شرح الكتاب المقدس - العهد القديم - القس أنطونيوس فكري
صموئيل الاول 19 - تفسير سفر صموئيل أول
الآيات (1-7):-
و كلم شاول يوناثان ابنه وجميع عبيده أن يقتلوا داود. واما يوناثان بن شاول فسر بداود جدًا فاخبر يوناثان داود قائلًا شاول ابي ملتمس قتلك والان فاحتفظ على نفسك إلى الصباح واقم في خفية واختبئ. وأنا اخرج واقف بجانب ابي في الحقل الذي أنت فيه واكلم ابي عنك وارى ماذا يصير واخبرك. وتكلم يوناثان عن داود حسنا مع شاول أبيه وقال له لا يخطئ الملك إلى عبده داود لانه لم يخطئ اليك ولان أعماله حسنة لك جدًا. فانه وضع نفسه بيده وقتل الفلسطيني فصنع الرب خلاصا عظيما لجميع إسرائيل أنت رأيت وفرحت فلماذا تخطئ إلى دم بريء بقتل داود بلا سبب. فسمع شاول لصوت يوناثان وحلف شاول حي هو الرب لا يقتل. فدعا يوناثان داود واخبره يوناثان بجميع هذا الكلام ثم جاء يوناثان بداود إلى شاول فكان امامه كامس وما قبله.
لقد أحب الجميع داود فيما عدا شاول بسبب حسده. ونجد هنا الله يحرك يوناثان ليقنع أبيه بعدم قتل داود. فدائمًا كان الله يرسل منقذًا. وهنا يوناثان ينبه على داود أن يختبئ حتى الصباحفاحتفظ على نفسك حتى الصباح: فهو يعرف أن هناك أمرًا بقتله. وهو طلب المهلة حتى الصباح ليقوم بمحاولة مع أبيه ليعفو عن داود ويصالحه عليه. هي صداقة عجيبة بين بطلين كليهما يعرف إن لديه فرصة ليملك يوناثان. وُلِدَ ليملك، وداود دُعِىَ ليملك. ومع ذلك كانت نظرة كل منهما للآخر نظرة إعجاب وتقدير. وكان محور كلام يوناثان أن المملكة تحتاج لرجل ناجح مثل داود فلماذا أقتله. ويوناثان كان يمكنه أن يطلب من داود أن يهرب تمامًا من وجه أبيه لكنه حسب ذلك خسارة على المملكة وأيضًا لأنه أحبه. ونجحت مساعى يوناثان هذه المرة ولكن إلى حين فشاول كان رجلًا متقلبًا.
الآيات (8-10):-
وعادت الحرب تحدث فخرج داود وحارب الفلسطينيين وضربهم ضربة عظيمة فهربوا من امامه. وكان الروح الردي من قبل الرب على شاول وهو جالس في بيته ورمحه بيده وكان داود يضرب باليد. فالتمس شاول أن يطعن داود بالرمح حتى إلى الحائط ففر من أمام شاول فضرب الرمح إلى الحائط فهرب داود ونجا تلك الليلة.
حينما عادت الحرب وانتصر داود ثانية رجع الحسد والغيرة لشاول وأراد قتله برمح وهنا أنشد المزمور (59).
الآيات (11-17):-
فارسل شاول رسلا إلى بيت داود ليراقبوه ويقتلوه في الصباح فاخبرت داود ميكال امراته قائلة أن كنت لا تنجو بنفسك هذه الليلة فانك تقتل غدا. فانزلت ميكال داود من الكوة فذهب هاربا ونجا. فاخذت ميكال الترافيم ووضعته في الفراش ووضعت لبدة المعزى تحت راسه وغطته بثوب. وارسل شاول رسلا لاخذ داود فقالت هو مريض. ثم ارسل شاول الرسل ليروا داود قائلًا اصعدوا به إلى على الفراش لكي اقتله* 16 فجاء الرسل وإذا في الفراش الترافيم ولبدة المعزى تحت راسه. فقال شاول لميكال لماذا خدعتني فاطلقت عدوي حتى نجا فقالت ميكال لشاول هو قال لي اطلقيني لماذا اقتلك.
