رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
رب المجد يسوع المسيح فوق الزمان
نستطيع أن نستنتج أن السيد فوق الزمن من قوله لليهود: " قبل أن يكون إبراهيم أنا كائن" (يو8: 58). ومعنى هذا أن له وجوداً وكياناً قبل مولده بالجسد بالآف السنين، قبل أبينا إبراهيم، وقد فهم اليهود من هذا أنه يتحدث ضمناً عن لاهوته، لذلك " رفعوا حجارة ليرجموه" (يو8: 59). 2 وصرح أيضاً أنه قبل جده داود: فمع أنه من نسل داود حسب الجسد، إلا أنه قال في سفر الرؤيا " أنا يسوع... أنا أصل وذرية داود" (رؤ22: 16). وعبارة ذرية داود مفهومة وواضحة، لأنه من نسله، ولكن كلمة (أصل) هنا، تعنى أنه كان موجوداً قبل داود... وقد شهد بهذا أيضاً أحد الكهنة الجالسين حول العرش الإلهي، فقال ليوحنا الرائي " هوذا قد غلب الأسد الذي من سبط يهوذا، أصل داود" (رؤ5: 5)... 3 وهو أيضاً قبل كوكب الصبح: إن الكتاب يعطيه وجوداً قبل داود ويهوذا وإبراهيم، فيقول له الرب في المزمور " من البطن قبل كوكب الصبح ولدتك" (مز110: 3). 4 بل هو قبل العالم وقبل كل الدهور. هكذا في مناجاته للآب في (يو17: 5) يقول له " مجدني أنت أيها الآب عند ذاتك، بالمجد الذى كان لي عندك قبل كون العالم" (يو17: 5). ويقول له أيضاً " لأنك أحببتني قبل إنشاء العالم" (يو17: 24). إذن فهو موجود قبل إنشاء العالم. 5 هو قبل الخليقة، التي به قد خلقت: ففي حديث القديس بولس الرسول عنه باعتباره " صورة الله غير المنظور" (كو1: 15) قال " الكل به وله قد خلق. الذي هو قبل كل شيء، وفيه يقوم الكل" (كو1: 16، 17). إذن فهو كائن قبل كل شيء. لماذا؟ لأن الكل به قد خلق. 6 وطبعاً كونه قد خلق كل شيء، يعنى أنه كائن قبل كل شيء. ذلك يقول القديس يوحنا الإنجيلي " كل شيء به كان، وبغيره لم يكن شيء مما كان" (يو1: 3). وقال " في العالم كان، والعالم به كون" (يو1: 10). مادام العالم به كون، إذن هو قبل كون العالم، وقبل كل شيء. 7 بل إن وجوده أزلى (منذ الأزل). لعل أوضح ما قيل عن وجوده قبل الزمن، نبوءة ميخا النبى الذي يقول " وأنت صغيرة أن تكونى بين ألوف يهوذا، فمنك يخرج لي الذي يكون متسلطاً على إسرائيل. ومخارجه منذ القديم منذ أيام الأزل" (مى5: 2). وهنا يصفه بالأزليه، وهي من صفات الله وحده. فما معنى عبارة " مخارجه من القديم منذ أيام الأزل " معناها هو الآتى: 8 أنه خرج من الآب منذ الأزل، أي ولد من الآب منذ الأزل، باعتباره الابن في الثالوث القدوس، إنه عقل الله الناطق. وعقل الله كائن فيه منذ الأزل وهو حكمة الله (1كو1: 24)، وحكمة الله كائنة فيه منذ الأزل. ومادامت الأزليه صفة من صفات الله وحده، فهذا دليل أكيد على لاهوت المسيح، لأنه أزلى، فوق الزمن. 9 وله أيضاً صفة الأبدية: ولعل صفة الأبدية فيه تتضح من قول الرسول " يسوع المسيح هو هو أمساً واليوم وإلى الأبد" (عب13: 8). وقول المسيح لتلاميذه " ها أنا معكم كل الأيام وإلى انقضاء الدهر" (متى28: 20). وعن هذه الأبدية يقول عنه دانيال النبى " سلطانه أبدي ما لن يزول. وملكوته ما لا ينقرض" (دا7: 14). |
|