ان وسيط الخلاص الأوحد هو يسوع المسيح،، على ما تعلّم الكنيسة مع بولس الرسول، ان ليس لنا الاّ وسيط واحد، " لان الله واحد، والوسيط بين الله والناس واحد، الانسان يسوع المسيح، الذي بذل نفسه فداء عن الجميع" (1 تيمو2/5-6).
اما وساطة مريم فهي وساطة في المسيح، اعني اشتراكاً في وساطة المسيح، بحيث ان مريم الام هي السند الذي يربط المؤمنين بشكل اوثق بابنها الوسيط والمخلص، وتتم اتحادهم به. هذا الدور ينطلق من امومتها الالهية التي اشركتها اشراكاً وسيع المدى بعمل الفداء، واضحت لنا اماً على صعيد النعمة، ما جعلها حاضرة حضوراً فريداًَ في سرّ الخلاص، سرّ المسيح والكنيسة. ان فاعليتها في مجال خلاص البشر تنبع من استحقاقات المسيح ابنها الذي هو المصدر الاوحد للاستشفاع، ومن استعداد الله الآب لكل عطاء مجاني. ولهذا نقول ان " وساطتها تابعة"، فهي "الوسيطة لدى الوسيط"، ووساطتها مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بامومتها، وهذا ما يتميز عن وساطة الخلائق الاخرى التابعة لوساطة المسيح