منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 25 - 07 - 2012, 06:43 PM
الصورة الرمزية magdy-f
 
magdy-f Male
..::| الاشراف العام |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  magdy-f غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 348
تـاريخ التسجيـل : Jun 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : egypt
المشاركـــــــات : 18,593

ظهورات السيدة العذراء مريم حول العالم
سيّدة غوادالوبّي غوادالوبّي، المكسيك (1531)
راعية الأمريكيّتين

يوافق عيدها في أمريكا الثاني عشر من ديسمبرظهورات السيدة العذراء مريم حول العالم
يُجمع المؤرّخون أن خوان دييغو قد وُلد في عام 1474 في حي تلاياكاك في كوايهتيتلان الذي أنشأه رجال قبيلة ناهوا في عام 1168 وتمّ انتزاعه منهم من قبل السيّد الأزتكيّ أكساياكاتل في عام 1467؛ وكان يقع على بعد 20 كيلومتراً من شمال تينوكتيتلان (مدينة المكسيك).
كان اسم خوان الأصلي هو "كوايهتلاتواتزن" الذي يعني "الشخص الذي يتحدّث كالصقر" أو بمعنى آخر "الصقر المتكلّم". وبين عامي 1524 و1525 اعتنق المسيحية وتعمّد، كما فعلت زوجته، وحصل على اسم مسيحيّ وهو خوان دييغو أمّا زوجته فحصلت على اسم ماريا لوسيا. وقد تعمّد على يد المبشّر الفرنسيسكانيّ المحبوب والمشهور فراي توريبيو دي بينافينتي، الذي يدعونه الهنود ب "موتولينيا" أو "المتواضع"، نظراً لاتّسامه بالطيبة والتقوى الهائلة.

في صباح يوم السبت الموافق التاسع من ديسمبر من عام 1531 كان خوان دييغو المعتنق للمسيحيّة في طريقه لحضور قدّاس في تلاتيلولكو التي تبعد حوالي ميلين ونصف، والتي كانت ذات مرّة مركزاً أزتكيّاً وموقعاً حدث فيه معركة من عشر سنوات. فجأة سمع خوان موسيقى رائعة وصوت امرأة يناديه من فوق تلة تيبيياك التي مرّ بها لتوّه. ورأى فوق التلّة امرأة جميلة تشعّ وهجاً والتي كشفت عن أنّها العذراء مريم وطلبت منه الذهاب الى المطران وإطلاعه على أنّه يجب أن تُبنى كنيسة على شرفها أسفل التلّة. فذهب خوان دييغو في الحال الى تلاتيلولكو حيث يقع مبنى المطران خوان دي زوماراجا الفرانسيسكانيّ. واستقبله الأخير بكلّ لطف لكن لوهلة لم يكن ليصدّق القصّة التي أخبره إيّاها خوان دييغو. فرجع خوان خائب الأمل الى قمّة تلّة تيبيياك واعترف بفشله الى السيدة العذراء. فأعلمته السيّدة بوجوب عودته الى المطران وإعادة الطلب ذاته.

قام خوان بعمل ما طلبته منه العذراء وعاد الى المطران الذي شكّ بالأمر وطلب منه أن يزوّده بدليل عن اللقاء البعيد الاحتمال. تجنّب خوان دييغو الخائف والمرتبك الذهاب الى تلّة تيبيياك عدّة أيّام، لكنه في الثاني عشر من ديسمبر اضطرّ الى المرور من هناك لجلب الكاهن الى خاله المريض جداً. ثم ظهرت له العذراء مرة أخرى وأخبرها خوان عن طلب المطران. فطلبت منه العذراء التقاط أزهارٍ من التل المقفر وأخذها الى زوماراجا كإشارة. جمع خوان دييغو الأزهار العجيبة في عباءته وحملها اليه لإتمام مهمّته. وبحضور المطران وشهود آخرين وقبل أن يفتح القديس خوان دييغو عباءته سقطت الورود على الأرض وفي الوقت نفسه ظهرت صورة القديسة مريم على العباءة. فسقط المطران راكعاً وراجياً المغفرة على عدم تصديقه لما قيل له. فأخذ العباءة الى الكنيسة الصغيرة الخاصة به ووضعها بجانب القربان المقدّس حيث وجّه التمجيد والشكر الى الله لكونه اختاره مستقبلاً لهذه الهديّة الرائعة. وخلال أسبوعين شيّد أول منزل أو كنيسة متواضعة على تلة تيبيياك. وهناك، حفظت صورة السيدة العذراء العجيبة سيّدة غوادالوبي. وانتشرت قصّة الظهور بين الناس فهمّوا بالذهاب واحتشدوا لرؤية صورة العذراء مريم.
ظهورات السيدة العذراء مريم حول العالم حدث بعد ذلك العديد من المعجزات التي لا تصدق والشفاءات والتدخّلات التي نسبت بكاملها الى السيدة العذراء. ويقدّر عدد الزوّار سنوياً بعشرة ملايين زائر الى كاتدرائيّتها في مدينة المكسيك لتصبح بذلك أكثر المقامات المريمية شهرةً في العالم، وأكثر الكنائس الكاثوليكيّة زيارةً في العالم بعد الفاتيكان.
وقد بجّل 24 بابا مجتمعين سيدتنا سيدة غوادالوبي. وزارها قداسة البابا يوحنا بولس الثاني أربعة مرات: في أول رحلة بابويّة خارج روما في 1979، ومرةً أخرى في 1990، و1999 و2002.
يحتفل بعيد سيدة غوادالوبي في الثاني عشر من ديسمبر. وفي 1999 أعلن البابا يوحنا بولس الثاني في عظته الدينية في القداس الذي أقامه في كاتدرائية سيدة غوادالوبي وذلك خلال زيارته الثالثة الى مقامها هناك أن يوم الثاني عشر من ديسمبر هو يوم دينيّ مقدّس لجميع القارة.
وخلال زيارته ذاتها عزى البابا يوحنا بولس الثاني سبب حياته الى حمايتها المحبّة وأوكل حيات الأطفال الأبرياء الى عنايتها الأموميّة، خاصةً أولئك المحاطون بخطر عدم الولادة.




"تمّت الموافقة على هذه الظهورات التي حصلت في غوادالوبي من قبل رئيس الأساقفة ألونسو دي مونتوفار عام 1555"
ظهورات السيدة العذراء مريم حول العالم


رد مع اقتباس
قديم 25 - 07 - 2012, 06:44 PM   رقم المشاركة : ( 2 )
magdy-f Male
..::| الاشراف العام |::..

الصورة الرمزية magdy-f

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 348
تـاريخ التسجيـل : Jun 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : egypt
المشاركـــــــات : 18,593

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

magdy-f غير متواجد حالياً

افتراضي رد: ظهورات السيدة العذراء مريم حول العالم

ميدالية المعجزة للقديسة كاثرين لابوري
ظهورات السيدة العذراء مريم حول العالم
ظهور القديسة مريم العذراء في باريس عام 1830
ظهورات السيدة العذراء مريم حول العالم
ولدت زووي لابوري في الثاني من مايو من عام 1806 لعائلة تعمل في الزراعة، وكان ترتيبها التاسع بين أخوتها وأخواتها الاحدى عشر. وفي عمر مبكر شعرت بتوجه نحو الحياة الدينيّة. وبعد أن التحقت بدير "أخوات المحبة" بوقت قصير (عندما كانت تبلغ من العمر أربعة وعشرين عاماً)، قامت بتغيير اسمها الى "كاثرين لابوري". لم تكن الفترة طويلة التي مكثتها في الدير حينما بدأت تظهر لها مريم العذراء في الكنيسة الصغيرة. وفي الحقيقة لم تصبح قديسة من جرّاء وضع يديها على حجر الأم المقدّسة. فهي لم تصنع المعجزات أو ساهمت في احسانٍ ضخم كباقي القديسين العظماء. ولم تكن فقيرة كما كان أطفال فاتيما وبرناديت. فقد ولدت لزوجين من الطبقة المتوسطة الرفيعة وسط كروم العنب والمروج في بيرغندي، فرنسا. وكان والدها متعلّماً ومزارعاً ماهراً يعيش في قرية ليست بعيدة عن ديجون وهي فان-لي-موتييه.
الظهور الأول للعذراء مريم: 19 يوليو من عام 1830، في كنيسة على شارع دو باك 140 في باريس.

استيقظت الأخت كاثرين لابوري (24 عاماً) في الحادية عشرة والنصف ليلاً حينما سمعت صوتاً يناديها باسمها ثلاث مرات. ففتحت ستائر غرفتها ورأت ملاكها الحارس بشكل طفل يبلغ الخامسة من العمر. وقال لها: "اتبعيني الى الكنيسة الصغيرة، حيث تنتظرك العذراء مريم". قامت كاثرين لابوري بارتداء ملابسها بسرعة وتبعته الى الكنيسة. ووصلت إليها في منتصف الليل واجدةً إيّاها مضاءة، لكنها لم تستطع رؤية العذراء، فركعت وصلّت.
ظهورات السيدة العذراء مريم حول العالم
بعد نصف ساعة قال لها الملاك الحارس: "إن القديسة مريم هناك". فسمعت كاثرين لابوري حفيفاً كحفيف الحرير، وعلى يمين صورة القديس يوسف رأت مريم العذراء تنزل ومن ثم تجلس على كرسي القسّيس. ولم تكن سوى دقيقة حتى كانت كاثرين راكعةً أمام القديسة العذراء، وواضعةً يديها بثقة على ركبتي مريم. وبدأ الحديث بينهما والذي دام ساعتين.

قالت لها العذراء مريم بأن الله سيوكّلها بمهمة. وخلال ذلك ستواجه الكثير من الصعوبات. وقد تحدّثت القديسة مريم مسبقاً عن الأوقات الصعبة الآتيه. حيث أن العالم أجمع سينغمس باضطرابات من جميع الأصناف. وسيُعامل الصليب بازدراء، وسيرمى على الأرض. وسوف يطعن جانب الله مرة أخرى. وقد قالت القديسة مريم ذلك والحزن بادٍ على وجهها وأضافت:

"لكن تعالوا الى المذبح وهنا ستُمنح النعم الالهية للجميع، للذين يطلبون بثقة وحماسة. وستعطى للأغنياء والفقراء أيضاً".
الظهور الثاني للعذراء مريم: 27 نوفمبر من عام 1830 في كنيسة على شارع دو باك 140، في باريس.ظهورات السيدة العذراء مريم حول العالم ظهورات السيدة العذراء مريم حول العالم

في الساعة الخامسة والنصف مساءً، حينما كانت الأخوات في الكنيسة يقمن بساعة تأمل. سمعت كاثرين لابوري فجأةً صوت حفيف صادر من الجهة اليمنى كالذي سبق وسمعته. وقد كان ذلك الصوت صوتمجيء العذراء مريم المباركة التي وقفت الى اليسار بجانب لوحة القديس يوسف. وتمّ هذا الظهور بأكمله بالمشاهِد ولغة الإشارة. حيث ظهرت مريم المباركة وكأنها "واقفة في الفضاء"، وترتدي ثوباً باللون السماوي وتشع وهجاً، حاملةً بيدها كرة أرضية ذهبية يعلوها صليب. وقامت بإعطائها الى الله، وهي تنظر بعينيها باسترحام اتجاه الجنّة، وكأنّها تتوسّل الرحمة. كما كانت لابسةً بأصابعها خواتم ذات أحجار كريمة متلألئة، تبعث أشعةً من الضياء في كل اتجاه. وبعد ذلك، اختفت الكرة الصغيرة مع الصليب وبلغت مريم نصف الكرة، التي تقع تحت قدميها. حينها وصلت الأشعة المتلألئة الى كافة أنحاء الأرض، لكن مع تركيزٍ قويّ على بقعة واحدة من الأرض. وقد جعلت مريم كاثرين تفهم أنّ هذه الكرة تمثّل العالم بأسره والبقعة التي تركّزت عليها الأشعة هي فرنسا. وترمز هذه الأشعة الى النعمة الإلهية التي ستمنح لمن يطلبها. ثم أحاط إطار بيضاويّ حول المشهد بكلمات ذات حروف ذهبية برزت على الإطار.
يا مريم التي حُبلتي بلا دنس، صلي لأجلنا نحن الملتجئين إليك.
كما وأعطتها مريم العذراء تعليمات مفادها: "ليكن لديك ميدالية مصاغة بهذا الشكل (أي بنفس شكل المشهد الذي تراه أمامها)، وكل من يحمل هذه الميدالية سيحصل على نعم إلهية كثيرة، خاصةً إن وضعها حول عنقه وصلّى بثقة، فسيحصل على حماية خاصة من أم الله ونعم إلهية كثيرة". ثم قُلب المشهد فاستطاعت كاثرين لابوري رؤية ما ستكون عليه الميدالية من الخلف فرأت الحرف "م" بالانجليزية في منتصفها، يعلوه الصليب بقاعدته المكونة من دعامة أفقية والتي تتخلل الحرف "م" وتحت ذلك يظهر قلبا يسوع ومريم، أحدهما متوّج بإكليل من شوك والآخر مطعون بسيف الألم. وتمّت إحاطتهم جميعاً بتاج مكوّن من 12 نجمة تستدعي رؤية القديس جون في الفصل الثاني عشر من سفر الرؤية أو كتاب التجلي وسمعت كاثرين ما يلي: "إن حرف ال"م" والصليب والقلبين يفسّرون بما فيه الكفاية".

ظهورات السيدة العذراء مريم حول العالم حدثت خمسة ظهورات في السنة التي تلت ذلك الظهور، وفي كل مرة تعطى ذات التعليمات: "ليكن لديك ميدالية مصاغة بهذا الشكل، وكل من يرتديها يحصل على نعم إلهية عظيمة، خاصةً إن لُبست حول العنق". لقد تحمّلت الأخت كاثرين إذلالات كثيرة، لكنها صبرت. ومضى سنتين قبل أن يملك كاهن الاعتراف، الأب ألادل هذه الميدالية. إن الاسم الأصلي للميدالية كان "حبل القديسة مريم بلا دنس"، وبعد سبع سنين فقط غُيّر الاسم الى "ميدالية المعجزة". وذلك بسبب الصلوات العديدة المستجابة، الهدايات والشفاءات التي حدثت، حيث بيعت حوالي 10 ملايين ميدالية خلال أول خمس سنوات. والصلاة القصيرة التي تتلى معها هي: "يا مريم التي حبلت بلا دنس، صلي لأجلنا نحن الملتجئين إليك". وقد تُليت هذه الصلاة لمرات عديدة لا تعد ولا تحصى من قبل المؤمنين لذا اعتاد المسيحيون على "حبل القديسة مريم بلا دنس". وكان البابا بيوس التاسع هو من جعل هذه الميدالية مبدأً للإيمان. واستقبل ذلك بفرح غامر من الكنيسة بأكملها. وبعد 4 سنوات، أتت القديسة مريم لتؤكد هذا، عندما قالت لبرناديت في لورد:

أنا الحبل بلا دنس
توفيت كاثرين لابوري في 31 ديسمبر من عام 1876. وعندما نبش قبرها بعد 56 عاماً من وفاتها كان جسدها ما يزال سليماً وزرقة عينيها نفسها حينما توفيت. وقد طوّبت في 28 من مايو من عام 1933 من قبل البابا بيوس التاسع. وحضر هذه المناسبة 50000 شخص، كان من بينهم 8000 طفل مريم مكتسين بالأبيض ويضعون ميدالية المعجزة. وفي 27 يوليو من عام 1947 قدّست كاثرين لابوري على يد البابا بيوس الثاني عشر. وفي هذه المناسبة أيضاً حضر العديد من المؤمنين من بينهم أكثر من 10000 طفل مريم، يرتدون أثواباً بيضاء.
جسد كاثرين لابوري

ظهورات السيدة العذراء مريم حول العالم

شفاءات عديدة ترجع الى ميدالية المعجزة، وتتضمن الناس الذين فقدوا الأمل تماماً. فأكثر من 750000 خدمة في مدينة فيلادلفيا الأمريكية وحدها بين عامي 1930 و 1950 قد وُهبت وسجّلت. وما زالت كاثرين لابوري ترقد الى اليمين من مذبح الكنيسة الصغيرة على شارع دو باك 140، في باريس وما زالت أيضاً وكأنها توفيت البارحة فقط.
  رد مع اقتباس
قديم 25 - 07 - 2012, 06:44 PM   رقم المشاركة : ( 3 )
magdy-f Male
..::| الاشراف العام |::..

