منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 28 - 03 - 2013, 03:32 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,270,800

الصـــــوم المُقدس

الصـــــوم المُقدس


+ إن فكرة الصوم في الكتاب المقدس هي الامتناع عن الطعام لفترة زمنية، كل حسب طاقته وصحته وسنه وجنسه ومجهوده الذي يقوم به. والكنيسة المقدسة والمؤيدة بالروح القدس حددت أن يكون الامتناع عن الطعام حتى الساعة الثالثة بعد الظهر.

+ والكثيرون لا يقدرون الصوم حق قدره، رغم أن الاتجاهات الصحية تمتدح الاعتدال في الطعام والشراب، ولكنهم يرون في الصوم ضرراً للصحة ولا يدركون جيداً الفائدة الروحية العظيمة للصوم

+ والكتاب المقدس يعلن لنا قدر الصوم مع الصلاة فجعلهما من الأركان الأساسية في الحياة الروحية وأمام الله، إذ أن ذلك تعبير مبارك عن حالة تواضع نفس الإنسان ورجاءه ومحبته في حياة أفضل وأمجد.

+ الإنسان كائن عاقل مركب من الجسد والنفس والروح، فهو ليس كياناً روحياً فقط، وإن قبل حياة الإيمان فأنه يحياها بكل كيانه جسداً ونفساً وروحاً، لذلك هو يحتاج في طريقة للسماء إلى أفعال الجسد وحالته الخارجية، كذلك نجد أنه يُعبِّر عن تواضعه أمام الله بإذلال النفس بالصوم كما أمره الله بقوله: [ ويكون لكم فريضة دهرية إنكم في الشهر السابع في عاشر الشهر تذللون نفوسكم (أي بالصوم) وكل عمل لا تعملون الوطني والغريب النازل في وسطكم، ...، سبت عطلة هو لكم وتذللون نفوسكم فريضة دهرية ] (لاويين 16: 29، 31)

+ فالصوم ليس هو مجرد عمل نُسكي، ولا الهدف منه أن يدخل الإنسان في حالة اختطاف نفسي أو روحي، وإن كان ذلك مُمكن أن يحدث أحياناً. ولكن الكتاب المقدس يوضح لنا بركة عطية الله للإنسان في كل أنواع الطعام المُفيدة له، ومع ذلك يتجه الإنسان للرب بالصوم [ فوجهت وجهي إلى الله السيد طالباً بالصلاة والتضرعات بالصوم وَالْمَسْحِ والرماد ] (دانيال 9: 3)، ليُعلن تبعيته واستسلامه الكامل في يدي الله. أو أن يكون الصوم عندما يقوم الإنسان بمهمة يحتاج فيها تدخُل الله بشدة كما قالت أستير عندما قبلت كلام مردخاي لتتشفع عند الملك فقالت لهُ: [ أذهب اجمع جميع اليهود الموجودين في شوشن وصوموا من جهتي ولا تأكلوا ولا تشربوا ثلاثة أيام ليلاً ونهاراً وأنا أيضاً وجواري نصوم كذلك وهكذا أدخل إلى الملك خلاف السنة فإذا هَلَكْتُ هَلَكْتُ ] (أستير 4: 16)
أو الصوم للتوبة والرجوع، فعندما سمع آخاب الملك الشرير بالشرور الآتية عليه وعلى بيته من فم إيليا النبي [ ولما سمع آخاب هذا الكلام شق ثيابه وجعل مِسْحاً على جسده وصام واضطجع بِالْمِسْحِ ومشى بسكوت ] (1ملوك 21: 27)
أو لينفتح القلب بالنور الإلهي حيث شجع الملاك دانيال النبي بعد خوفه من ما رآه في الرؤيا:
[ فقال لي لا تخف يا دانيال لأنه من اليوم الأول الذي فيه جعلت قلبك للفهم ولإذلال نفسك (بالصوم) قدام إلهك سُمِعَ كلامك وأنا أتيت لأجل كلامك ] (دانيال 10: 12)
أو في الاستعداد لملاقاة الله كما حدث لموسى النبي: [ وكان هناك عند الرب أربعين نهاراً وأربعين ليلة لم يأكل خبزاً ولم يشرب ماء فكتب على اللوحين كلمات العهد الكلمات العشر ] (خروج 34: 28)
أو لترقب النعمة اللازمة لإتمام رسالة ما، كما في انتخاب بولس وبرنابا الرسولان ليُبشرا الأمم [ وبينما هم يخدمون الرب ويصومون قال الروح القدس افرزوا لي برنابا وشاول للعمل الذي دعوتهما إليه، فصاموا حينئذٍ وصلوا ووضعوا عليهما الأيادي ثم أطلقوهما ] (أعمال 13: 2و 3)

+ وهناك الكثير من الأمور التي حددها الكتاب المقدس بأن تتم بالصوم والصلاة، وليس هُنا مجال لسردها كلها، ولكن ما يهمنا في جوهر حالة الصوم هو وضع الذات بإيمان حي في موقف مُركب بالكامل من التواضع لكي يتقبل الصائم عمل الله والمثول بين يديه.

