نرى في هذا النوء القوات المهلكة تتخذ نوم المسيح فرصة لتحاول إهلاكه وإهلاك تابعيه. ونتخيل هؤلاء الصيادين وحركاتهم العنيفة في مقاومة العاصفة، ونسمع صياحهم فوق هدير الريح وتلاطُم الأمواج، وهم يصرخون الواحد إلى الآخر بما هو جارٍ معه، وما يطلب كل واحد من الآخر أن يعمله. ننظر كيف يترنّحون من ملاطمة الأمواج في ظلام الليل الدامس، وهم يتعبون في تفريغ المياه من قعر السفينة، لأن السفينة في البحر الهائج يمكن أن تنجو، ولكن متى صار البحر الهائج في داخلها لا يمكن أن تنجو.. كما أن الإنسان الذي يهيج حوله نوء الشر في قلبه.. نوء المحيط لا يغرق، لكن الذي يهلك هو النوء الذي في النفوس... يصحُّ هذا القول في الكنيسة إجمالاً كما يصحّ في أفرادها، لأن الأشرار حولها لا يمكن أن يفنوها، لكن يهدمها الأشرار الذين فيها.