الصورة الرمزية magdy-f

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 348
تـاريخ التسجيـل : Jun 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : egypt
المشاركـــــــات : 18,593

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

magdy-f غير متواجد حالياً

افتراضي رد: ظهورات السيدة العذراء مريم حول العالم

سيدة المعجزة
ظهورات السيدة العذراء مريم حول العالم
الياهوديّ ألفونس راتيسبون وميدالية المعجزة
(1842)
كاتدرائيّة سان أندريا ديل فراتي، روما

لمَ ظهرت السيدة العذراء على رجل يكره الدين المسيحيّ؟وُلد ماري ألفونس راتيسبون في ستراسبيرغ في فرنسا في الأول من مايو عام 1814. كان ابناً ووريثاً لعائلة يهوديّة غنيّة وأرستقراطية تعمل في مجال البنوك. وحينما كان ما يزال طفلاً اعتنق أخاه الأكبر ثيودور الكاثوليكية وأصبح كاهناً. استقبلت عائلة راتيسبون ذلك بعدائيّة مريعة وعزم ألفونس ألا تكون هناك صلةٌ بينه وبين أخاه الأكبر كما نشأ في داخله بُغضٌ كبير للكاثوليكية وكل ما هو كاثوليكيّ. وعندما بلغ ألفونس الثامنة والعشرين من العمر في عام 1842، قام بخطبة ابنة عمّه فلور راتيسبون، و قرّر الزواج منها في أغسطس القادم. وفي الفترة التي سبقت الزواج، قام بجولة في أوروبا والشرق للاستمتاع واستعادة النشاط أيضاً. فكانت تلك الرحلة ترويحاً عن النفس قبل أن يستقر مع فلور ويدخل شريكاً في البنك مع عمّه. كما قرّر السفر الى نابلس لقضاء فصل الشتاء في مالطا لاستعادة عافيته.
ظهورات السيدة العذراء مريم حول العالم
أضاع ألفونس طريقه في نابلس، فبدلاً من أن يتوجّه الى مكتب الحجوزات (للسفر الى باليرمو كما كان محدّداً)، وصل الى مركز الحافلات المتوجّهة نحو روما. وبالرغم من معرفته بذلك، إلا أنّه بقي هناك وحجز رحلة بالباخرة الى روما. غادر ألفونس نابلس في الخامس من الشهر ووصل الى روما في السادس من الشهر، وهو يوم عيد الملوك الثلاثة. فتجوّل في روما لرؤية ما تحويه من متاحف وآثار رائعة. وفي الثامن من يناير ناداه أحد الأشخاص باسمه وهو يسير في الشارع. وكان ذلك الشخص زميلاً قديماً له من ستراسبيرغ، واسمه غوستافو دو بوسييري وهو بروستانتيّ. فأخذا يتذكّران الأيام الخوالي لصداقتهما. وبعد ذلك، حينما ذهب ألفونس للقاء غوستافو تلاقى صدفةً بأخيه الثاني الأكبر البارون ثيودور دو بوسييري، وهو معتنق للكاثوليكية وصديق حميم لأخ ألفونس الكاهن. شعر ألفونس ببغض نحو التحول الكاثوليكي المتحمّس من قبلهم، لكنه كان على علم بأن البارون خبير بإسطنبول التي ينوي زيارتها عن قريب فقبل أن يزوره لأخذ النصيحة منه في ذلك الموضوع. كان دو بوسييري يرى أن مهمّته في هذه الحياة أن يحوّل كل غير مؤمن يسلك طريقه في الحياة الى الكاثوليكيّة. فأصبح هو وراتيسبون أصدقاء إلا أن سخرية وتجديف راتيسبون كان يغضبه كثيراً.
وأخيراً، اقترح البارون على ألفونس اقتراحاً غريباً. "بما أنك تمقت الخرافات بشدّة، وتعتنق أفكاراً متحرّرة، هل تقبل الخضوع لامتحان بسيط؟" "ما هو هذا الاختبار؟" "أن ترتدي شيئاً سأعطيك إيّاه. وهو ميدالية مريم العذراء المقدّسة. بلا شكّ سيكون ذلك عملاً سخيفاً في نظرك. لكنّه هامٌ للغاية بالنسبة إلي". ثم أراه ميدالية المعجزة الملحقة بحبل. فشُدِه ألفونس وكان من الصعب عليه تصديق مدى وقاحة البارون. لكن باعتباره رجلاً في هذا العالم أراد أن لا يولي هذه الأمور التافهة اهتماماً كبيراً أمام الآخرين فقبل عمل ذلك مستشهداً بجملة من حكايات هوفمان: "إن لم تنفعني، على الأقل لن تضرّني". ثم وضعت ابنة البارون الصغيرة ميدالية المعجزة حول عنق ألفونس فانفجر ضاحكاً: "ها أنا هنا، روميّ، كاثوليكيّ بابويّ!" لكن ذلك لم يكن كافياً لدو بوسييري فقال له: "والآن، يجب عليك إكمال الامتحان. يتوجّب عليك في كل صباح ومساء تلاوة صلاة قصيرة وفعّالة قامت برناديت بتأليفها للسيدة العذراء". وقال راتيسبون: "فليكن! أعدك أن أتلو هذه الصلاة. فإن لم تنفعني، لن تضرّني".
ظهورات السيدة العذراء مريم حول العالم
في الحقيقة، بدأت هداية البارون الصارمة تؤثّر على أعصاب ألفونس. وبدلاً من جذبه نحو الكاثوليكيّة أدّت الى نفوره أكثر. ومع ذلك ثابر البارون بكلّ شجاعة وواصل ما بدأ بعمله، كما أنه لم يعتمد على المناقشة فقط بل قام بالصلاة له بحرارة مع أصدقاءه أيضا،ً بالإضافة الى الأعضاء الزملاء في جماعة المغتربين الفرنسيّين الأرستقراطيين في روما. ويجدر ذكر أن الكونت لافيرونايز من بين هؤلاء الأصدقاء، وهو دبلوماسي سابق كان طالحاً لكنه أصبح الآن كاثوليكياً صالحاً وتقيّاً. وبالتماس من البارون دخل الكونت الكنيسة وصلى بحرارة لألفونس أكثر من 20 صلاة لكي يهتدي. وفي المساء ذاته أصيب الكونت بنوبة قلبية مميتة بعد أن تناول القربان المقدّس الأخير، وتوفي بخشوع محاطاً بعائلته المحبّة.
وفي منتصف نهار اليوم العشرين من شهر يناير عام 1842، وعندما كان يحضّر البارون لمراسم دفن صديقه الكونت لافيرونايز في كاتدرائية سان أندريا ديل فراتي في روما، طلب من راتيسبون أن ينتظره داخل الكنيسة. وحينما عاد البارون الى الكنيسة شاهد راتيسبون وهو راكع على ركبتيه يصلي. وقد دفعه هذا المشهد الى البكاء. ووفقاً لما قاله راتيسبون: "كنت أقف في الكنيسة بصعوبة حينها اعتراني ارتباك شديد. وحينما نظرت عالياً، بدا لي أن الكنيسة بأكملها قد عمّها الظلام، ما عدا المصلّى حيث تركّز كلّ الضوء عليه. وكنت أنظر باتجاه ذلك المكان حينما شعّ نورٌ قويٌّ منه، وفوق المذبح كان هناك شخص حيّ، طويل، مهيب، جميل ومليء بالرحمة. كان ذلك العذراء مريم المقدّسة، التي شابهة بصورتها الصورة على ميدالية المعجزة. وحينما رأيت هذا المشهد ركعت في المكان الذي كنت واقفاً فيه غير قادرٍ على النظر الى الأعلى بسبب الضوء القويّ. وقد ثبّتّ نظري على يديها ومن خلالهما استطعت قراءة تعابير الرحمة والمغفرة. وبوجود العذراء المقدّسة وبالرغم من عدم تفوّهها بأية كلمة لي، فهمت الوضع الكريه الذي كنت فيه، والأخطاء التي ارتكبتها وجمال الإيمان الكاثوليكيّ.
ظهورات السيدة العذراء مريم حول العالم
قام البارون بمدّ يد المساعدة لألفونس وأخذه الى فندق سيرني الذي يقيم فيه. وأرخى له ربطة عنقه ليستطيع التنفس. إلا أن ألفونس استمرّ بالبكاء والتنهّد معانقاً ميداليّة المعجزة ومتمتماً بكلمات يشكر فيها الرب. وفي النهاية استدار نحو البارون، معانقاً له، وبوجه يعكس التمجيد والخشوع قال ألفونس: "خذني الى كاهن الاعتراف! متى أستطيع أن أعتمد فبدون ذلك لا أستطيع إكمال حياتي؟" ثم استوضح منه البارون: "ماذا حصل لك؟ وما الذي رأيته؟". فأجابه ألفونس: "استطيع الكشف عن ذلك أمام الكاهن وأنا راكعٌ فقط". لذا.. قام البارون بأخذه الى غيسو، كنيسة الأم جيزو، لرؤية الأب فيليفورت. وهناك، حاول ألفونس شرح ما حصل له، إلا أنه استمر بالبكاء والتنهّد بكثرة فلم يستطع أحد فهمه. وبعد ذلك هدأ مزيلاً ميدالية المعجزة عن عنقه، وحاملاً إياها بيده ثم أجهش بالبكاء قائلاً: "لقد رأيتها! لقد رأيتها".

اعترف ألفونس راتيسبون بما حصل له واعتقد بأن عائلته قد اعتبرته مخبولاً وسخرت منه. لذا فضّل أن يهجر العالم بأكمله بثرثراته وأحكامه. ودخل الى دير جيزو للاعتزال بإرشادٍ من الأب فيليفورت. واعتُمد في الواحد والثلاثين من يناير عام 1842 على يدي الكاردينال الأرفع مقاماً باتريزي وقام الأخير بتثبيت اعتماده ومناولته للقربان المقدّس لأول مرّة. وفي الشهر اللاحق، أجرى الفاتيكان عملية قانونيّة للتحري عن ملابسات اهتداء ألفونس. وبعد تحرٍّ طويل وشهادات عدّة تم استنتاج أنّ اهتداءه المفاجئ كان بأكمله أعجوبة؛ وهو عمل من عند الله حدث بفعل شفاعة العذراء القويّة. وفي مايو من عام 1842، أي بأشهر قليلة بعد الظهور، وُضعت لوحة لمريم العذراء قديسة المعجزة في المكان عينه وبالشكل نفسه الذي ظهرت عليه تبجيلاً لها. ورَسمت اللوحة الفنانة ناتالي كارتا التي اتّبعت في رسمها ما وصفه لها راتيسبون. وفي السنة ذاتها، وبعد استجواب رسمي عن الظهور الذي حدث له في العشرين من يناير أعلن الكاردينال باتريزي رئيس عام كهنة البابا غريغوري السادس عشر، في الثالث من يونيو من عام 1842، أن ما حدث لألفونس ما هو إلا معجزة إلهية حدثت بشفاعة من مريم العذراء المقدسة وسمح بنشر وقائعها الكاملة.
ظهورات السيدة العذراء مريم حول العالم وبعد الاهتداء قام ألفونس بمساعدة أخوه ثيودور في تأسيس جمعية راهبات سيدتنا العذراء في سيون في عام 1843ورُسم كاهناً في 1847 ودخل جمعية يسوع. ونظراً لتوقه الى تكريس نفسه كلياً لهداية اليهود، قام بترك الجمعية بموافقة من الأب بيوس الحادي عشر ناقلاً أخوات سيون الى إسرائيل في 1855، وبنى لهم في 1856 دير إيك هومو الكبير مع مدرسة وميتم للفتيات. وفي عام 1860 بنى دير سان جون على تلة عين كرم، الى جانب كنيسة وميتم آخر للفتيات. وقد عمل ألفونس مع رفقاء قلائل لهداية اليهود والمسلمين الى حين وفاته في السادس من مايو من عام 1884. وقد حاول راتيسبون الاتصال بكاثرين لابوري إلا أن محاولاته باءت بالفشل نظراً لكونها منعزلة عن العالم الخارجي. وقامت مريم بمعجزات عدّة في المزار حيث توّج الأب ليو الثالث عشر في السابع عشر من يناير من عام 1892 الأيقونة المبجّلة بإكليل. وفي الخامس والعشرين من أبريل عام 1942، رفع البابا بيوس الثاني عشر اسم الكنيسة الى درجة الكاتدرائيّة. وفي الثاني عشر من مارس عام 1960، رفع البابا جون الثالث والعشرين كاتدرائية سان أندريا ديل فراتي الى لقب كنيسة الكاردينال. وقد زار البابا جون بول الثاني الكنيسة في الثامن والعشرين من فبراير عام 1982.
"ووفق على ظهور السيدة العذراء الذي حدث لألفونس راتيسبون في روما بكامله من قبل المحكمة البابويّة في الثالث من يونيو عام 1842"
ألفونس راتيسبون
ظهورات السيدة العذراء مريم حول العالم
Alphonse Ratisbonne



  رد مع اقتباس
قديم 25 - 07 - 2012, 06:45 PM   رقم المشاركة : ( 4 )
magdy-f Male
..::| الاشراف العام |::..

الصورة الرمزية magdy-f

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 348
تـاريخ التسجيـل : Jun 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : egypt
المشاركـــــــات : 18,593

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

magdy-f غير متواجد حالياً

افتراضي رد: ظهورات السيدة العذراء مريم حول العالم

لا ساليت 1846
ظهورات السيدة العذراء مريم حول العالم
دعونا نمسح دموعها

ظهورات السيدة العذراء مريم حول العالم

ظهرت السيدة العذراء مريم مرّة أخرى في يوم عيد سيدة الأحزان الموافق التاسع عشر من سبتمبر من عام 1846 في قرية صغيرة تدعى لا ساليت ؛ تقع بالقرب من قرية كوربس، التي ترتفع 1800 متر عن مستوى سطح البحر وتبعد نحو 35 كيلومتراً عن غرينوبل في فرنسا. وتمّ هذا الظهور على طفلةٍ وطفل تعرّفا على بعضهما البعض من يومين فقط وكانا يرعيان الماشية واسمهما: ميلاني كالفات البالغة من العمر 15 سنة وماكسيمين جيرود البالغ من العمر 11 سنة . ووصفت ميلاني ما حدث لها قائلةً: "وأنا على التلّة رأيت الأبقار مستلقية وتمضغ العشب بهدوء. توجّهت نحو الأسفل بينما حاول ماكسيمين الصعود. وفجأةً شاهدت ضوءاً رائعاً أزهى من ضوء الشمس وشعرت بمحبّة تعمّ المكان وتبجيل هائل. ومن خلال الضوء شاهدت امرأة جميلةً تسند وجهها بكلتي يديها. ووقفت السيدة قائلةً: اقتربا منّي يا طفلاي، لا تخافا، جئت لأطلعكما على أخبار هامة."

ظهورات السيدة العذراء مريم حول العالم
ظهورات السيدة العذراء مريم حول العالم
دُهش الطفلان من رؤية تلك السيدة والحزن بادٍ على وجهها والدموع تنهمر من عينيها. لقد بدأت بالتحدث معهم بالفرنسية لكن ما لبثت أن حدّثتهم بلهجتهم المحليّة. تكلّمت عن أن الناس لا يجب أن يخصّصوا يوم الأحد فقط للراحة وعدم إطاعة نواميس الله. وقد كانت كلماتها مؤثّرة وهامّة: "إن لم يطع الناس الله، سأكون مجبرةً على ترك ابني يفعل ما يشاء". وتشير هذه الكلمات الى أيام العالم الأخيرة. وقد أظهرت تعابير السيدة المقدّسة الحزينة ودموعها وكلماتها مدى اهتمامها وتعاطفها مع الناس جميعاً. ".. لن تستطيعوا إيفائي حقّي على ما فعلته من أجلكم"، وطلبت منّا أن نصلّي كثيراً لخلاص العالم وأن نعترف بأخطائنا ونبتعد عن السبل الشيطانيّة التي نسلكها وأن نكفّر عن خطايانا ونصلّي. وقد أشارت في حديثها عند ظهورها في لا ساليت عن النعم العظيمة والرحمة التي تجلبها صلاة الورديّة المقدّسة ورجتنا قائلة: "استرضوا الله". وخلال تلك الفترة التي ظهرت فيها العذراء على الطفلين أطلعت كلُّ واحدٍ منهم على حدة على سرّ. حيث استقبل ماكسيمين السر أولاً ثم أطلعت السيدة العذراء ميلاني على السر الآخر. وعندما كانت تتحدّث السيدة المقدسة الى ماكسيمين، رأتها ميلاني وهي تحرّك شفتيها لكنّها لم تفهم ما كانت تقوله.

قالت ميلاني أن السرّين قد تمّ تدوينهما على ورقة سُلّمت باليد الى البابا بيّوس الحادي عشر في عام 1851. ولم يفصح ماكسيمين عن السر الذي قيل له، وقد توفّي قبل أن يقوله. وأعطى الكاردينال أنتونيلي نسخة من السر الى كونتس كليرمونت-تونيري. أ. بيلادين والتي نشرها بدوره في "سجلات الظواهر غير الطبيعيّة" (أنالي دو سورناتوريل) في 1888.
ظهورات السيدة العذراء مريم حول العالم
وهنا يمكنك الإطّلاع على بعض هذه الأسرار:
- سيفقد ثلاثة أرباع سكان فرنسا إيمانهم.
- ستتوب وتعلن الطائفة البروتستانتيّة في الشمال إيمانها وبسبب ذلك ستعود طوائف أخرى الى الإيمان أيضاً.
- ستنمو الكنيسة وتزدهر مرة أخرى.
- سيزعج هذا السلام بعد ذلك "قوّة مهدّدة هائلة"! ستأتي في نهاية القرن التاسع عشر أو في آخر القرن العشرين.

وماذا عن الأسرار المعطاة لميلاني في لا ساليت؟ لقد قالت لها السيدة العذراء: "ميلاني، ما سأقوله لك الآن لا يجب أن يبقى سراً. يمكنك البوح به في 1858" (إنها السنة التي ظهرت فيها السيدة العذراء في لورد). وقد سبّبت هذه الأسرار التي قيلت لميلاني العديد من عدم الراحة أو القبول. وتضمّنت الأسرار أيضاً محاولة قتل البابا، والتي لن تؤثّر على حياته.
استقبلَ الناس ما حصل بكلّ محبّة، سواء اللغة التي استخدمتها الأم المقدّسة، أو الحقائق المؤلمة التي أخبرت عنها، والاستقامة التي ستحصل. وقد حذّرت في رسالتها من أن الكثيرين سيفقدون الإيمان وينصبّ اهتمامهم على المادة، والتعاليم الزائفة (حيث أعلن ماركس كارل عن نظريّته الفكريّة في 1848)، والكثير من الخطايا. وقد أضافت: "إن كلّ من يضطّهد كنيسة يسوع المسيح ومن يستسلم الى الخطيّة، سيموت وستصبح الأرض كالصحراء قاحلة. ثم سيعم السلام بعد ذلك، بفعل استرضاء الإنسان لله" (وسيحيى بذلك الناس).