+ والكتاب المقدس يُركز على صوم الأربعينات، مثل صوم موسى النبي في استلام لوحي العهد (خروج 34: 28)، وصوم إيليا النبي عند هروبه من وجه إيزابل وآخاب اللذان هدداه بالقتل (1ملوك 19: 8)، والاثنين صاما أربعين يوماً بدون طعام ولا شراب.
أما الأربعين يوماً التي صامها الرب يسوع المسيح في الجسد، في البرية، فلا هي لكي ينال المسيح روح الله، لأنه هو المملوء من الروح الملء الكامل قبل الصوم [ أما يسوع فرجع من الأردن ممتلئ من الروح القدس وكان يُقتاد بالروح في البرية ] (لوقا 4: 1)، ولكن كان صومه حتى يبدأ إرساليته المسيانية بعمل تسليم كامل لأبيه، وبثقة كاملة في حالة إخلاء شديد (متى 4: 1 – 4)

+ وفي الليتورجيا اليهودية كانوا دائماً يقدمون الصوم محاولة منهم لإتمام البرّ حسب ما حددته الشريعة والأنبياء. أما الرب يسوع المسيح فلم يفرض على تلاميذه أن يلتزموا بهذا النوع من البرّ، ولكن ليس لكي يُقلل من قيمة الصوم وثماره المباركة، أو أن يلغيه، ولكن ليُكمل كل برّ بما فيه الصوم، لذلك نجد يحصل الصوم دون إعلان عنه
[ لا تظنوا إني جئت لأُنقض الناموس أو الأنبياء ما جئت لأُنقض بل لأُكمل...، فإني أقول لكم إنكم أن لم يزد بركم على الكتبة والفريسيين لن تدخلوا ملكوت السماوات ] (متى 5: 17و 20)
[ ومتى صمتم فلا تكونوا عابسين كالمرائين فانهم يغيرون وجوههم لكي يظهروا للناس صائمين الحق أقول لكم أنهم قد استوفوا أجرهم. وأما أنت فمتى صمت فادهن رأسك واغسل وجهك. لكي لا تظهر للناس صائماً بل لأبيك الذي في الخفاء فأبوك الذي يرى في الخفاء يجازيك علانية ] (متى 6: 16 – 18)
ولكن نرى المسيح له المجد يلح أكثر على التجرد من حب المال: [ قال له يسوع أن أردت أن تكون كاملاً فاذهب وبع أملاكك واعطِ الفقراء فيكون لك كنز في السماء وتعال اتبعني ] (متى 19: 21)
وكذلك وبالأخص يلح رب المجد للجميع على إنكار الذات لحمل الصليب [ ومن لا يأخذ صليبه ويتبعني فلا يستحقني، من وجد حياته يضيعها ومن أضاع حياته من أجلي يجدها ] (متى 10: 38و 39)

+ لذلك أخطر ما في ممارسة الصوم هو التمسك بالشكليات [ وقال الرب لي لا تصلِ لأجل هذا الشعب للخير. حين يصومون لا أسمع صراخهم وحين يصعدون محرقة وتقدمة لا أقبلهم بل بالسيف والجوع والوبا أنا أفنيهم ] (إرميا 14: 11و 12)
[ بغضت كرهت أعيادكم ولست التذ باعتكافاتكم ] (عاموس 5: 21)

وأيضاً خطر التظاهر والكبرياء ليظهر الإنسان للناس [ ومتى صمتم فلا تكونوا عابسين كالمرائين فأنهم يغيرون وجوههم لكي يظهروا للناس صائمين الحق أقول لكم أنهم قد استوفوا أجرهم ] (متى 6: 16)
فالصوم المُرضي أمام الله مصحوب بالمحبة للآخرين وتتميم البرّ الحقيقي [ و إياي يطلبون يوماً فيوماً ويسرون بمعرفة طرقي كاملة عملت براً ولم تترك قضاء إلهها يسألونني عن أحكام البرّ يسرون بالتقرب إلى الله. يقولون لماذا صمنا ولم تنظر ذللنا أنفسنا ولم تلاحظ، ها إنكم في يوم صومكم توجدون مسرة وبكل أشغالكم تسخرون. ها أنكم للخصومة والنزاع تصومون ولتضربوا بلكمة الشر، لستم تصومون كما اليوم لتسميع صوتكم في العلاء. أمثل هذا يكون صوم اختاره يوماً يذلل الإنسان فيه نفسه يحني كالأسلة رأسه و يفرش تحته مسحاً ورماداً، هل تسمي هذا صوماً ويوماً مقبولاً للرب. أليس هذا صوماً أختاره حل قيود الشر فك عقد النير وإطلاق المسحوقين أحراراً وقطع كل نير. أليس أن تكسر للجائع خبزك وأن تدخل المساكين التائهين إلى بيتك إذا رأيت عرياناً أن تكسوه وأن لا تتغاضى عن لحمك. حينئذ ينفجر مثل الصبح نورك وتنبت صحتك سريعاً ويسير برك أمامك ومجد الرب يجمع ساقتك. حينئذ تدعو فيجيب الرب، تستغيث فيقول هانذا أن نزعت من وسطك النير والإيماء بالأصبع وكلام الاثم. وانفقت نفسك للجائع وأشبعت النفس الذليلة يشرق في الظلمة نورك ويكون ظلامك الدامس مثل الظهر. ويقودك الرب على الدوام ويشبع في الجدوب نفسك وينشط عظامك فتصير كجنة ريا وكنبع مياه لا تنقطع مياهه ] (إشعياء 58: 2 – 11)
بل يجب أن يكون الحب كله لله أولاً وآخراً.