محاولة جديدة لقتل داود ويستخدم الله هذه المرة ميكال زوجة داود لتنقذه فالله لهُ وسائل متعددة ينقذ بها أولاده ويعلن بها رعايته لهم. الترافيم: تمثال منزلى في حجم الإنسان فوضعته في فراش داود تحت الغطاء وأوهمت الجند أنه نائم. فهي كانت تحب زوجها. وأنزلت داود من الكوة:وربما كان بيتهم بجانب السور أو في حائط السور وهرب داود لخارج المدينة. ليبدأ حلقة جديدة من خبراته ليحيا كهارب متألم ليس له موضع يستقر فيه ليشعر وهو ملك بألام المطرودين (هكذا عاش المسيح). ملحوظة: كانت الترافيم تماثيل يستعملونها للتفاؤل وربما أرادت ميكال استعمالها لتلد وقطعًا فلم يعرف داود شيئًا عنها. أطلقينى لماذا أقتلك: ميكال دافعت عن نفسها بالكذب بأن داود هددها بالقتل إن لم يهرب.
الآيات (18-24):-
فهرب داود ونجا وجاء إلى صموئيل في الرامة واخبره بكل ما عمل به شاول و ذهب هو وصموئيل واقاما في نايوت. فاخبر شاول وقيل له هوذا داود في نايوت في الرامة. فارسل شاول رسلا لاخذ داود ولما راوا جماعة الانبياء يتنباون و صموئيل واقفا رئيسا عليهم كان روح الله على رسل شاول فتنباوا هم ايضا. و اخبروا شاول فارسل رسلا اخرين فتنباوا هم أيضًا ثم عاد شاول فارسل رسلا ثالثة فتنباوا هم ايضا. فذهب هو أيضًا إلى الرامة وجاء إلى البئر العظيمة التي عند سيخو وسال وقال أين صموئيل وداود فقيل ها هما في نايوت في الرامة. فذهب إلى هناك إلى نايوت في الرامة فكان عليه أيضًا روح الله فكان يذهب ويتنبا حتى جاء إلى نايوت في الرامة. فخلع هو أيضًا ثيابه وتنبا هو أيضًا أمام صموئيل وانطرح عريانا ذلك النهار كله وكل الليل لذلك يقولون اشاول أيضًا بين الانبياء..0
هروب داود إلى صموئيل هو هروب إلى الله ليسمع صوت الله ونصيحة صموئيل لهُ. وهو ذهب لصموئيل في نايوت: مسكن مدرسة الأنبياء. هناك سكن صموئيل مع داود ليحميه بسلطانه الروحي. ولعّل شاول يهاب هذا المكان المقدس لكن هذا لم يحدث بل أرسل شاول إرسالية إلى هناك للقبض على داود. وعندما وصلت الإرسالية إلى هناك نسيت هدفها إذ تأثرت بالجو الروحي التعبدي وحلّ روح الرب عليهم فصاروا يتنبأون أي اشتركوا مع الأنبياء في العبادة والتسبيح وهكذا كان صموئيل يحمى شاول. وهكذا بالسلطان الروحي لم يستطع الرجال أن يلقوا القبض على المسيح أول مرّة (يو6:18) ثم سمح لهم أن يقبضوا عليه وراجع أيضًا (يو7: 45،46). وتكرر هذا الأمر مرتين بعد ذلك وشاول لا يرجع إلى نفسه ولا يتعظ، بل قرر أن يذهب بنفسه. وإذا أراد الله أن يتمجد حلّ عليه هو أيضًا روح الله وكانت هذه فرصة جديدة للتوبة فهو تأثر بشدة بالمسبحين والموسيقى والصلاة فخلع رداءه وجبته الملكية وعدته الحربية وبقى بلباسه الأبيض الداخلي منطرحًا النهار والليل يسبح ويرنم. ودهش كل من رآه. لقد حاول الله مع شاول كل المحاولات (يوناثان - ميكال - رسله الذين تنبأوا - بل هو تنبأ) لكنه رفض كل شيء. ولنرى كيف خلّص الله داود: ليس بسيف ولا برمح بل بروحه. هم أتوا ليقتنصوا داود فإقتنصهم الروح القدس بل تنبأوا. وهناك من قال أنهم تنبأوا بملك داود. فصاروا كبلعام الذي طلبوه ليلعن إسرائيل فبارك إسرائيل.