وقعت ظهورات السيدة العذراء هذه قبل 153 سنة، وكلماتها تلك وثيقة الصلة بما يحصل الآن. كما أن الأسرار المعطاة مهمةٌ للتطوّر الكلّي للكنيسة والعالم حتى نهايته. وقد طلبت من الطفلين الصلاة في الصباح والمساء، وإن لم يكن هناك وقت كافٍ لذلك، عليهما على الأقل صلاة أبانا والسلام. وأخيراً قالت السيدة العذراء: "ستقولون ذلك الى شعبي". وأعادت هذه الجملة مرةً أخرى.
ظهورات السيدة العذراء مريم حول العالم
حينما تحدّثت السيدة المقدّسة عن "شعبي" عنت بذلك الناس في كلّ أنحاء العالم، الذين يؤمنون بيسوع المسيح، ابنها. فهي ملكة العالم/ملكة جميع الطوائف والشعوب. وقد أطلعنا ماكسيمين على مدى جمال السيدة العذراء وعظمتها والضوء الساطع الذي ينبعث منها بروعة. عند ظهورها كانت مرتديةً ثوباً أبيض ومئزراً أصفر زاهٍ وازدان حذاؤها بالورود والألوان المتعدّدة. وبدت الزهور على تاجها واضحةً جداً. وحول عنقها وضعت سلسلة تدلّى منها صليب كبير يحمل مطرقة وزرديّة على جانبيه.

ووصف ماكسيمين كيفيّة اختفاء السيدة العذراء قائلاً: "ارتفعت نحو متر ونصف ثم تلاشت واختفت بلمح البصر". وقالت ميلاني: "بلا شك إنها قدّيسة عظيمة، لو كنّا نعلم ذلك لكنّا طلبنا منها أن تأخذنا معها". وقد عانى الطفلين من التهديدات والإغاظة والرشاوي ووسائل خداع رخيصة. لكن بالرغم من ذلك كلّه إلا أن شهادتهما وقصّتهما بقيت كما هي تماماً. وأخيراً، بعد الاستجوابات الطويلة والصارمة عن الحقائق، أقرّ المطارنة أن أمّنا العذراء المقدّسة قد ظهرت بالفعل على الأطفال في لا ساليت وتمّ ذلك في 1851 .

توفّي ماكسيمين في الأول من مارس عام 1875 عن عمر يناهز الأربعين. أما ميلاني فعاشت في أديرة مختلفة في فرنسا، بريطانيا وأيطاليا. وتوفيت في الخامس عشر من ديسمبر من عام 1904 ودفنت في ألتامورا في إيطاليا.

المعنى الحقيقيّ للرسائل في لا ساليت:
حدّثتنا القديسة مريم عن الأسباب التي جعلت الله يغضب، وهي أخطاؤنا، وعدم طاعتنا له، وعدم نقاوتنا، واهتمامنا بالمادّة والغرور أيضاً. (إن القديسة ماريا غوريتي مثالٌ عن النقاوة والطهارة)، وتلتمس العذراء منا أن نغيّر طرقنا ونترك الخطية ونتوجّه الى الرب.
"ووفق على هذا الظهور الذي حدث في لا ساليت بكامله من قبل المحكمة البابويّة في السادس عشر من نوفمبر من عام 1851"

ظهورات السيدة العذراء مريم حول العالم
لا ساليت
  رد مع اقتباس
قديم 25 - 07 - 2012, 06:45 PM   رقم المشاركة : ( 5 )
magdy-f Male
..::| الاشراف العام |::..

الصورة الرمزية magdy-f

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 348
تـاريخ التسجيـل : Jun 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : egypt
المشاركـــــــات : 18,593

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

magdy-f غير متواجد حالياً

افتراضي رد: ظهورات السيدة العذراء مريم حول العالم

لورد 1858
ظهورات السيدة العذراء مريم حول العالم
برناديت سوبيروس 1844-1879
قدّيسة نيفيرس النائمة
يوم الذكرى: 16 أبريل؛ 18 وفبراير في فرنسا
ارتبطت برناديت سوبيروس ارتباطاً وثيقاً مع خطّة الله وأعماله في لورد. لذا أرغب منكم التعرّف عليها عن كثب من خلال الأسطر التالية. إنها قدّيسة لكن بالأصل هي إنسانة عاديّة مثلي ومثلك، وما جعلها جذّابةً حقاً هي انسانيّتها واتّباعها التّام لرسالة الإنجيل. فقد بلغت من العمر الرابعة عشرة وهي لا تعرف الكتابة أو القراءة. ثم التحقت بنُزل لورد التي تديرها "أخوات المحبة في نيفيرس" في يناير 1858 لتعلّم القراءة والكتابة وذلك لتهيئة نفسها للمناولة الأولى.


عائلة سوبيروس في لورد
ظهورات السيدة العذراء مريم حول العالم
ظهورات السيدة العذراء مريم حول العالم رُزق فرانسوا سوبيروس ولويس سوبيروس كاستيروت بطفلتهما الأولى برناديت يوم الأحد الموافق السابع من يناير عام 1844 في لورد. وسُجّلت باسم برناديت – ماري سوبيروس. وخلال السنوات اللاحقة لمولدها رزق والداها بست أطفال أيضاً، مات ثلاثةً منهم. ولم تتمتّع برناديت بصحّة جيّدة وعانت من الربو وكانت قريبةً جداً من والديها وأخواتها واخوتها. وعاشت في مطحنة لكن بسبب الظروف الصعبة التي واجهت العائلة في هذه المطحنة والتي أدّت الى انخفاض كميّة وجودة الطحين وبالتالي عدد الزبائن، أُجبرت عائلة سوبيروس على ترك المطحنة والانتقال للعيش في منزل أكثر تواضعاً. وقام فرانسوا كلّ يوم بالبحث عن عمل وكانت أجرته ضئيلة جداً ما أدى الى عدم اعتنائه الصحيح بعائلته. وبسبب ذلك اضطرّت لويس سوبيروس الى مساعدة زوجها فذهبت الى العمل في حين قامت الابنة الكبرى برناديت بالاعتناء بالأطفال. حاول الناس اعطاء برناديت دروساً في الانجيل لكن كان من الصعب حدوث ذلك نظراً لعدم توفّر الوقت الكافي لها. تمتّعت هذه الفتاة بالإيمان العميق وصلاتها الدائمة للورديّة التي كانت بحوزتها باستمرار كما لم تكن تعرف أية صلاة أخرى غيرها.





تواريخ الظهورات التي حدثت في لورد لبرناديت سوبيروس


ظهورات السيدة العذراء مريم حول العالم الظهور الأول في لورد – يوم الخميس الموافق الحادي عشر من فبراير عام 1858
خرجت برناديت سوبيروس البالغة من العمر 14 سنة، وأختها تيونيت 12 سنة، وصديقتهم الصغيرة جانّيه أبادي 13 سنة لجمع الأخشاب. فمشوا الى مازابييل ورأوا هناك كهفاً أمامه جدول مياه. وبينما كانت تهمّ برناديت سوبيروس بخلع حذائها وجواربها لتعبر الجدول، سمعت صوت عصفة ريح. وتكرّر هذا الصوت مرة أخرى، عندها نظرت الى الكهف فرأت سيدة جميلة مكتسية بفستان أبيض وحزام أزرق وزهرتين على قدميها. وأشارت السيدة الى برناديت بإصبعها للاقتراب منها. تجمّدت برناديت في مكانها وحاولت بشكل تلقائي سحب المسبحة والركوع ورسم إشارة الصليب على وجهها. إلا أنّها لم تستطع القيام بذلك حتّى قامت السيدة التي تحمل مسبحة ذات صليب كبير ومُشع بعمل إشارة صليب. وفي أثناء صلاتها للوردية رأت برناديت السيدة وهي تُفلت خرزات المسبحة الواحدة تلو الأخرى لكن دون أن تحرّك شفتيها. دامت هذه الرؤية نحو 15 دقيقة. ولم تلحظ الفتيات الأخريات أي شيء من هذه الرؤية لكن برناديت أخبرتهم بما حدث كما أطلعت والدتها على ذلك.

الظهور الثاني في لورد – يوم الأحد الموافق الرابع عشر من فبراير عام 1858
يوافق هذا اليوم عيد المَرفَع، وقد انتاب برناديت شعورٌ يحتّم عليها الذهاب الى الكهف بالرغم من معارضة والدتها لهذا الأمر. وبعد محاولات عديدة لإقناع أمّها، نجحت برناديت وهمّت بالذهاب إليه مع صديقتيها وأخذت معها زجاجة مليئة بالماء المقدّس لرشّه على العذراء إذا رأتها مرة أخرى هناك. وعند وصولهنّ الى الموقع ركعن وصلّين المسبحة. رأت برناديت السيدة العذراء وبيدها الورديّة فقامت برشّ الماء المقدّس باتّجاهها وقالت لها: "إن جئت من عند الله، فابقي. وإن لم تكوني من عنده فاذهبي بعيداً". وحينما كانت ترش برناديت الماء المقدس أكثر كانت السيدة العذراء تبتسم أكثر فأكثر. وحينما فرغت الزجاجة من الماء واصلت برناديت صلاة المسبحة واختفت السيدة العذراء.

ظهورات السيدة العذراء مريم حول العالم الظهور الثالث في لورد- يوم الثلاثاء الموافق الثامن عشر من فبراير عام 1858
في الصباح الباكر ركعت برناديت في الكهف. وذهب معها بعضٌ من البالغين من القرية وأعطوها قلماً وورقة. دخلت برناديت الى الكهف وطلبت من السيدة التالي: "اكتبي لي اسمك على هذه الورقة لو سمحتي". وكان ذلك ما طلبه منها الناس.
وقد سمعت برناديت الإجابة: "ذلك ليس ضروريّاً". ثم قالت لها السيدة: "هل ستكونين صالحة بما فيه الكفاية لتأتي الى الكهف على مدى خمسة عشر يوماً؟". فأجابت برناديت: "نعم، أعدك". ووعدتها العذراء بالتالي:
أعد أن أجعلك سعيدة، ليس في هذا العالم بل في العالم الآخر
ثم قالت لها السيدة: "أرغب برؤية الكثير من الناس هنا". وكانت هذه المرة الأولى التي تسمع بها برناديت وبوضوح صوت العذراء المقدّسة العذب. وقد دام هذا الظهور أقل من نصف ساعة.
الظهور الرابع في لورد – يوم الجمعة الموافق التاسع عشر من فبراير عام 1858
لم تعد برناديت سوبيروس خائفةً من الذهاب الى كهف مازابييل وشعرت بانجذاب روحيّ يحثّها على التوجّه إليه. كما ذهب معها ست أو سبع نساء من بينهنّ خالة برناديت. وبعد تلاوتهنّ للسلام المريميّ لثلاثة مرّات ظهرت العذراء ودام ذلك لنصف ساعة. وفي ذلك اليوم أخذت برناديت معها شمعة مباركة وهو شيء اعتادت القيام به كل يوم على مدى الأربعة عشر يوماً التي ظهرت فيهم العذراء والذي وافق الأخير فيه الثالث من مارس من عام 1858.
ظهورات السيدة العذراء مريم حول العالم الظهور الخامس في لورد – يوم السبت الموافق العشرين من فبراير عام 1858
اجتمع مع برناديت في هذا اليوم ما يقارب الثلاثين شخصاً. تكرّرت الرؤية وعند انتهائها قالت برناديت بنفسها المطمئنّة القليل عن الرؤية. قالت وبوضوح أنها ولمرّة أخرى شاهدت "أكيرو"، "السيدة الجميلة"، التي ابتسمت لها وهي داخل الكهف.
الظهور السادس في لورد- يوم الأحد الموافق الواحد والعشرين من فبراير عام 1858
حضر في هذا اليوم ما يقارب المئة شخص الى الكهف مع برناديت وقد أدركوا تماماً مدى التأني في حركات برناديت. ظهرت العذراء لتنظر الى الجمع بعينيها المتلألئتين وقالت: "صلّوا الى الخطئة". وكان على برناديت تحمّل المقابلة الطويلة التي حدثت بعد ظهر ذلك اليوم مع مفوّض الشرطة جاكومي. وبقيت مع ذلك هادئة وجعلها أباها تعده بأن لا تذهب الى ذلك الكهف مرة أخرى.
ظهورات السيدة العذراء مريم حول العالم الظهور السابع في لورد – يوم الثلاثاء الموافق الثالث والعشرين من فبراير عام 1858
أثناء اعتراف برناديت للأب بوميان قال لها الأخير أن لا حقّ لأي أحد أن يمنعها من الذهاب الى الكهف. وفي ذلك اليوم كان هناك ما يقارب المئة شخص على الأقل من بينهم الدكتور دوزوس والكثير من الشخصيّات المهمّة في المدينة الصغيرة. وقد علّمت السيدة المقدّسة برناديت صلاة قصيرة ومميّزة والتي احتفظت بها لنفسها وقامت بصلاتها كل يوم الى أخر حياتها. كما وأملت عليها العذراء بعض التعليمات مفادها: "اذهبي الى القسّيسين وقولي لهم أنني أريد أن تُبنى كنيسة هنا".
الظهور الثامن في لورد – يوم الأربعاء الموافق الرابع والعشرين من فبراير عام 1858
حضر الى الكهف نحو مئتين أو ثلاثمئة شخص ورأوا وجه برناديت والحزن بادٍ عليه وقد زحفت بركبتيها على الأرض وتوقّفت عدّة مرات لتتمتم؛ الكفّارة...الكفّارة... الكفّارة.... وقد قالت بعد ذلك، أنّ السيدة طلبت منها القيام بذلك كتكفير عن الخطأة.
يا قديسة مريم.. صلّي لأجلنا نحن الخطأة
ظهورات السيدة العذراء مريم حول العالم الظهور التاسع في لورد – يوم الخميس الموافق الخامس والعشرين من فبراير عام 1858
امتلأ الكهف ولمرّة أخرى بالناس. وقد بدى مظهر برناديت في هذا الظهور غريباً نظراً لما قالته لها العذراء: "ابنتي، أريد أن أخبرك بسرّ أخير يخصّك، لا يجب أن تبوحي به لأحد. والآن اذهبي اشربي واغتسلي من النبع وكلي العشب النابت بجانبه. وأشارت العذراء مريم الى الكهف. ورأت برناديت ماءً قذرة موحلة لم تستطع الشرب منها. حاولت لثلاثة مرات أن تحفر بعمق أكثر فأكثر. وفي المحاولة الرابعة استطاعت أن تشرب من الماء وغسلت نفسها ثم أكلت من العشب. قال بعض الحاضرين أنها مجنونة لكن بعد أن حفرت برناديت في ذلك المكان انبثقت مياه غزيرة. وأصبح يسع ذلك النبع لمئة ألف لتر من الماء يومياً. وأطلق عليه الكثير من الناس "ماء المعجزة". وفي ذلك اليوم خضعت برناديت للاستجواب من قبل القائد الملكي ام. دوتور. لكن لم يحصد المحقّقون أي معلومات من هذا الاستجواب.

الظهور العاشر في لورد – يوم السبت الموافق السابع والعشرين من فبراير عام 1858
حضرالظهور العاشر ما يقارب 800 شخص. وقامت برناديت لمرة أخرى بشرب مياه النبع المتدفّقة وأكلت من العشب القريب منه.
الظهور الحادي عشر في لورد – يوم الأحد الموافق الثامن والعشرين من فبراير عام 1858
تبع ما يقارب الألف ومئة وخمسون شخصاً برناديت الى الكهف. وحضر رئيس ضباط العسكر مع سكرتيرته من تارب. تأثّرت برناديت بذلك وقالت أن الرؤية قد دامت لمدة أطول. وبعد الظهر تم استجوابها مرة أخرى من قبل الضابط الملكي ورئيس الشرطة. كما وحضر مدير المدرسة العليا المحليّة لطرح الأسئلة عليها بشكل انفراديّ. وقد اعتقد أنها كانت تعاني من الجُمدّة قبل أن يطرح عليها الأسئلة وبعدها أصبح متيقّناً أنّ الظهورات قد حدثت لها فعلاً.


ظهورات السيدة العذراء مريم حول العالم الظهور الثاني عشر في لورد – يوم الاثنين الموافق الأول من مارس عام 1858
تبعاً لإحصاءات الشرطة حضر في ذلك اليوم ما يقارب الألف وخمسمائة شخص. وقد قابلت برناديت فتاةً صغيرة أخبرتها أنها لا تحمل ورديّتها الخاصة لكن التي بحوذتها لصديقتها المريضة. قامت برناديت مرة أخري بشرب الماء والاغتسال من النبع. وكان اليوم الأول الذي يحضر فيه القسّيس آبي ديزيرات الذي رسم كاهناً حديثاً والآتي من بلدة أوميكس الصغيرة القريبة من مازابييل. راقب هذا الكاهن برناديت بدقّة وعن قرب ثم قال بعد ذلك:"ما هذا السلام التي تتحلّى به هذه الفتاة، ما هذه السكينة! وما هذه القداسة الرائعة! إن ذلك مستحيل بالنسبة الى طفلة لتقوم بذلك كلّه؛ إنها نقيّة وطاهرة، وجميلة أيضاً. لقد شعرت وكأنّني واقفٌ على عتبة السماء".

