فوجدها بالمنارة أسفل الجرس فأمسكها ونزل بها .. ولما سمعتُ صوتها وتأكدت بأنها مازالت على قيد الحياة عادت روحى فىَّ وأخذت ابكى من شدة الفرحة فأخذناها إلى منزل أحد أقاربها بالبلينا وتركناها لديه .. فذهبت للكنيسة ومعى صورة القديس وبعد نهاية القداس الإلهى قمنا بعمل تمجيد لذكرى نياحة القديس .. وفى مساء نفس اليوم أخذت معى د./ نان ناروز سوريال طبيب العظام بالبلينا للاطمئنان على الفتاة فى منزل أقاربها خوفاً من أن يكون هناك كسر أو نزيف داخلى ولكن بعد فحصها فحصاً دقيقاً لم يجد فيها أى إصابات فمجدنا الله.
بركة القديس العظيم الأنبا مكاريوس تكون معنا. آمين.