رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لِذَلِكَ سَمِعَ الرَّبُّ فَغَضِبَ، وَاشْتَعَلَتْ نَارٌ فِي يَعْقُوبَ، وَسَخَطٌ أَيْضًا صَعِدَ عَلَى إِسْرَائِيلَ [21]. "سمع الرب فغضب"، وكأن غضبه لا يقوم بلا سبب، إنما هو فاحص الخفيات وعارف ما يدور في القلوب والأخطار والكلى، له معرفة كاملة عن أخطائهم. كثيرًا ما تشير النار إلى الغضب الإلهي في العهدين: القديم والجديد. إذ قيل: "يمطر على الأشرار فخاخًا نارًا وكبريتًا" (مز 11: 6). وأيضًا: "كل شجرة لا تصنع ثمرًا جيدًا تُقطع وتُلقى في النار" (مت 3: 10). يبدو أن البعض قالوا أن أمر إخراج الماء من الصخرة سهل، لأن الماء في باطن الأرض، لكن من أين يأتي بالطعام ليُعد مائدة لشعبه الجائع. إذ طلبوا من الله طعامًا، ليس في إيمان بعمله ومحبته، وإنما في استخفافٍ به ولتجربته، التهبت فيهم نيران الغضب الإلهي، وحلّ عليهم سخطه كثمرة طبيعية لعملهم، وليس كراهية منه. فكما رأينا في كتاب "الحب الأخوي" أن الله ليس فيه انفعالات غضب أو سخط، إنما نطلق هذا على من يعتزل الله ويرفض حب الله، فيلقي نفسه بنفسه في فساد الخطية، ويُحسب كمن حلّ عليه الغضب. |
|