الظهور الثالث عشر في لورد – يوم الثلاثاء الموافق الثاني من مارس عام 1858
حضر في هذا اليوم ألفٌ وستمائة وخمسون مشاهداً. وسمعت برناديت العذراء تقول: "اذهبي واطلبي من القسّيسين بناء كنيسة. أريد من الناس أن يأتوا الى هنا عند الزيّاح". وعندما رأت برناديت الأب بيرامال كانت معاملته فظّة جداً وقامت بسؤاله عن الزيّاح ونسيت أمر الكنيسة تماماً. وعند عودتها الى القسّيس في المساء لتقول له ولثلاثة أخرين بقيّة الرسالة كانت ترتجف. وطلب منها قسّيس الأبرشية أن تسأل السيدة أولاً عن اسمها.
الظهور الرابع عشر في لورد – يوم الأربعاء الموافق الثالث من مارس عام 1858
في صباح ذاك اليوم حضر الى الكهف ما يقارب الثلاثة آلاف الى الأربعة آلاف شخص، لكن لم يحدث أي شيء. عادت برناديت الى المكان بعد الظهر وبوجود مئة شخص رأت العذراء. وكما طلب منها قسّيس الأبرشيّة قامت بسؤال السيدة عن اسمها. ابتسمت السيدة دون أن تتفوّه بأي كلمة. فعادت برناديت لرؤية قسّيس الأبرشيّة، والذي بدوره قال لها بأنها ضعيفة وطلب منها مرة أخرى أن تسأل السيدة عن اسمها.

ظهورات السيدة العذراء مريم حول العالم الظهور الخامس عشر في لورد – يوم الخميس الموافق الرابع من مارس عام 1858
يوافق هذا اليوم يوم التسوّق في لورد كما أنه اليوم الأخير في الأيّام الخمسة عشر المذكورة في الظهور الثالث. توجّه ما يقارب العشرون ألف شخص نحو الكهف. وقد ساندت الشرطة قوّات أخرى من القرى المجاورة للمحافظة على الأمن. وظلّت برناديت سوبيروس ثلاثة أرباع الساعة داخل الكهف وحين خروجها توجّهت لرؤية قسّيس الأبرشيّة وقالت له أن السيدة ابتسمت ما أن سألتها عن اسمها، لكنها ما زالت تريد أن تُبنى كنيسة هنا. لكن بيرامال كرّر ما طلبه سابقاً وحتّم على برناديت سؤال السيدة عن اسمها.
تبع ذلك توقّف في الظهورات، دام عشرين يوماً. وخلال ذلك لم تذهب برناديت الى الكهف ولم تشعر بشيء يقودها الى الذهاب الى هناك. وكانت هذه الفترة وقفة محبّبة لها من أجل استعادة الطمئنينة داخلها. كما وعادت الى المدرسة وهيّأت نفسها للمناولة الأولى.
الظهور السادس عشر في لورد – يوم الخميس الموافق الخامس والعشرين من مارس عام 1858
يوافق هذا اليوم عيد البشارة. لم تستطع برناديت الذهاب الى الكهف لثلاثة أسابيع. وقد انتابها في ليل الرابع والعشرين والخامس والعشرين من شهر مارس شعور قويّ يحتم عليها الذهاب الى كهف مازابييل. وفي الساعة الخامسة صباحاً، حضر عدّة أشخاص من بينهم رئيس الشرطة الى الكهف. وما أن وصلت برناديت رأت السيّدة. وسألتها عن اسمها مكرّرةً هذا السؤال ثلاث مرّات. ابتسمت لها السيدة ثم تملّكت برناديت الشجاعة لسؤالها عن اسمها للمرة الرابعة! وحينها أجابت السيدة:
أنا الحبل بلا دنس
ظهورات السيدة العذراء مريم حول العالم
تؤكّد هذه الجملة من السيدة تعاليم البابا بيوس الحادي عشر. إنها "السيدة المكتسية بنور الشمس"، الطاهرة النقية بكاملها. وقد وصفت السيدة العذراء نفسها للأخت كاثرين لابوري خلال ظهوراتها في ريو دو باك في عام 1830 على أنها الحبل بلا دنس. وعلّمتها أيضاً الصلاة التالية:

أيها القديسة مريم التي حبلت دون دنس، صلّي لأجلنا نحن الملتجئين إليك
وقد أطلق على الميدالية التي صنعت بناءً على طلب العذراء : "ميدالية مريم التي حبلت بلا دنس". ولم تفهم برناديت سوبيروس ذلك أبداً، ولا حتى بعد قيامها بزيارة قسّيس الأبرشيّة إلا أنها بدت بفهم الأمر بعد ظهر يوم قامت فيه بالتحدث الى السيد إستراد وهو رجلٌ متعلّم شرح لها أنّ السيّدة التي رأتها هي الأم العذراء مريم المقدّسة.
بعد ذلك كان هناك أيضاً توقّف في الظهورات
الظهور السابع عشر في لورد – يوم الأربعاء الموافق السابع من أبريل عام 1858
ذهبت برناديت سوبيروس للاعتراف فتوقّع الناس منها الذهاب الى الكهف. وقامت بذلك كعادتها حاملةً معها شمعة مضاءة في يدها اليسرى، وبيدها اليمنى قامت بحماية الشعلة من الرياح. وأثناء انجذابها الروحيّ الذي دام خمس عشرة دقيقة. اتّجه اللهب نحو أصابعها لم يلحظ الدكتور دوزوس أي حرق على يدها وآمن بأن برناديت رأت حقاً العذراء.
تبع ذلك أطول توقّف حدث بين الظهورات.
ظهورات السيدة العذراء مريم حول العالم الظهور الثامن عشر في لورد – يوم الجمعة الموافق السادس عشر من يوليو عام 1858
في يوم عيد تجلّي العذراء الكرمليّ، شعرت برناديت بحافز يحثّها على الذهاب الى الكهف. فذهبت في الثامنة مساءً الى هناك. حيث قامت السلطات في الظهور السابق بإغلاق الكهف اتباعاً للمرسوم الصادر في العاشر من يونيو عام 1585 والذي ينصّ على إغلاق المكان. ركعت برناديت على الضفة الأخرى من نهر غايف مع خالتها لوسيل. وبفترة قصيرة انجذبت روحيّاً بعمق كما حدث لها من شهور قليلة سابقة. وحينما سُئِلَت بعدها عن الذي قالته لها العذراء، أجابت: "لا شيء"، لكنّها قالت أنها لم تشاهد العذراء بهذا القدر من الجمال من قبل كالذي شاهدته في هذه المرة.

وبعد هذا الظهور، عادت برناديت الى حياتها الطبيعيّة المؤمنة المتمثّلة بالإخلاص الكامل الى الرب لبقية حياتها.
وقع الظهور الأول لهذه الظهورات الثمانية عشر للسيدة العذراء في لورد في الحادي عشر من فبراير من عام 1858. وخلال هذه الظهورات وبعدها أصبحت برناديت محطّ إعجاب الكثيرين كشخص مهم كما وابتعد أيضاً الناس عنها! ووجد أهلها صعوبةً في ذلك فكيف لهؤلاء الناس الفقراء الدفاع عن أنفسهم أمام ضغوطات العامّة المهدّدة لهم! لكن برناديت ومع ذلك بقيت محافظةً على طبيعتها المتّسمة بالبساطة والأمانة والمكرّسة لله. بقيت هادئة ومتقبّلة للاستهزاء الظاهر على وجوه المحقّقين الآتين من الكنيسة والسلطات، مقدّمةً مقاومة واضحة في وجه محاولاتهم وإصرارهم الفظ على تكرار ما حدث أثناء الظهورات. زاد ذلك كلّه من رغبة برناديت بأن تصبح راهبة فقرّرت الدخول الى دير نيفيرس. ونظراً لضعف صحّتها التي لا تخوّلها الى اتّباع القوانين الصارمة، أحبّت برناديت الاعتناء بالمرضى كما أنها قالت: "لا أحد حاول إجباري على الذهاب الى الدير".
ظهورات السيدة العذراء مريم حول العالم برناديت سوبيروس في نيفيرس
في يوليو عام 1866، قامت برناديت بالالتحاق بدير أخوات محبة نيفيرس في سان غيلدارد، وهو مقرّ الأبرشيّة، آملةً في إشباع رغبتها المتمثّلة في تكريس حياتها الى الله. وقبل أن تترك لورد وعائلتها الحبيبة ذهبت برناديت الى الكهف في الرابع عشر من يوليو عام 1866. أخبرت الأخت ماري- برناديت في بداية حياتها الرهبانية جميع الراهبات بقصة الظهورات بكاملها والتي لم يُسمح لها بعد ذلك بذكر شيء عنها. أعطت بعض الراهبات الأرفع مقاماً برناديت أعمالاً وضيعة وعانت كثيراً من الإذلالات إلا أنها قبلت ذلك كلّه بصدر رحب. وفي اليوم الذي قامت به بالانحناءة الأخيرة قال لها المطران، أن عملها هو الصلاة. وقد أُعطيت مهام غرفة مشفى الدير، حيث أصبحت ممرضة ممتازة لكنها كانت تعاني من الربو كما أصيبت بالسل وفقدت الكالسيوم من عظامها وامتلأ جسمها بالجروح، واجتمعت معاناة المرض مع المعانات العقليّة لتعيش بذلك كل يوم. وما ذلك إلا تحقيق لطلبت السيدة العذراء السابق في لورد: "صلّي للخطأة وكفّري عن الخطايا".
"أعد أن أجعلكِ سعيدة، ليس في هذا العالم، بل في العالم الآخر"
توفيت برناديت يوم الأربعاء الموافق 16 أبريل عام 1879 عن عمر يناهز الخامسة والثلاثين. وقد زادت قوّتها الإيمانية وهي على فراش الموت وبطلب من البابا بيوس الحادي عشر ومطران لورد، وتحت القسم، صرّحت بما حدث في مازابييل. وبعد عملية طويلة مضنية وبأمر من الكنيسة أٌعلنت الأخت ماري برناديت قديسة من قبل البابا بيوس الحادي عشر في الثامن من ديسمبر عام 1933. وقد بقي جسدها سليماً وحفظ في ضريح زجاجيّ في كنيسة الدير في نيفيرس.
ملاحظتي الشخصية عن لورد وعلاقتها القوية مع الأخت ماري-برناديت:
لم تكن برناديت تعرف معنى : "أنا الحبل بلا دنس". فقد كانت مجرّد فتاة صغيرة أمينة وصادقة. ومن الرائع أن تختارها السيدة العذراء. ومع أن الظهورات لم تجلب لها سوى المعاناة! إلا أن العالم في لورد قد بورك من جراء ذلك. كما يتدفّق أكثر من خمسة ملايين حاج كل سنة وهو شيء ليس بغريب. فعندما أقفل محافظ البلدية الكهف طلب منه مطران تاربي إعادة فتحه وقال: "فقط الامبراطور يستطيع إعادة فتح الكهف. دعنا نرى من هو الأقوى، السيدة العذراء أم الإمبراطور؟". وقد قام نابوليون الثالث بإعادة فتح الكهف، بطلب مكرّر وملح من الامبراطورة أوجين.
ظهورات السيدة العذراء مريم حول العالم
برناديت سوبيروس
وُوفق على الظهورات التي حدثت في لورد بالكامل من قبل المحكمة البابويّة في الثامن عشر من يناير عام 1862""
ظهورات السيدة العذراء مريم حول العالم




  رد مع اقتباس
قديم 25 - 07 - 2012, 06:46 PM   رقم المشاركة : ( 6 )
magdy-f Male
..::| الاشراف العام |::..

الصورة الرمزية magdy-f

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 348
تـاريخ التسجيـل : Jun 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : egypt
المشاركـــــــات : 18,593

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

magdy-f غير متواجد حالياً

افتراضي رد: ظهورات السيدة العذراء مريم حول العالم

سيّدة بونتمان

ظهورات السيدة العذراء مريم حول العالم
أمّ الأمل

ظهورات السيدة العذراء مريم حول العالم
كان في قرية بونتمان، التي تقع على بعد 30 كيلومتراً من شمال لافال، مزارعٌ يعمل في حظيرته مع ابنيه الصغيرين، أوجين بارباديت البالغ من العمر 12 سنة وجوزيف بارباديت البالغ من العمر 10 سنوات. وفي مساء السابع عشر من يناير عام 1871، وبينما كان الولدان يساعدان أباهما في الحظيرة توجّه الابن الأكبر أوجين نحو الباب ليطلّ خارجه. وحينما كان يحدّق في النجوم التي ترصع السماء لاحظ مساحةً خالية من النجوم فوق البيت المجاور. وفجأة ظهرت سيّدة جميلة تبتسم له إلا أنّ والده لم يرَ سوى ثلاثة نجوم لامعة كبيرة تشكّل مثلّثاً في السماء بينما استطاع أخوه جوزيف رؤية تلك السيّدة. كانت تلبس ثوباً طويلاً منثور عليه نجوم ذهبيّة وحجاباً أسود يعلوه تاجٌ ذهبيّ بعرض 20 سم مزدان بشريط أحمر في منتصفه وتنتعل حذاءً أزرق. وقد فتحت يداها بالشكل الذي بانت عليه في الصورة على ميداليّة المعجزة. وبشجاعة تامّة قاما بمناداة والدتهما، لكنّها لم تستطع مشاهدة ما شاهدوه حتى عندما رجعت للمنزل لجلب نظّارتها.
بعد ذلك، قال الأهل أنه لم يكن هناك شيء، ويجب على الأبناء متابعة عملهم ثم العودة الى المنزل لتناول طعام العشاء. وحتى بعد أن تناولا وجبة سريعة، ما زالا قادران على رؤية تلك السيّدة الجميلة، فقاما باستدعاء الأخوات في المدرسة لكنهنّ لم يرَوا شيئاً وبقيت العذراء في مكانها دون حراك وهي تبتسم للولدان حتى التاسعة مساءً. اجتمع الأطفال مع كاهن الأبرشيّة والرعيّة واستهلّ الأب غيرين بصلاةٍ للورديّة. وفي هذه اللحظة كبر حجم السيّدة وازداد عدد النجوم التي تزيّن ثوبها وتجلّت رايةٌ مضيئةٌ تحت قدميها. بعد ذلك أتت فتاتان من المدرسة الداخليّة وهما فرانسواز ريتشير البالغة من العمر 11 سنة وجانّي ماري لوبوس البالغةظهورات السيدة العذراء مريم حول العالم 9 سنوات وشاهدتا السيدة، وعندها ازداد عدد الجمع ووصل الى 60 بالغاً بدؤوا جميعهم بصلاة الورديّة بطلبٍ من الكاهن.
حينما بدأ كاهن أبرشيّة بونتمان بالصلاة ظهرت حروف ذهبيّة رائعة على الراية بصورة متعاقبة وكأن يداً خفيّة تقوم بكتابتها. ثم قام أطفال القرية بقول الأحرف التي تظهر واحدةً تلو الأخرى وحينما اكتملت جميعها قرءوا الجملة التالية:
لكن يا أطفالي صلّوا أرجوكم

قال كاهن الأبرشيّة: "يجب علينا الصلاة للسيدة، لتتحقّق رغبتها". فقام الناس بتلاوة صلاة للأم العذراء المقدّسة. وما أن باشروا بذلك حتى بدأت تظهر كلمات أكثر:
سيسمع الرب قريباً صلواتكم

أما الصلاة الرابعة فكانت "إنفوالوتا" وما أن وصلوا الى تلاوة جزء محدّد من هذه الصلاة حتى ظهرت الكلمة التالية:
ابني

وتأكّد الحضور تماماً بعد ذلك من أن هذه السيّدة هي مريم العذراء فصلّوا الصلاة الخامسة: "سلافي ريجينا”” وبينما كانوا يرتّلون اكتملت الجملة التالية:
ابني ينتظركم


ظهرت هاتين الكلمتين وتحتهما خطوط تبرزهما. ثم غنّى الحاضرون الصلاة السادسة بكلماتها المفضّلة لدى أهل بونتمان وهي: "أم الأمل". حيث أن الناس يحبّون غناءها بصوت مرتفع وواضح. وهنا جزء محبّب من هذه الصلاة: "أمّ الأمل، احمي بلدنا فرنسا، صلّي، صلّي لأجلنا!" ثم أشرقت ابتسامة مريم المحبّة ورفعت يديها نحو كتفيها في إشارة الى الصليب الأحمر الصغير الذي تضعه فوق موضع قلبها.

ظهورات السيدة العذراء مريم حول العالم

أمّا الصلاة السابعة فكانت "يسوعي الحبيب" وفيها دعوة الى مغفرة الخطايا التي وجِّهة لكلّ الناس ذوي القلوب المنسحقة وظهر على وجه العذراء المقدّسة تعبير الألم والمعاناة وشُكّل صليب حملته بيديها. وكان الصليب والمسيح حمراوا اللّون. وظهر على الصليب دعامة أفقية صغيرة كُتب عليها "يسوع المسيح" بحروف من دم، وقد شعّ حزن السيدة العميق على كلّ الحشد. ثم انفكّت نجمةً من السماء وأطفأت الشموع الأربعة التي أحاطت بالسيدة إلا أنها لم تحوّل نظرها عن الصليب وما أن طلب كاهن أبرشيّة بونتمان من الحشد صلاة "نجمة السلام المريميّ" حتى تلاشى الصليب وعادت السيدة الى وضعها الطبيعيّ. ظهر بعد ذلك صليبين صغيرين على كتفيها وطاف ببطء حجابٌ كبير ليغطّي الظهور بأكمله فتلاشت العذراء بعده تماماً.

