|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كان “عَنَى بن صِبْعُون” من بني سَعِيرَ الْحُورِيِّ «سُكَّانُ الأَرْضِ» (ع٢٠): و«سُكَّانُ الأَرْضِ» أو «السَّاكِنِينَ عَلَى الأَرْضِ» وصف أدبي يرد كثيرًا في سفر الرؤيا (رؤيا٣: ١٠؛ ٦: ١٠؛ ٨: ١٣... إلخ)، ولا يُقصَّد به الموجودون على الأرض فقط، بل الذين هم أرضيون في ميولهم، الرافضون للدعوة السماوية، الذين آثروا الأرض على السماء فاستقرت فيها أفكارهم وعواطفهم وآمالهم. هؤلاء ليس لهم مشغولية بالسماء، ولا رجاء لهم بالنسبة للمستقبل، يعيشون لأجل هذا العالم، والأهم في الحياة في نظرهم هو ما يخص الجسد: الطعام والثياب، الملذات والشهوات الجسدية، تعظم المعيشة والرفاهية، أما المسائل الأبدية والأمور السماوية فلا تعنيهم في شيء «بَاطِنُهُمْ أَنَّ بُيُوتَهُمْ إِلَى الأَبَدِ... يُنَادُونَ بِأَسْمَائِهِمْ فِي الأَرَاضِي» (مزمور٤٩: ١١). وهؤلاء يصفهم الرسول بولس بالقول: «إِلَهُهُمْ بَطْنُهُمْ وَمَجْدُهُمْ فِي خِزْيِهِمِ، الَّذِينَ يَفْتَكِرُونَ فِي الأَرْضِيَّاتِ»، وهؤلاء لا بد وأن يحصدون مرارة اختيارهم “فنِهَايَتُهُمُ الْهَلاَكُ” (فيلبي٣: ١٩)، لأنه «وَيْلٌ وَيْلٌ وَيْلٌ لِلسَّاكِنِينَ عَلَى الأَرْضِ» (رؤيا٨: ١٣). وكل هذا بالمباينة مع المؤمنين الحقيقين، المواطنين السماويين، الغرباء والنزلاء على الأرض (عبرانيين١١: ١٣؛ ١بطرس٢: ١١)، الذين سيرتهم هي «فِي السَّمَاوَاتِ» (فيلبي٣: ٢٠)، والذين يهتمون بما فوق لا بما على الأرض (كولوسي٣: ٢)، الذين ليست لهم هنا مدينة باقية لكنهم يطلبون العتيدة (عبرانيين١٣: ١٤). |
|