بدأ بعد ذلك انسحاب الألمان وفي العشرين من يناير استسلم الجنرال فان شميدت أخيراً، وفي 28 من يناير وُقّعت اتفاقيّة سلام أي بعد الظهور الذي حدث بإحدى عشر يوماً. وقد أظهرت لنا الرسالة الموجّهة الى بونتمان وبوضوح مدى تأثير الصلوات حتى وإن كانت صادرة عن جماعة الأبرشيّة الصغيرة.
نحن نذكر رسالة سيّدتنا العذراء في بونتمان بشكل واضح. لذا بإمكاننا الآن التمعّن فيها من خلال كلمات الترتيلة. "أم الأمل، احمنا. صلّي لأجلنا: وخلال قول تلك الكلمات رفعت مريم يديها وهي تنظر الى الصليب الأحمر الصغير على قلبها وذلك يظهر مدى قرب السيدة العذراء من ابنها الموضوع على الصليب، وهي بذلك تكون أمّ الخلاص من الخطيئة وستقدّم الصلوات من أجلنا.
ظهورات السيدة العذراء مريم حول العالم
وخلال صلاة "بارس دومان" التمست مريم منّا التقدِمة ليسوع المسيح مخلّصنا والرب أبانا وذلك عن طريق إقامة القدّاس كشكر للرب أبانا وابنه يسوع المسيح إلهنا. كما يشير الصليب الأحمر مع الجسد الأحمر والحروف الدمويّة والشموع المضاءة على جانبيّ العذراء ولمرة أخرى الى القدّاس. وختاماً، خلال تلاوة الصلاة "نجمة السلام المريميّ" رأيناها كما ظهرت في ميدالية المعجزة وهي تنبض بالمحبّة والصليبين الصغيرين الأبيضين اللذين يبرزان من كتفيها يدلاّن على النصر الذي سيتمّ بتدخّل من الله. وفي بونتمان أظهرت لنا العذراء أنّ باستطاعتها إيقاف تدخّل ابنها إن أصغينا إليها واتّبعنا رسائلها.

أصبح جوزيف بارباديت كاهناً، وعضواً في جماعة خُدّام كنيسة مريم الطاهرة، بينما أصبح أخوه أوجين كاهناً عالَميّ. وقد ساعدته إحدى الفتيات التي رأت مريم العذراء كمدبّرةً لمنزله. أما جانّي ماري لوبوس فصارت راهبة وبُنيت كاتدرائيّة كبيرة في بونتمان.

"ووفق على هذا الظهور الذي حدث في بونتمان بأكمله من قبل المحكمة البابويّة في فبراير من عام 1875"


  رد مع اقتباس
قديم 25 - 07 - 2012, 06:47 PM   رقم المشاركة : ( 7 )
magdy-f Male
..::| الاشراف العام |::..

الصورة الرمزية magdy-f

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 348
تـاريخ التسجيـل : Jun 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : egypt
المشاركـــــــات : 18,593

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

magdy-f غير متواجد حالياً

افتراضي رد: ظهورات السيدة العذراء مريم حول العالم

سيدة بيليفوازان
ظهورات السيدة العذراء مريم حول العالم
إيستيل فاغيت 1876

وُلدت إيستيل فاغيت في سان ميمي التي تقع بالقرب من شالون-سور-مارن في الثاني عشر من سبتمبر عام 1843. وتعمّدت في السابع عشر من الشهر نفسه. وفي بداية عام 1876، في قرية بيليفوازان مقاطعة إندر، رقدت إيستيل البالغة من العمر ثلاثة وثلاثين عاماً في الفراش معانيةّ من مرض السل الذي نتج عنه التهاب حاد وورم في البطن. وفي العاشر من فبراير عام 1876، منحها أحد الأطباء الإستشاريّين واسمه بيرنارد ساعات قليلة إضافيّة للعيش. وفي ليلة الرابع عشر وليلة الخامس عشر من فبراير، شهدت إيستيل ظهور العذراء المقدسة مريم الذي لحقت به ظهورات أخرى خلال السنة.

الظهور الأول في بيليفوازان ليلة الرابع عشر وليلة الخامس عشر من فبراير عام 1876:ظهورات السيدة العذراء مريم حول العالم
بدأ الجزء الأول من الظهورات في بيليفوازان في ليلة الرابع عشر من فبراير عام 1876. وقد ظهر لإيستيل شيطان عند نهاية سريرها. وبعد أن لمحته رأت العذراء مريم واقفةً عند جانب السرير. ووبّخت السيدة العذراء الشيطان فغادر على الفور. وبعد ذلك نظرت السيدة الى إيستيل وقالت لها: "لا تخافي، أنت ابنتي". كما قالت لها أن تتحلى بالشجاعة لمواجهة المعاناة التي ستدوم لخمسة أيام إضافيّة وذلك إجلالاً لجروحات المسيح الخمسة. وفي يوم السبت إما ستموت أو ستُشفى.

الظهور الثاني في بيليفوازان ليلة الخامس عشر وليلة السادس عشر من فبراير عام 1876:
في هذه الليلة عاود الشيطان الظهور في اللحظة ذاتها التي ظهرت فيها العذراء مريم المقدّسة لإيستيل وقالت لها: "لا تخافي، أنا هنا معكِ. في هذه المرة سيُظهر ابني رحمته، سيمنحك الحياة وستُشفين يوم السبت". فقلت لها: "أمي، إن كان باستطاعتي الاختيار سأُفضّل الموت الآن لأنّني مستعدّةُ لذلك تماماً". فأجابتني العذراء مبتسمةً: "إنك ناكرة للجميل، إن وهبك ابني الحياة، فذلك لأنك تحتاجين إليها. وما هو الشيء الآخر القيّم الذي يمكنه إعطاؤه الى الناس على الأرض غير الحياة؟ لا تعتقدي أنك ستكونين خالية من المعاناة. لا! ستعانين ولن تكون حياتك خالية من المشاكل. فهذا ما تجلبه الحياة. لقد لمستِ قلب ابني بنكرانك لذاتك وصبرك. فلا تفقدي هذه الثمار باختيارك الخاطئ. ألم أقل لكِ أنه إن أبقاك حيّةً يجب حينئذٍ أن تُخبري عن عظمتي؟" وفي هذه اللحظة رأيت مجدداً الرقاقة الرخامية ملفوفة بورق من الحرير الأبيض وحاولت التقاطها لكن ذلك كان مستحيلاً. ابتسمت العذراء المقدسة وقالت: "يجب أن نطّلع الآن على الماضي". كان وجهها حزيناً لكن تعبير الحنان كان باقياً. وقد صُدمت تماماً بالخطايا التي ارتكبتها، والتي اعتبرتها سابقاً أنّها خفيفة. بقيت صامتة، كما أنّي أعترف أنها قالت ذلك دون أية قساوةٍ أعلم أنّي أستحقّها. أردت الصياح طلباً للمغفرة، لكني لم أكن قادرة على ذلك بسبب الحزن الذي غمرني. لقد كنت مُرهقة. ونظرت إليّ العذراء المقدّسة وتعابير الطيبة تملؤ وجهها ثم اختفت دون أن تتفوّه بأية كلمة.

الظهور الثالث في بيليفوازان – ليلة السادس عشر والسابع عشر من فبراير عام 1876:ظهورات السيدة العذراء مريم حول العالم
خلال هذه الليلة، رأيت مجدداً الشيطان، لكنه كان بعيداً هذه المرة. وقالت لي السيدة العذراء: "تشجّعي يا طفلتي". وتبادر الى ذهني الحديث الذي قالته في المرة السابقة وكنت خائفة وأرتجف. ومع مشاهدة العذراء لآلامي قالت: "ذلك كله من الماضي، وبإنكارك لذاتك أزحت تلك الخطايا". وأرتني بعض الصالحات التي فعلتها، وقد كانت أقل بكثير من الخطايا التي ارتكبتها. وحينما رأتني حزينة قالت لي مريم: "أنا ممتلئة رحمةً والسيادة من ابني. إن الأعمال الصالحة القليلة التي قمت بها وصلواتك الحارّة التي تليتها لي قد لمست قلب الأم الذي فيّ، خاصةً تلك الرسالة التي كتبتها لي في سبتمبر. وأكثر الجمل التي أثّرت فيّ كثيراً كانت: "انظري الى الحالة المزرية التي سيؤول إليها أهلي إن لم أعد موجودةً بينهم، سيضطرّون للتسوّل من أجل الحصول على الطعام. تذكّري المعاناة التي عانيتِها حينما سُمّر ابنك يسوع المسيح على الصليب". لقد أريت ابني هذه الرسالة. إن أهلك بحاجة ماسّة إليكِ. وفي المستقبل كوني مخلصة لهذه المهمّة.لا تفقدي النعم الإلهية التي أُعطيت لك واجعلي عظمتي وملكوتي السماوي معروفاً.
الظهور الرابع في بيليفوازان ليلة السابع عشر والثامن عشر من فبراير عام 1876:
بدا لي أنها لم تمكث لمدة طويلة في تلك الليلة. أردت أن أسألها عن النعم الإلهية لكن لم يكن هناك مجال لذلك. كانت الأفكار تتبادر بسرعة على ذهني وتذكّرت الكلمات التي كرّرتها العذراء مريم: "لا تخافي من أي شيء. أنت ابنتي وقد أثرت مشاعر ابني بسبب إذعانك"؛ أيضاً بسبب لومها لي على أخطائي ومسامحتها لي الواضحة في كلماتها التالية: "كلّي رحمة وأحكم مع ابني" بالإضافة الى "تحلّي بالشجاعة، والصبر والإذعان، ستعانين ولن تخلو حياتك من المتاعب، حاولي أن تكوني مخلصة وأن تجعلي العالم يعرف عظمتي".
الظهور الخامس في بيليفوازان ليلة الثامن عشر والتاسع عشر من فبراير عام 1876:
في هذه الليلة اقتربت منّي العذراء المقدّسة أكثر وذكّرتني بوعدي لها. ورأيت أيضاً الرقاقة الكبيرة التي ظهر على كل زاوية منها برعُم وردة ذهبيّ، وفي منتصفها قلبٌ ذهبيّ مطعون بسيف وتاج من الورود. وقد كُتبت عليها الكلمات التالية:
"لقد ناجيت مريم من أعماق يأسي. فاستجابت لي مع ابنها ومنحتني الشفاء الكامل".
ظهورات السيدة العذراء مريم حول العالم
ثم قالت لي: "إن أردت خدمتي، كوني بسيطة ودعي أعمالك تثبت كلماتك". وسألتها ما إذا كان يتوجّب أن أتغيّر بطريقة أو بأخرى أو أن أذهب الى مكان آخر. فأجابت: "أينما كنت ومهما فعلت، تستطيعين الحصول على المباركات وإظهار عظمتي". ثم أضافت بحزن شديد: "أكثر ما يحزنني هو رؤية الناس وهم لا يكنّون أي احترام لابني في القربان المقدّس والطريقة التي يصلّون بها وفكرهم منشغل بأشياء أخرى. إنّني أوجّه هذا الحديث الى المرائين الذين يدّعون التقوى". ثم سألتها إن كان يتوجّب عليّ البدء مباشرةً في إظهار عظمتها أمام العالم". "نعم! نعم!، لكن قبل ذلك اسألي كاهن الاعتراف عن رأيه في ذلك. ستواجهين عوائق، ستغيظك بشكل سيئ وسيتّهمك الناس بالجنون وما الى ذلك. لا تأبهي لهم، كوني مخلصة لي وسأساعدك". ثم اختفت بهدوء.

تبع ذلك فترة مروّعة من المعاناة العظيمة. وكأنّ قلبي سيخرج من جسدي وعانيت من ألم مبرح في معدتي وبطني. ثم تذكّرت أنني أحمل المسبحة في يدي اليسرى. وقد قدّمت معاناتي الى الرب. ولم أكن أعلم أن ذلك سيكون الجزء الأخير من مرضي. وبعد دقائق من الاسترخاء شعرت بالتحسّن. فتساءلت عن الوقت وكانت الساعة تشير الى الثانية عشرة والنصف. شعرت بأني شُفيت، ولم تكن سوى يدي اليمنى عديمة الحراك. وحوالي الساعة السادسة والنصف أتى كاهن الأبرشيّة فجلست على حافة سريري (وأخبرته عن هذه الظهورات). فقال لي: "لا تقلقي، سأقيم القدّاس المقدّس وسأجلب لك القربان المقدّس، وفي ذلك الوقت ستكونين قادرة على استخدام يدك اليمنى لرسم إشارة الصليب على وجهك، وأنا أؤمن بذلك". وقد كتب فيرنيت بعد ذلك في كتابه حول بيليفوازان أن ستيل قد عاشت تجربة الموت والانبعاث مجدداً.
الظهور السادس في بيليفوازان في الأول من يوليو عام 1876:
بدأ الجزء الثاني من الظهورات في بيليفوازان يوم السبت الموافق الأول من يوليو. وفي الساعة العاشرة إلا ربع مساءاً كنت راكعةً أتلو صلواتي المسائية حينما رأيت السيدة العذراء فجأةً محاطةً كليةً بالنور. وكانت ترتدي ثوباً أبيض. وتنظر الى شيء واضعةً يديها على صدرها بشكل متصالب وابتسمت قائلةً: "ابقي هادئة، وصبورة يا طفلتي سيكون ذلك صعباً عليك لكنّي معك". كنت سعيدةً جداً حينها لكني لم أتفوّه بكلمة. وقد بقِيَت لفترة قصيرة وقالت: "تشجّعي، سأرجع". ثم اختفت كما فعلت في فبراير.
الظهور السابع في بيليفوازان في الثاني من يوليو عام 1876: ظهورات السيدة العذراء مريم حول العالم
أويت الى الفراش في الساعة العاشرة والنصف مساءً وكان من الصعب عليّ ذلك لأنّني رأيت العذراء المقدّسة في الأمسية السابقة. لكني كنت أحاول التخلص من ذلك التفكير بالتوجّه للنوم. وفي الساعة الحادية عشرة استيقظت لمعرفة الوقت. وكنت آمل أن أرى السيدة العذراء قبل منتصف الليل. ركعت بجانب السرير ولم أكن قد أكملت سوى نصف السلام المريميّ حينما ظهرت القديسة مريم. كان نورٌ قويّ يشعّ من يديها، ثم وضعت يديها بشكل متصالب على صدرها. ونظرت إليّ قائلةً: "لقد أظهرتِ عظمتي مسبقاً". (ثم ائتمنتني على سر) "واصلي، لقد حصد ابني أرواحا أكثر كرّست نفسها بعمق له. إن قلبه مملوء بالحب لقلبي فلا يستطيع رفض أي طلب لي. ومن أجلي سيلمس ويرقّق قلوباً قاسية كثيرة. وبينما كانت تقول ذلك بدت غايةً في الجمال. وأردت سؤالها عن إشارة عن قوّتها، لكنّني لم أكن أعرف ما أقوله وكيف أسأل، لذا قلت: "أمي الطيبة، أرجوكي، من أجل عظمتك". ففهمت وقالت: "ألا يعدّ شفاءك دليلاً قاطعاً وعظيماً على قوّتي؟ لقد أتيت خصوصاً لتخليص الخطأة". وبينما كانت تتكلّم كنت أفكّر بالطرق المختلفة الكثيرة التي تعكسها وتُظهر قوّتها. وأجابتني: "دعي الناس يرون ذلك". ثم بارحت المكان بهدوء.
الظهور الثامن في بيليفوازان في الثالث من يوليو عام 1876:
رأيتها مجدداً يوم الإثنين الموافق الثالث من يوليو. وبقيت لدقائق معدودة وأنّبتني بلطف: "أريدك أن تكوني أهدأ، أكثر سلاماً، لم أعلمك بأي يوم أو ساعة سأعود فيها، لكنك بحاجة الى الراحة". أردت أن أظهر لها رغباتي كلّها، لكنها اكتفت بالابتسام. "ثم تركت المكان بطريقتها المعتادة، قبل منتصف الليل".

الظهور التاسع في بيليفوازان في التاسع من سبتمبر عام 1876:
بدأ الجزء الثالث من الظهورات في بيليفوازان في التاسع من سبتمبر. ولعدّة أيام كانت تتملّكني الرغبة للدخول الى غرفة النوم حيث شُفيت. وفي النهاية وفي اليوم الموافق التاسع من سبتمبر استطعت القيام بذلك. وكنت على وشك الانتهاء من تلاوة المسبحة حينما أتت العذراء. وكانت كما ظهرت في الأول من يوليو. وقد التفتت حولها بهدوء قبل البدء بالحديث معي، ثمّ قالت: "لقد حرمتِ نفسك من زيارتي في الخامس عشر من أغسطس لأنك لم تكوني هادئةً كفاية. لديك شخصيّة فرنسيّة حقيقيّة: فهم يريدون معرفة كلّ شيء قبل أن يتعلّموا ويفهموا كلّ شيء. لقد أتيتُ مرة أخرى البارحة وحرمتِ نفسك من زيارتي لأنني كنت أنتظر حركة خضوع وامتثال منك".
الظهور العاشر في بيليفوازان في العاشر من سبتمبر 1876: ظهورات السيدة العذراء مريم حول العالم
عاودت العذراء المقدّسة الظهور في العاشر من سبتمبر في الوقت نفسه تقريباً، لتمكث لفترة وجيزة قائلةً: "يجب أن يصلّوا؛ وسأريهم مثالاً". وعندما قالت ذلك، ضمّت يديها ثم اختفت. وما لبث أن دقّ جرس صلاة المساء.
الظهور الحادي عشر في بيليفوازان – في الخامس عشر من سبتمبر عام 1876:
ظهرت السيدة العذراء لإيستيل في هذه الليلة لتُعلمها أنه يجب عليها أن تحيى. لكنها وبّختها على أخطائها السابقة. وبالرغم من أن إيستيل لم تحيى حياة دنيويّة إلا أنها أٌثقلت بالندم على زلاّتها. وقالت لها العذراء بحزن:
"بإمكاني إيقاف ابني لكن ليس لفترة طويلة"
بدت حزينة عندما أضافت: "ستعاني فرنسا". لقد شّددت بنبرتها على هذه الكلمات ثم توقّفت وبعدها أكملت قائلةً: "تحلّي بالشجاعة والثقة". بعد ذلك وفي تلك اللحظة، خطر على بالي التالي: "إن قلت ذلك، ربما لن يصدّقني أحد"، لكن العذراء مريم فهمت ما كان يدور في بالي لأنها جاوبتني قائلة: "لقد قرّرت مسبقاً؛ سيصاب الذين لا يؤمنون بسوء عظيم، وسيسلّمون بحقيقة كلماتي فيما بعد". ثم بارحت المكان بهدوء.
الظهور الثاني عشر في بيليفوازان في الأول من نوفمبر عام 1876:
ومن أربعة عشر يوماً الى الآن وبالرغم من كلّ جهودي المبذولة للتوقف عن التفكير في رؤية السيدة العذراء مجدداً، إلا أني لم أنجح في ذلك. وجرّبت شتّى الطرق لمنع نفسي من التفكير لكنّني فشلت، وقد كان قلبي يخفق بشدّة أملاً في رؤيتها مجدداً. وأخيراً اليوم، الذي يوافق يوم القدّيسين رأيت عزيزتي الأم السماوية مرة أخرى. وظهرت بطريقتها المعتادة، بيديها الممدودتين، مرتديةً ثوباً فضفاضاً ذاته الذي ظهرت به في التاسع من سبتمبر. وحينما وصلت حدّقت كالمعتاد بشيء لم أستطع رؤيته، ثم التفتت حولها دون التفوّه بأية كلمة. ثم حدّقت بي وتعابير الطيبة والسكون تظهر على وجهها.
الظهور الثالث عشر في بيليفوازان في الخامس من نوفمبر عام 1876:ظهورات السيدة العذراء مريم حول العالم
رأيت العذراء المقدّسة يوم الأحد الموافق الخامس من نوفمبر حينما قاربت الانتهاء من صلاة الورديّة. لقد فكّرت كم أني لا أستحق أن أستقبل العذراء وأن هناك أشخاص غيري أحقّ منّي بمباركاتها وأجدر منى في نقل عظمتها. لقد نظرت إليّ مبتسمةً وقالت: "لقد وقع اختياري عليكِ". أسعدني ذلك كثيراً !! وأضافت العذراء: "لقد اخترت الحليم واللطيف. كوني شجاعة إنّ وقت انتشار الخبر قد قرُبَ". بعد ذلك وضعت يديها بشكل متصالب على صدرها وبارحت المكان.
الظهور الرابع عشر في بيليفوازان في الحادي عشر من نوفمبر عام 1876:
يوم السبت الموافق الحادي عشر من نوفمبر. وخلال الأيام العدّة الماضية شعرت بحافز يدفعني للذهاب الى غرفتي والصلاة. وفي العاشرة ليلاً حتى الرابعة صباح اليوم التالي كنت أصلي المسبحة و"أتفكّر بمريم العذراء الأكثر قداسة".. ثم جاءت العذراء. ووقفت هناك كما العادة بردائها الفضفاض ثم قالت لي: "لم تضيّعي وقتك اليوم، لقد عمِلتِ لأجلي". وكنت قد صنعت رداءً فضفاضاً. "يجب عليك عمل الكثير منه". وبعدها انتظَرَت الوقت المناسب، وتعابير وجهها تعكس ألماً وحزناً شديدين. ثم أضافت: "الشجاعة". ثم وضعت يديها بشكل متصالب على صدرها مغطّيةً الثوب بالكامل وذهبت.
الظهور الخامس عشر في بيليفوازان في الثامن من ديسمبر عام 1876:
بقيت يوم الجمعة الموافق الثامن من ديسمبر في البيت في بيليفوازان لعدة ساعات وما زلت لا أستطيع التخلص من العواطف الجيّاشة في داخلي. لن أرى العذراء المقدسة مرة أخرى هنا على الأرض. لا أحد يفهم ما أنا فيه! وبعد القدّاس ظهرت العذراء بصورة رائعة الجمال ومختلفة عن سابقاتها من الظهورات! وباتّباعها للهدوء المعتاد قالت: "ابنتي هل تذكرين كلماتي؟" وفي تلك اللحظة كلّ شيء قالته لي في السابق خطر لي بصورة واضحة خاصةًَ: "إنني مملوءة بالرحمة وسيادة ابني. إن قلبه ينبض بالحب لقلبي... وبذلك سيلمس أكثر القلوب قساوةً من أجلي. لقد أتيت خصوصاً لأخلّص الخطأة. إن مخزون كنوز ابني لطالما كانت مفتوحة أمام الجميع فقط إن صلّوا. (وبالإشارة الى الثوب) أحببت هذا الإخلاص. إني ألتمس من الجميع أن يعمّهم السلام والسكينة .... أيضاً الكنيسة وفرنسا".


وفي سياق هذا الحديث أشارت العذراء الى أسرار أخرى. وخلال تلك الفترة بأكملها نظرت العذراء الى إيستيل وقالت: "كرّري هذه الأمور كثيراً، ستساعدك خلال قيامك بنشر تعاليمي وخلال المحن. لن تريني مجدّداً". فصاحت ايستيل: "ماذا سيحلّ بي يا أمي المقدّسة؟" ثم أجابتها: "سأكون معك، لكنك لن تريني". لقد رأيت صفوفاً من الناس تدفعني وتهدّدني، وقد جعلني ذلك أشعر بالخوف. فابتسمت العذراء المقدّسة وقالت: "لست بحاجة أن تشعري بالخوف منهم، لقد اخترتكِ لكي تنقلي عظمتي وتنشري الحب والتقوى". وبينما كانت تقول تلك الكلمات كانت تحمل بيديها ثوباً. وقد شجّعتني كثيراً فقلت: "أمي المحبوبة، هل من الممكن أن تعطيني هذا الثوب؟" وبدا أنها لم تسمعني. وقالت: "تعالي وقبّليه". فوقفت بسرعة وانحنت القديسة العذراء باتجاهي فقبّلت الثوب. وقد كانت هذه اللحظة أكثر اللحظات سعادةً في حياتي.
ظهورات السيدة العذراء مريم حول العالم
وبعد ذلك قالت السيدة العذراء بخصوص الثوب: "ستذهبين بنفسك الى المطران وتقدّمين له الثوب الذي صنعته، وقولي له أنه إن ساعدك فذلك سيسرّني خاصّةً عندما أرى أطفالي يرتدونه حينما يبتعدون عن كل شيء يهين ابني، وحينما يتناول الناس القربان المقدّس قربان محبّته، ويقومون بما يستطيعون لإصلاح الخراب الذي صنعوه بأيديهم. تأمّلي نعم الله التي سأنثرها على كلّ من يرتدي هذا الثوب وثوقاً بي وينشر هذه التقوى والمحبة". وبينما كانت تقول هذه الكلمات قامت بمدّ يديها فتساقط المطر وفي كلّ قطرة تساقطت كُتب فيها بشكل واضح نعمة: الصحة، الثقة، الاحترام، المحبة، القداسة، كل النعم التي يمكن للشخص أن يفكّر بها بقدر أكبر أو أصغر. وأضافت: "هذه النعم من ابني، لقد أخذتهم من قلبه. فهو لا يستطيع رفض أي شيء أطلبه منه". ثم سألتها: "أمي، ماذا أضع على الجانب الآخر من الثوب؟" فجاوبتني العذراء المقدّسة: "لقد خصّصت ذلك الجانب لنفسي، يجب أن تفكري بذلك ثم تقولي ما فكّرتي به الى الكنيسة التي بدورها ستقرّر". لقد شعرت أن الأم المقدّسة ستهمّ بالرحيل وذلك أشعرني بالحزن العميق. وقد صعدت ببطء، ناظرةً إليّ ثم قالت: "تشجّعي، إن لم يقم بعمل ما ترغبين به (كانت تتحدّث عن المطران) فالجئي الى الرب. لا تخافي، سأقوم بمساعدتك". ثم سارت بشكل نصف دائري في غرفتي واختفت في المكان الذي يتواجد فيه سريري.
شكراً لكِ أيتها الأم المحبّة، لن أفعل شيئاً من دونك

توفّيت إيستيل فاغيت في بيليفوازان عن عمر يناهز السادسة والثمانين في الثالث والعشرين من أغسطس عام 1929.
ظهورات السيدة العذراء مريم حول العالم
ظهورات السيدة العذراء مريم حول العالم
بيليفوازان على الخريطة
ظهورات السيدة العذراء مريم حول العالم
قلعة بيليفوازان

"تمّت الموافقة على هذه الظهورات التي حدثت في بيليفوازان بالكامل من قبل المحكمة البابويّة في مايو عام 1894"
مزار العذراء مريم في بيليفوازان

العنوان:
Centre des Pèlerinages - 3B Rue Notre Dame
F-36180 Pellevoisin
02 54 39 06 49تلفون:
02 54 39 04 66 فاكس:
sanctuaire@pellevoisin.net بريد الكتروني:
المكتب السياحي في بيليفوازان:
Place de l'Eglise
36180 Pellevoisin

  رد مع اقتباس
قديم 25 - 07 - 2012, 06:47 PM   رقم المشاركة : ( 8 )
magdy-f Male
..::| الاشراف العام |::..

الصورة الرمزية magdy-f

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 348
تـاريخ التسجيـل : Jun 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : egypt
المشاركـــــــات : 18,593

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

magdy-f غير متواجد حالياً

افتراضي رد: ظهورات السيدة العذراء مريم حول العالم

سيدة نوك
ظهورات السيدة العذراء مريم حول العالم
ايرلندا، 1879




تقع مقاطعة مايو في غرب ايرلندا، وقد عانت من محنة عظيمة في فترة 1870. حيث حدثت اضطرابات اقتصادية ومجاعات أدّت الى هجرة العديد من الإيرلنديّين. وفي تلك الظروف بعث الله أمه مرّة أخرى لزيارة أطفاله المظلومين.
وقع هذا الظهور في نوك في الواحد والعشرين من أغسطس من عام 1879، أي بعد ثمانية أعوام من ظهور العذراء في بونتمان في عام 1871. وبدا أن الظهورين متشابهين بشكل واضح، حيث أن كليهما قد حدثا في المساء وداما مدة ثلاث ساعات أو ما الى ذلك كما لم تُنطق أية كلمة في هذين الظهورين.
ظهورات السيدة العذراء مريم حول العالم
وفي مساء الخميس الموافق 21 من أغسطس عام 1879، كانت هناك امرأتان وهما ماري ماكلوغلين وماري بيرن من قرية نوك الصغيرة، تسيران تحت المطر راجعتين الى بيتهما مروراً من خلف الكنيسة. وهناك أمام جدار الكنيسة وقفت السيدة العذراء مريم، والقديس يوسف، والقديس جون المبشّر، وظهر مذبح وُضع عليه حمل وصليب. وكانت الملائكة تطير حول المذبح. نادت المرأتان أشخاصاً عدّة للمجيء الى الكنيسة. فرأوا هذا الظهور بأمّ أعينهم. وما رأته المرأتان مع الثلاثين شخصاً في ذلك اليوم، كان سيّدة جميلة ترتدي ثوباً أبيض وتاجاً لامعاً. وكانت يداها مرفوعتان كما في وضعية الصلاة. وكلّ من شاهد هذه المرأة عرف أنها مريم العذراء المقدّسة، والدة يسوع وملكة الملائكة. كما وصرّح القرويّون الذين لم يكونوا في مكان وقوع الظهور أنّهم شاهدوا ضوءاً مشرقاً يحيط بتلك المساحة حيث تقع الكنيسة. وفي تقارير لاحقة دوّنت شفاءات لا يمكن تفسيرها صاحبت الزيارة التي تمّت من قبل القديسين الى الكنيسة في نوك.

استجابت الكنيسة لسلسلة الأحداث هذه بصورة نموذجيّة. ووُضعت عمولة لجمع شهادات من رأوا ذلك الظهور وتمّ الاحتفاظ بالسجلات التي دوّنت فيها الشفاءات التي حدثت حتى عام 1936. وفي ذلك الوقت، أجاز غيلمارتن، رئيس أساقفة أبرشيّة تيام، نشر كتيّب يدعم الظهور الذي حدث في نوك. ومع الوقت نالت نوك تدريجياً الدعم الرسمي من الكنيسة الذي كلّل بالزيارة البابويّة في عام 1979. أما المعنى الرمزيّ للحمل، والصليب والمذبح فهو الموت القربانيّ للمسيح والقدّاس، وقد شوهدوا وراء القديسة مريم في الظهور الذي حدث في نوك، حيث كان التركيز موجّهاً عليها وعلى دورها كوسيطة. كما كان هذا الظهور مختلفاً عن غيره من الظهورات التي ووفق عليها. الاختلاف الأول هو عدد الأشخاص الذين ظهروا، فعادةً تظهر مريم فقط. أما الاختلاف الثاني هو النقص في الرسائل الشفهيّة. ففي الظهورات الأخرى كافةً ظهرت مريم حاملةً تحذيراً أو طلباً من الناس. والاختلاف الثالث هو العدد الكبير الذي شاهد هذا الظهور. وأخيراً، كان الظهور وجيزاً وحدث مرةً واحدة فقط لمدة ساعتين. وعادةً ما تكون هذه الزيارات متعددة. وتلك الاختلافات دعت البعض للشك أن الحدوث قد حصل فعلاً.

ومع انتشار الأخبار، توافد الآلاف من الحجاج السقماء الى نوك. وسجّلت حالات شفاء غير اعتيادية كثيرة. وقد ترك الأشخاص الذين شُفيوا عكّازاتهم وعِصيّهم في الموقع، وحاولوا نزع الجص والقليل من سمنت الجدار الذي تمّ الظهور أمامه كذخيرة في عام 1879 و1880. وفي خريف عام 1880، نُصب تمثالٌ للسيدة العذراء في المكان الذي ظهرت فيه. وقد أصبح هذا المكان مركزاً لتوافد الحجّاج: حيث يشق ما يقارت المليون ونصف زائر طريقه الى هناك سنوياً.
ظهورات السيدة العذراء مريم حول العالم
إن هذه المباركة التي حلّت على ايرلندا كانت متوقّعة، نظراً لإقامة الصلاة دوماً لمريم العذراء في تلك البقعة. وقد بُجّل القديس يوسف والقديس جون المبشّر وأحسّ الايرلنديون بتلك المحبّة: إن ظهور نوك لهو علامة عن ذلك الحب. ولطالما فهم الايرلنديون أنه لا يوجد شيء إلهي بالنسبة الى السيدة العذراء فهي ليست الإله. إن مريم العذراء المقدّسة هي إنسانة، وأخت للبشريّة إضافة الى كونها أمّ. لكنها والدة يسوع المسيح الإلهي والإنسان أيضاً. ولذلك فإنّ مريم هي والدة الله. ولا تملك طاقةً خاصة بها لكنها ستكون دائماً والدة أكثر الأشخاص الأقوياء الذين ساروا على هذه الأرض. ومريم العذراء الآن في السماء مع ابنها. وأحياناً تأتي الى الأرض كرسولة سماوية، مبعوثة من قبله وتظهر للناس. حينما تتحدّث العذراء مريم لا تجلب رسالة جديدة غير مذكورة ضمن التعاليم الكتابيّة للمسيح. كما أنها تقدّم لنا ابنها وتدعونا الى التوبة والرجوع الى الله والحزن من أجل الخطية.

تحرّت الكنيسة رسمياً عن الظهور في نوك في عام 1879، ومرة أخرى في عام 1936. وقد وجدوا أن كلّ من شهد كان صادقاً ولا يوجد هناك تناقض فيما قاله مع الإيمان. وقد كرّم أربع بابوات نوك. فكرّم البابا بيوس الثاني عشر اسم نوك في سان بيتر وزيّنه بميدالية مميزة في يوم جميع القديسين، 1945. وفي السنة المريمية، أعلن البابا عن عيد جديد وهو عيد ملكيّة مريم. أمّا البابا جون الثالث والعشرين فقد قدّم شمعةً مميّزة لنوك في عيد تطهير مريم العذراء في عام 1960. ولطالما اعتبر نوك كواحدة من المقامات البارزة المكرّسة لمريم العذراء. أمّا البابا بول السادس فقد بجّل حجر الأساس لكاتدرائية السيدة العذراء، ملكة ايرلندا في السادس من يونيو عام 1974. ووجّه السقماء وطاقم التمريض، وأقام القداس، وأسس مقام الكنيسة ككاتدرائية وقدّم شمعة ووردة ذهبية لهذا المقام، وأخيراً ركع وصلى بجانب الجدار الذي تمّ عنده الظهور.
حصلت معجزات
بعد عشرة أيام من الظهور، حدث الشفاء الأول. فتاة صغيرة ولدت صمّاء وقد مُنحت في ذلك اليوم نعمة السمع. وفي نهاية 1880 شُفي حوالي 300 شخص بشكل أعجوبيّ واضح. وقد سجّلت هذه الحالات في مفكّرة كاهن الأبرشيّة. وشهد أحد الحجّاج، الذي شُفي بفترة قصيرة بعد الظهور، أنه خلال سنوات عدّة شَهِدَ: "شفاء ما يقارب نصف دزينة من الحجاج في آن واحد، ورأى بأمّ عينه المقعدون يمشون، والعميان يبصرون، وحالات شفاء من ضمور البشرة". نرجو من مريم، والدة الله، امرأة الجلالة، منحنا القوة والشجاعة لنتحدى الشر ونضع أنفسنا في خدمة ابنها وملكوت عدالته ومحبته وسلامه. وأن نتلو دائماً:

"إلهى، افتح عيناي لأرى. واعطني القوّة لأستخدمها". ظهورات السيدة العذراء مريم حول العالم
صلاة لسيدتنا سيدة نوك
سيدتنا سيدة نوك، ملكة إيرلندا

لقد أعطيتِ الناس الأمل في وقت الحزن
وواسيتهم في المحنة
وقد نفخت حياةً جديدة في العديد من الحجّاج
ليصلوا بثقة لابنك السماويّ،
مذكّرةً بوعده: "اطلبوا تعطَوا، ابحثوا تجدوا.
ساعديني لأتذكّر أنّنا كلّنا حجّاج في طريقنا الى السماء.
املئيني بالمحبة والاهتمام بأخوتي وأخواتي في المسيح يسوع،
خاصةً الذين يعيشون معي.
ساعديني في مرضي أو وحدتي أو حزني.
علّميني كيف أشارك بشكل أكثر تبجيلاً في القدّاس المقدّس.
صلّي لأجلي الآن، وفي ساعة موتي.
آمين
"ووفق على هذا الظهور بالكامل من قبل المحكمة البابويّة في عام 1936"

  رد مع اقتباس
قديم 25 - 07 - 2012, 06:48 PM   رقم المشاركة : ( 9 )
magdy-f Male
..::| الاشراف العام |::..

الصورة الرمزية magdy-f

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 348
تـاريخ التسجيـل : Jun 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : egypt
المشاركـــــــات : 18,593

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

magdy-f غير متواجد حالياً

افتراضي رد: ظهورات السيدة العذراء مريم حول العالم

ظهورات سيّدة فاطيما

ظهورات السيدة العذراء مريم حول العالم


ظهورات السيدة العذراء مريم حول العالم ظهورات السيدة العذراء مريم حول العالم ظهورات السيدة العذراء مريم حول العالم
فرانسيسكو ماركوس
وُلد في 11 يونيو من عام 1908 في فاطيما
تُوفي في 4 أبريل من عام 1919 في فاطيما
جاسِنتا ماركوس
وُلدت في 11 مارس من عام 1910 في فاطيما
تُوفيت في 20 فبراير من عام 1920 في ليزبون
لوسي دوس سانتوس
وُلدت في 22 مارس من عام 1907 في فاطيما
توفيت في 13 فبراير من عام 2005 في الدير الكرمليّ في كاومبرا، البرتغال


فاطيما 1917

ظهورات السيدة العذراء مريم حول العالم

استُهلّت ظهورات السيدة العذراء الستة في فاطيما والتي حدثت للوسيّا البالغة من العمر 10 سنوات وجاسِنتا البالغة من العمر 7 سنوات وفرانسيسكو البالغ من العمر 9 سنوات، بثلاثة ظهورات لملاك.

[COLOR=**********]الظهور الأول للملاك في فاطيما[/COLOR]

شاهد أطفالٌ رُعاة من فاطيما في ربيع 1916 ملاك السلام ثلاث مرات، والذي كانت مهمّته تهيئتهم لمجيء السيدة العذراء. وقد شرح لهم باستخدام الأمثلة كيفيّة الصلاة، والتبجيل الذي يجب عليهم إظهاره نحو الرب في صلاتهم.


الظهور الثاني للملاك في فاطيما
خلال صيف 1916، ظهر الملاك للمرة الثانية على الأطفال حاثٍثاً إيّاهم على الصلاة: "اتلو الصلاة وقدّموا التضحيات باستمرار للرب المقدّس". وقد قدّم نفسه كملاك البرتغال الحارس.

الظهور الثالث للملاك في فاطيما
في ظهوره الثالث والأخير على الأطفال في خريف 1916 في فاطيما، أعطاهم الملاك القربان المقدّس، وشرح لهم كيفيّة تناول جسد المسيح في القربان المقدّس: ركع الأطفال الثلاثة للتناول؛ فأُعطيَت لوسي خبز القربان المقدّس على اللسان وشارك الملاك دم المسيح وهو خمرة كأس القربان بين فرانسيسكو وجاسِنتا.

ظهور العذراء مريم الأول في فاطيما
ظهورات السيدة العذراء مريم حول العالم ظهرت القديسة العذراء لأول مرة في فاطيما في الثالث عشر من شهر مايو من عام 1917. وقد كان الأطفال حينها يلهون ويبنون جداراً صغيراً حينما رأوا فجأة وميضاً من الضوء. فظنّوا أن هناك عاصفة آتية فقاموا بجمع قطيع الخراف ليأخذوه الى البيت. ثم رأوا مرة أخرى وميضاً من الضوء وبعد ذلك بوقت قصير، شاهدوا فوق شجرة السنديان سيدة مرتدية ثوباً أبيض وتشع وهجاً أكثر من الشمس. وكانوا بالقرب منها لدرجة أن الضوء قد أحاط بهم. وقالت السيدة الجميلة: "لا تخافوا، لن أؤذيكم". فسألتها لوسيّا: "من أين أتيت؟ وما الذي تريدينه منّي؟" فأجابت السيدة العذراء المقدسة: "جئت من السماء، كما أتيت لأطلب منكم الرجوع الى هنا في اليوم الثالث عشر من الشهور الستة القادمة في مثل هذا الوقت، وعندها سأعلمك من أنا وما أريده. ثم سآتي للمرة السابعة". بعد ذلك سألتها لوسيّا: "هل سأذهب الى السماء أيضاً". فأجابتها: "نعم". ثم سألتها عن جاسنتا؟ وأجابتها أيضاً بنعم. بعد ذلك سألتها عن فرانسيسكو؟ فقالت لها السيدة: "هو أيضاً، لكن يجب عليه أن يصلّي المسبحة لمرات عديدة". ثم سألتها لوسيّا عن الفتاتين اللتين تبلغان من العمر 16 و20 سنة واللتين توفّيتا حديثاً، إن كانتا في السماء. فأجابت العذراء: "الأولى هناك لكن الثانية لا".

كان هذا الظهور الأول الذي عرفوا من خلاله العذراء لأول مرة. ثم بدأت بعد ذلك العذراء بإعلامهم بسبب مجيئها. "هل ستقدّمون أنفسكم الى الله لتحملوا الآلام التي سيعطيها لكم من أجل إصلاح الإثم وهداية الخاطئين؟" فأجابوها ببراءة الطفولة وبساطة نبيلة "نحن نريد ذلك". "عندها ستعانون الكثير، لكن نعمة الله ستكون قوّتكم!"، وحينما قالت "نعمة الله" فتحت يديها فخرج منهما شعاع من نور قويّ، دخل الى صميم أرواحهم. وبهذه الطريقة، أرتهم أنفسهم في الله، الذي هو النور الذي دخلهم.


ظهورات السيدة العذراء مريم حول العالم وقد قالت لوسيّا أنهم رأوا أنفسهم في ذلك الوقت أفضل من استخدام أي مرأة ممتازة لذلك. ودفعتهم قّوة داخليّة الى الركوع وترديد التالي: "باسم الثالوث الأقدس، الآب، والابن، والروح القدس، إننا نعبدك بعمق، ونقدّم لك أعظم جسد، ودم، وروح، وألوهية يسوع المسيح، المتواجد في جميع أوعية خبز القربان في العالم، من أجل إصلاح وتعويض اللامبالاة، والازدراء، وعدم التوقير الذي يظهره الناس اتجاه الأشياء المقدّسة والذي ضايق يسوع المسيح واعتبره من الآثام. ولأجل استحقاقات القلب المقدّس اللانهائية ، وقلب مريم الطاهرة، أرجو منك هداية الخطاة المساكين". وبعد وقت قصير، قالت السيدة العذراء: "صلّوا الورديّة يومياً لإحلال السلام في العالم ولإنهاء الحروب! وعند الانتهاء من صلاتها اتلوا الصلاة التالية: "يا يسوعي، اغفر لنا خطايانا. احفظنا من نار جهنّم وأرشد جميع الأرواح الى الجنة، خاصةً أولئك الأكثر احتياجاً الى رحمتك". ثم تحرّكت العذراء ببطء مبتعدةً نحو الشرق.

الظهور الثاني للعذراء في فاطيما
أخذ اللقاء الثاني مكانه في عيد القدّيس أنطوني في بادوا. وقد طلبت العذراء من الأطفال أن يصلّوا المسبحة يومياً. ووعدت بأخذ جاسِنتا وفرانسيسكو الى السماء (الجنة) قريباً. أما لوسيّا فسلّمتها مهمّة البقاء في هذا العالم لإقامة الصلاة وتكريس نفسها لقلب مريم النقي. وقد قالت واعدةً إيّاها: "سيكون قلبي النقي ملجأك والطريق الذي سيقودك الى الله". وفي تلك المناسبة منحت السيدة العذراء الأطفال رؤية أخرى لله كاشفةً عن قلبها النقي الذي أحاطت به الأشواك التي تعبّر عن الانتهاكات والإهانات التي أحدثتها أخطاء الانسانية، والبحث عن الإصلاح والتكفير لهم".

الظهور الثالث للعذراء في فاطيماظهورات السيدة العذراء مريم حول العالم
يعتبر هذا الظهور الذي حدث في الثالث عشر من يوليو الظهور الأكثر إثارةً للجدل من حيث الرسالة الموجّهة لفاطيما، فقد قدّمت خلاله العذراء سراً من ثلاثة أجزاء صانه الأطفال بحرارة. دار الجزأين الأولين عن رؤية لجهنّم ونبوءة الدور المستقبليّ لروسيا وكيفية الاتّقاء منه والذي لا يجب أن يُكشف عنه الى أن تكتبه الأخت لوسيّا في مذكّرتها الثالثة بطلب من المطران في 1941. والجزء الثالث الذي يسمّى عادةً بالسر الثالث، قد نُقل الى المطران الذي قام بدوره بإرساله دون الاطّلاع عليه الى البابا بيّوس الثاني عشر.

رؤية جهنم في فاطيما
كشفت لوسيّا بعد ذلك أن العذراء مريم وهي تروي كلماتها تلك، فتحت يديها وانطلق نورٌ منهما بدا وكأنه يتخلل الأرض وبذلك رأوا مشهداً مريعاً لجهنّم، مليئة بالشياطين والأرواح الضائعة وسط رعب لا يوصف. وقد كانت تلك الرؤية المشهد الأول من "سرّ" فاطيما، ولم يكشف عنه إلا بعد مرور بعض الوقت. نظر الأطفال عالياً الى وجه العذراء المقدسة الحزين وهي تتحدث إليهم بلطف: "لقد رأيتم الجحيم حيث تذهب أرواح الخطأة المساكين. لتحفظوهم، يريد الله أن تعم صلاة قلبي النقي على العالم وتزداد. إن قام الناس بعمل ما أخبرهم به، سينجوا الكثيرون وسيعم السلام، وستنتهي الحروب إن توقّف الناس عن تجديف الله. وإن لم يفعلوا ذلك، فخلال تولي الأسقف بيّوس الحادي عشر ستندلع حرب مريعة. وإذا رأيتم في ليلة ضوءاً غير معروف، اعلموا أنها إشارة من الله، سيعطيها ليُعلمكم أنه سيقوم بمعاقبة العالم على أخطائهم. وسيتم ذلك بالحرب، والمجاعة، واضطهاد الكنيسة والآب المقدّّس. وللاتقاء من ذلك، أطلب من روسيا أن تكرّس نفسها لقلبي النقي. وأن يتناولوا القربان المقدّس كل يوم سبت من بداية الشهر كإصلاح وتكفير عن خطاياهم. وإن فعل الناس كما أطلب والتفتوا الى كلماتي، فسينقلب الحال في روسيا وسيعمّ السلام. وإن لم يقوموا بذلك، فستنشر روسيا تعاليمها المزيّفة حول العالم، وستصبح الحرب واضطهاد الكنيسة أمراً محتماً. وسيستشهد الصالح؛ وسيعاني الآب القدوس الكثير؛ وستباد أوطان كثيرة. لكن في النهاية سينتصر قلبي النقي. وسيخصّص الآب المقدّس روسيا لي وستتحوّل وسيوهب السلام الى الإنسانية. أمّا في البرتغال فسيبقى الناس مخلصين. ولا تقولي ذلك الى أي أحد غير فرانسيسكو. وعندما تقومين بصلاة الوردية، قولي بعد كل بيت: "يا يسوعي، اغفر لنا خطايانا، ونجّنا من نار الجحيم، وخذ أرواحنا الى الجنة، خاصة هؤلاء الذين هم بحاجة ماسة الى رحمتك". ثم سألت لوسي: "هل تريدينني أن أقوم بأي شيء آخر؟" "لا أرغب بشيء آخر منك اليوم" ثم ابتعدت ببطء نحو الشرق، واختفت في السماء على مسافة بعيدة.

الظهور الرابع للعذراء في فاطيما
في الثالث عشر من أغسطس كان الأطفال حُبَساء في أوريم، والتي تبعد بضعة كيلومترات من فاطيما. حاولت جاسِنتا تقديم كل ما باستطاعتها لهداية الخطأة. والجدير بالذكر أنه في المرات التي كانت تظهر بها العذراء المقدسة وتذهب كان هناك عشرون ألف شخص في فاطيما يرون ويسمعون صوت رعدٍ ووميضاً متألّقاً من النور في السماء الزرقاء الصافية. وبعدها يبهت لون الشمس ويتحوّل الجو العام الى الغائم، مع لون أصفر شاحب، بينما تظهر سحابة مضيئة بشكلها الرائع وترفرف فوق شجرة السنديان، مكان حدوث الظهورات.
في التاسع عشر من أغسطس ظهرت السيدة العذراء في فاطيما للأطفال في قرية صغيرة بالقرب من فاطيما تسمى فالينوس. ومرة أخرى ظهرت فوق شجرة سنديان. وقالت لوسي: "ما الذي تتمنّينه منّي؟" فأجابتها السيدة العذراء:ظهورات السيدة العذراء مريم حول العالم "أرغب منك المجيء الى كوفا دا إريا في الثالث عشر من الشهر القادم وإكمال صلاتك للوردية، وسأصنع معجزة في الظهور الأخير، وبذلك يؤمن جميع الناس". "ما الذي يجب علينا صنعه بالمال الذي يتركه الناس في كوفا دا إريا؟" "إن هذا المال مخصّص للاحتفال بيوم سيدة الورديّة، والمتبقي منه سيخصّص لبناء كنيسة". وعندما طلبت لوسيّا من العذراء شفاء بعض الناس السقماء. أجابتها السيدة العذراء: "خلال السنة القادمة سأشفي البعض. صلّوا! صلّوا! كثيراً واجلبوا قرباناً للخطأة، حيث أن العديد من الأرواح ستذهب الى الجحيم لأن لا أحد يقدّم نفسه لها أو يصلي لأجلها. صلّوا!" ثم ارتفعت العذراء مبتعدةً نحو الشرق.


الظهور الخامس للسيدة العذراء في فاطيما
انتشرت شائعات في الثالث عشر من سبتمبر مفادها أن الله سيقوم بفعل شيء خاص في هذ1 اليوم. وقد علّقت أم لوسي التي كانت في بعض الأحيان تضرب ابنتها ظناً منها أنها تتفوه بالكذب، كل آمالها على هذا النهار. لكن لم يحدث شيئاً يوضّح الظهورات. وقد زاد ذلك من وضع لوسي سوءاً في المنزل. لكن لوسي قدّمت ألامها الى الله كما علّمتها مريم "يا يسوعي، إني أقدم كلّ آلامي من أجلك، من أجل محبّتك ولإصلاح قلب مريم النقي المحاط بالأشواك ولهداية الخطأة". وقالت السيدة العذراء: "إن الله مسرور من صلواتك، لكنه يريدك أن ترتدي أحزمة الكفّارة فقط في الليل". وقام الأطفال بصنع هذه الأحزمة بأنفسهم.

الظهور السادس والأخير للعذراء مريم في فاطيما
ظهورات السيدة العذراء مريم حول العالم في يوم الثالث عشر الماطر من شهر أكتوبر من عام 1917 في فاطيما، ظهرت العذراء الخفية للمرة السادسة والأخيرة على الأطفال. وحضر في تلك الأمسية أكثر من سبعين ألف شخص الى فاطيما. ولم يستطع أحداً رؤيتها سوى الأطفال وصرّحت بأنها مريم المقدّسة. وأعلنت للأطفال عن الأسرار الثلاثة وظهورها التالي. فجأة، توقّفت الأمطار وانقشع الغيم ليكشف عن الشمس. وبدأت الشمس تدور وكأنها ستقع! وقد صرح بذلك شهود عيان في وقت لاحق. واعتقد الناس بأن نهاية العالم قد حانت إلا أن الشمس قد اتخذت موقعها الطبيعي في السماء. وعُرف أن هذه الظاهرة قد حدثت مرتين.

معجزة الشمس في فاطيما
يمكن وصف معجزة الشمس التي شاهدها جميع الناس بإيجازٍ بالكلمات التالية. بعد هطول الأمطار الغزيرة، تحول لون السماء الى الزرقة، واستطاع الناس النظر الى الشمس بسهولة، والتي بدأت تدور حول نفسها كعجلة من نار وبدأت تبعث إشعاعات رائعة من الضوء بكل أصناف الألوان. وبدا الناس والتلال والأشجار وكل شيء في فاطيما كأنه يبعث هذه الألوان الجميلة. ثم توقّفت الشمس عن الدوران لبرهة بعدها حدث الشيء الجميل عينه مرة أخرى. وقد تكرّر أيضاً للمرة الثالثة. لكن فجأة تفكّكت الشمس من السماء واتّجهت الى الأرض بحركة متعرّجة. ومع اقترابها ازداد حجمها أكثر فأكثر وبدت وكأنها ستسقط على الناس وتسحقهم. فخاف الجميع وسقطوا على الأرض مُصلّين طالبين من الله الرحمة والمغفرة.
بعد ذلك، عاد كل شيء الى طبيعته والناس الذين ركعوا على الطين أدركوا مدى بذاءتهم. ورجعوا الى الأطفال مطلقين عليهم وابلاً من الأسئلة. واستمر ذلك طوال الليل قبل أن يسمحوا للأطفال بأخذ قسطٍ من الراحة، على أن يكملوا حديثهم في اليوم التالي.

موت فرانسيسكو وجاسنتا
ظهورات السيدة العذراء مريم حول العالم بعد ذلك بدأت التساؤلات وحاول الناس جعل الأطفال يبوحون بالأسرار التي أخبرتهم بها السيدة العذراء المقدسة. لكنهم لم ينالوا مرادهم حيث قالت جاسنتا الصغيرة: "أُفضل الموت عن البوح بالأسرار". وبعدها بوقت ليس بطويل ماتت جاسنتا في العشرين من يناير من عام 1920 وحيدةً في مستشفى في ليزبون، كما قالت السيدة العذراء لها سابقاً.
ومات فرانسيسكو في السنة السابقة لوفات جاسِنتا، في الرابع من أبريل من عام 1919. أما لوسي فقد توفيت هذه السنة 2005 في الثالث عشر من فبراير. وقد قالت السيدة العذراء للأخيرة أنها ستعيش طويلاً لأن الآب المقدّس قد اختارها لتكون مكرّسة له ولتنشر ما تريده سيدتنا العذراء وتزيد من الصلاة والعبادة لقلبها النقيّ.

الظهور الذي حدث في العاشر من ديسمبر من عام 1925
في العاشر من ديسمبر من عام 1925، ظهرت القديسة مريم للوسي في بونتيفيدرا، مع طفلها في سحابةٍ من ضوء. وقال الطفل: "استمدّي الرحمة من قلب امك المقدسة، المحاط بالأشواك التي تعبّر عن الناس غير الشاكرين الذين ما يزالوا يطعنون قلبها. ويستمرون في عمل ذلك دون أن يزيل أي أحد منهم الأشواك عن طريق العودة الى الله". ثم قالت السيدة العذراء: "ابنتي، انظري الى قلبي المحاط بالأشواك التي وخزني بها الناس غير الشاكرين بلغتهم المجدّفة ونكرانهم للجميل. هل تستطيعين إراحتي وتجعليهم يعلمون بأن كل من حضر القدّاس في أول يوم سبت من كل شهر لمدى خمسة أشهر متتالية، واعترف وتناول القربان المقدس، وصلى الوردية. وقام بتخصيص دقائق ليتفكّر بأسرار الوردية سيعوّض وسأهبه الرحمة التي هو بحاجة إليها ساعة موته.

الظهور الأخير في السادس من يونيو من عام 1929
ظهورات السيدة العذراء مريم حول العالم بوركت جاسنتا خلال مرضها بظهورات عديدة من القديسة مريم كما حدث مع لوسي أيضاً بالرغم من عدم معرفتنا كيف حدث ذلك نظراً لعدم إفصاح لوسي عن ذلك للجميع. لقد قالت ما طلبت منها السيدة العذراء قوله فقط. وخلال الثلاث سنوات التي كانت تعترف فيها للأب غونكلاف ، تعرّفوا فيها على بعضهم البعض جيداً. وقد قالت لها السيدة العذراء أن الوقت قد حان للكنيسة لتُكرّس روسيا نفسها للعذراء وتعلن الوعد بعودتها الى الرب. وقد طلب كاهن الاعتراف من لوسيّا أن تكتب أمنيات سيدتنا العذراء.

عندما قالت السيدة العذراء في ظهورها الذي حدث في الثالت عشر من يوليو من عام 1917: "سآتي للسؤال عن تكريس روسيا نفسها للرب". قامت بفعل ذلك في الثالث عشر من يونيو من عام 1929، حينما ظهرت على لوسي في كنيسة دوروثياس، في مدينة تاي في أسبانيا. "إن أمي السماويّة وكاهن الاعتراف قد أعطوني الإذن لأخبر عن ساعة التقديس التي قمت بها يوم الخميس في الساعة الحادية عشر حتى منتصف الليل. ففي إحدى الليالي كنت راكعة لوحدي أصلّي في الكنيسة صلاة الملائكة. وكنت أحس حينها بالتعب فأكملت الصلاة ويدي ممدّدتين. وكان مصباح الكنيسةهو مصدر النور الوحيد. وفجأةً ملأ الكنيسة بأكملها ضوء طبيعيّ قويّ، وظهر صليب من نور امتد ليصل الى حافة المذبح. و شاهدت في الجزء العلوي منه وجه شخص والجذع العلويّ من جسده. وأمام صدره كان هناك نور لطيف وجسد إنسان أخر مسمّر على الصليب. وأسفل خصره تدلّي كأس القربان وكان فوقه قربانة كبيرة تتساقط منها قطرات دماء مصدرها من وجه المصلوب وبعض قطرات دماء من الجرح في صدره. هذه القطرات تدحرجت من خبز القربان الى كأس القربان. وتحت اليد اليمنى من الصليب وقفت سيدة فاتيما حاملةً بيدها اليسرى قلبها النقي وكان خالياً من السيف أو الأزهار لكن لم يخلُ من تاج الشوك واللهب. وتحت اليد اليسرى للصليب، ظهرت بعض الأحرف الكبيرة وكأنها ماء صافية بلّوريّة تدفّقت نحو المذبح مكوّنةً الكلمات التالية:
"الرحمة والمحبّة"
البابا في فاطيما
ظهورات السيدة العذراء مريم حول العالم وتُكمِل لوسيّا حديثها قائلة: "بعد ذلك استلمتُ تفاصيل أكثر عن سر الثالوث الأقدس، وهو سرّ لن أقوم بالبوح به". ثم قالت سيدتنا العذراء: "حان الوقت الآن للبابا ليدعو جميع الأساقفة من جميع أنحاء العالم لينضمّوا إليه ليكرّسوا روسيا لقلبي النقي. وقد وعد الله بحفظ روسيا إن قاموا بفعل ذلك. وبذلك سَيَدين الله بعدالته الصالحة أرواحاً عديدة بسبب الخطايا التي ارتكبوها بحقّي. ويُفسّر ذلك سبب طلبي منكم الإصلاح والتكفير. كرّسي نفسك للصلاة لهذه الغاية!!!". وقد أقيم احتفال جاسِنتا وفرانسيسكو وهم طفلا فاطيما اللذان ظهرت لهما السيدة العذراء، في الثالث عشر من مايو من عام 2000 حينما زار البابا جون بول الثاني المَقام في فاطيما في احتفال خاص. وقد كشف الفاتيكان أيضاً عن السر الثالث.

أُصيب فرانسيسكو وجاسِنتا بالحمى الأسبانيّة. وتوفّي فرانسيسكو في الرابع من شهر أبريل من عام 1919 في فاطيما عن عمر يناهز العاشرة بينما توفيت جاسِنتا في العشرين من فبراير من عام 1920 في الساعة العاشرة والنصف بتوقيت غرينتش في ليزبون عن عمر يناهز التاسعة.
أما الأخت لوسي دوس سانتوس، آخر الأطفال الثلاثة التي أعلنت عن رؤيتها للعذراء مريم في 1917 في فاطيما، البرتغال. فقد تُوفّيت في الثالث عشر من فبراير من عام 2005 عن عمر يناهز السابعة والتسعين.


"هذه الظهورات التي حدثت في فاطيما قد ووفِق عليها من قبل المحكمة البابويّة في أكتوبر 1930"


ظهورات السيدة العذراء مريم حول العالم

ظهورات السيدة العذراء مريم حول العالم
  رد مع اقتباس
قديم 25 - 07 - 2012, 06:49 PM   رقم المشاركة : ( 10 )
magdy-f Male
..::| الاشراف العام |::..

الصورة الرمزية magdy-f

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 348
تـاريخ التسجيـل : Jun 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : egypt
المشاركـــــــات : 18,593

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

magdy-f غير متواجد حالياً

افتراضي رد: ظهورات السيدة العذراء مريم حول العالم

سيدة بوراين
ظهورات السيدة العذراء مريم حول العالم
أنا العذراء النقيّة
بوراين، بلجيكا 1932
في المرّات القليلة الأولى التي ظهرت فيها العذراء مريم المقدّسة في بوراين، كانت على مقرُبة من خمسة أطفال وهم: أندري ديجيمبر البالغ من العمر 15 سنة، وأخته غيلبيرت البالغة 9 سنوات، وفرناند فوازين البالغة 15 سنة، وأختها غيلبيرت البالغة 11 سنة، وأخاها ألبيرت البالغ 13 سنة؛ إلا أنّها لازمت الصمت لفترة قبل أن تظهر لهم. وفور حدوث ذلك ركع الأطفال لا إرادياً ما أدى الى ارتطام ركبهم بالأرض، لكن ذلك لم يترك أية ندوب.
ظهورات السيدة العذراء مريم حول العالم
ظهرت العذراء مريم في بوراين أكثر من 30 مرة. ووقعت أولى الظهورات في التاسع عشر من نوفمبر من عام 1932، أما الأخيرة ففي الثالث من يناير من عام 1933. وحينما تحدّث الأطفال عمّا رأوه لم يصدّقهم أحد، كما حدث في معظم الأماكن التي ظهرت فيها العذراء مريم. ومنعتهم الراهبات في المدرسة الداخليّة الملتحقين بها من التحدث بهذا الأمر ولم يأبهن أبداً بما كان الأطفال يطلعونهم عليه. لكن في الظهور الرابع، قامت مريم العذراء بالتوجه الى المبنى الجديد حيث تقطن الراهبات وتوقّفت عند شجيرة الزعرور البريّ. ثم فتحت يديها لإلقاء التحيّة وابتسمت وبعدها اختفت. لم يكن أندري، وغيلبيرت، وفرناند، وغولبيرت، وألبيرت طلاّباً قاطنين في المدرسة الداخليّة، فطلبت الأم السماويّة منهم بقاء الأمسية التالية في منازلهم وامتثل الأطفال لطلبها وقضَوا تلك الليلة بتلاوة الصلاة والالتماس.
حدثت جميع الظهورات في بوراين في المساء، نظراً لتواجد العديد من الناس في الدير في ذلك الوقت. وفي الأيام الأولى، كانت السيدة المقدّسة تنتظر الأطفال وتظهر لهم في الوقت الذي يقومون فيه بصلاة الورديّة. وعندما رآها الأطفال، علا صوتهم مصلّين بنسقٍ واحد. وقد صلى المئات من الناس معهم أيضاً. وعند سماع الراهبات لذلك، قُمن وبأمر من الشماس بإبقاء أبواب الدير مقفلة ولم يظهرن للعيان. في الصباح الباكر للثامن من ديسمبر، حضر عدد كبير من الناس للاعتراف، وبدى واضحاً أن قسماً كبيراً منهم كانوا من المهتدين. كما ذهب عدد لا حصر له لتناول القربان المقدّس. وبعد القدّاس أُقيم زيّاح الى شجيرة الزعرور البريّ. وقد كانت هناك حافلات آتية من شارليروا، وميرزيير، وجيفيت، ودينانت، ونامور وسانت هوبيرت وبروسيلز. وازدادت رحلات القطارات الآتية من دينانت وأردينان.

في الساعة الثالثة بعد الظهر امتلأت أرض الدير والشارع بحشد غفير من الناس. و حافظت الشرطة على الوضع بينما قام الناس بالترتيل مردّدين، "طوّقي بيديك المقدّستين بلجيكا". وتوهّجت المساحة حول شجيرة الزعرور البريّ بالشموع المضاءة. ثم أُقفلت الأبواب المؤدّية الى الدير. واستُنفذت جميع الشموع، واستمر رجال الشرطة بحراسة المكان لحماية ممتلكات الراهبات ومنع الناس من اقتحام الدير. وفي الساعة السادسة مساءً وصل الأطفال وسُمع هتاف مفاده: "إنّها هنا!!! فركعوا جميعاً، مصلين وهاتفين باسمها طالبين منها التحدّث. لكنها لم تتفوّه بأية كلمة، فقط ابتسمت. ثم قاموا جميعاً بتلاوة المسبحة بأكملها وظلّ ظهورها مرئياً خلال ذلك الوقت".
أراد خمسة أطبّاء فحص الأطفال. فمرّروا ضوء مصباح كهربائي على أعينهم وقام أحد الأطباء بغرز ابرة في يد أحدهم وقام آخر بإشعال عود ثقاب وإعطائه للفتاة الصغيرة. احترق عود الثقاب بالكامل لكن لم يترك أثراً على يد الفتاة. تفاجأ الأطفال بعد ذلك عند سماعهم بما حدث فلم تُترك أية علامةٍ لحرق على يد الفتاة. وقد أجمع الأطباء أن الأطفال كانوا في حالة من الانجذاب الروحيّ الكامل. كما تمّ استجواب الأطفال كلٌّ على حدة، لكن لم يكن هناك أي تناقض فيما قالوه. وكان من الرائع سماع الطفلة الصغيرة وهي تصف شكل السيدة العذراء ما أكّد للناس ظهورها. وقد طلبت العذراء من هذه الفتاة شيئاً. ووصفت السيدة العذراء نفسها في الواحد والعشرين من شهر ديسمبر:

ظهورات السيدة العذراء مريم حول العالم
"أنا العذراء النقيّة


قالت السيدة العذراء مريم المقدّسة في الثالث والعشرين من ديسمبر في بوراين: "أرغب أن تُبنى كنيسة هنا فيستطيع الناس حينئذٍ أن يأتوا إليها للحج". وفي التاسع والعشرين من ديسمبر سمعت فرناند العذراء تقول: "صلّوا، صلّوا كثيراً!!". أمّا في الأول من يناير فقد سمعتها الأخت الصغرى وهي تقول: "صلّوا دائماً". وفي الثاني من يناير قالت العذراء: "غداً سأُخبر كلّ واحدٍ منكم بأمرٍ مميّز". وكان الثالث من يناير آخر يومٍ للظهورات وأهمّ يومٍ بالتأكيد للبلاغات. أُخبر فيه ألبيرت بسر لم يفصح عنه أبداً كما أعلمت السيدة العذراء أخته الصغرى غيلبيرت بالتالي:
وعد بوراين العظيم:


"سأقوم بهداية الخطأة"

ما أجمله من وعد!! يتلقّاه البلجيكيّون من العذراء المقدّسة. من قلب الأم العذراء التي تعاطفت وعانت من أجل جميع المصلين الذين يتلون الصلاة من أجل أحبّائهم. لأنهم يتوقون لأن يصبح الجميع وِحدةً واحدة متحدةً في حبّ الله. ولتُظهر السيدة العذراء قوّتها العظيمة قالت لآندري:
"أنا ملكة السماء وأم الله؛ صلّوا دائماً"


فرناند التي لم تلاحظ أي شيء في البداية، استمرّت بالصلاة لوقت أطول، وقد قالت لها السيدة العذراء التالي:
"هل تحبّين ابني؟... هل تحبّينني؟... إذاً كرّسي نفسك لي!!"

وقد سمعها الجميع وهي تقول: "أديو" أي "الإله" في ظهوراتها التي حدثت بعد التاسع والعشرين من ديسمبر واستمر الأطفال بمشاهدة "قلب محاط بأشعة من نور". ولذلك يناديها الناس في بلجيكا ب"الأم ذات القلب الذهبيّ".
حُدّد الاحتفال بيوم العذراء المقدّسة في بوراين على الرزنامة الدينيّة في الثاني والعشرين من شهر أغسطس والذي هو أيضاً يوم الاحتفال بقلب مريم النقيّ. وعندما نُقّحت الرزنامة الدينيّة أصبح يطلق على يوم الاحتفال الدينيّ: "مَلَكيّة مريم العذراء المقدّسة". ومن أجل الاحتفال بالعيد الدينيّ هذا يجب أن يتواجد الزوّار في بوراين في الواحد والعشرين من أغسطس فيستطيعون بذلك الانضمام الى التحضيرات الروحيّة والشخصية لهذا اليوم المميّز.
ظهورات السيدة العذراء مريم حول العالم
الأب يوحنا بولس الثاني أمام تمثال العذراء مريم

"هذه الظهورات في بوراين وُوفق عليها من قبل المحكمة البابويّة في الثاني من يوليو من عام 1949"

ظهورات السيدة العذراء مريم حول العالم
  رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
ظهورات السيدة العذراء مريم ا هل حقيقى ؟
البطريرك الـ116 ظهورات السيدة العذراء مريم على قباب كنيسة الزيتون
ظهورات جديدة لـ السيدة العذراء مريم فى ديرمواس
في ظهورات السيدة العذراء مريم والقديسين معاني روحية
ظهورات السيدة العذراء في العالم وتحذيراتها


الساعة الآن 09:27 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024