+ ونجد العهد الرسولي أهتم في احتفاظ الكنيسة (جسد المسيح) فيما يتعلق بالصوم وبما يتوافق مع الروح الذي أعلنها الرب يسوع لتلاميذه. فنجد مثلاً القديس بولس يمر بآلام شديدة، منها الجوع والعطش خلال تعبه من أجل خدمة كنيسة المسيح، ومع ذلك نجده يقدم الصوم الإرادي بل الأصوام العديدة يقول:
[ في ضربات في سجون في اضطرابات في أتعاب في أسهار في اصوام ] (2كورنثوس 6: 5)
[ في تعب وكد في أسهار مراراً كثيرة في جوع وعطش (فرضتها الظروف عليه) في أصوام مراراً كثيرة (فرضها على نفسه) في برد وعري ] (2كورنثوس 11: 27)

+ والكنيسة المؤيدة والمُرشدة بالروح القدس حددت أصواماً لشعبها حفظاً لتقليد الآباء الأُول لتضع مؤمنيها في حالة انفتاح كامل لنعمة الرب إلى ان يجيء.

+ أن مجيء المسيح الأول في الجسد أنهى حالة انتظار إسرائيل لمجيء المسيا، ومع ذلك فأن الزمن الذي يأتي تابعاً لقيامة المسيح ليس هو زمن الفرح الكامل والخلاص النهائي الذي يجعلنا لا نسعى لأعمال التوبة.

+ صحيح المسيح رب المجد يُدافع عن تلاميذه عندما اتهمهم تلاميذ يوحنا بأنهم لا يصومون [ فقال لهم يسوع هل يستطيع بنو العُرس أن يصوموا والعريس معهم ما دام العريس معهم لا يستطيعون ان يصوموا. ولكن ستأتي أيام حين يرفع العريس عنهم فحينئذ يصومون في تلك الايام ] (مرقس 2: 19و 20)

وعلى ذلك علينا الاهتمام الآن بقيمة ونوعية الصوم وهو صوم الإيمان الذي يترقب المجيء الثاني للمسيح في مجده، والسعي في البحث الدائم عنه للقائه المبارك الآن بالسرّ، بالصلاة والصوم. لذلك فصومنا الآن هو صوم الاحتفاظ بسرّ التوبة والإيمان كما تمارسه كنيستنا الأرثوذكسية القبطية.

فالصوم حركة دائمة ومستمرة في الكنيسة بالتوبة والإيمان والصلاة والرجاء في المجيء الثاني، حيث تدخل العروس كنيسة المسيح إلى حجال الملك رب المجد يسوع وتستريح معه في حضن الآب حيث الفرح الكامل الذي لا يحتاج إلى أي نوع من الحزن أو الندم أو الدموع، حيث لا توجد خطية فيما بعد.

+ والآن يقول لنا القديس بولس في هذه الغربة [ إذاً يا أحبائي كما أطعتم كل حين ليس كما في حضوري فقط بل الآن بالأولى جداً في غيابي تمموا خلاصكم بخوف و رعدة. لأن الله هو العامل فيكم أن تُريدوا وأن تعملوا من أجل المسرة ] (فيلبي 2: 12و 13)
فإن كنا نعمل أي شيء الآن، فأننا لسنا نحن العاملين، فالله العامل في جهادنا الروحي أن نُريد وأن نعمل، فالإرادة والعمل هي آتيه من نعمة الله لنا، من هنا يقول القديس بولس: [ فأنكم إنما دُعيتم للحرية أيها الإخوة غير أنه لا تصيروا الحرية فرصة للجسد، بل بالمحبة اخدموا بعضكم بعضاً. لأن كل الناموس في كلمة واحدة يكمل تحب قريبك كنفسك. ] (غلاطية 5: 13و 14)


والله يعطينا صوماً مباركاً مملوءاً بالنعمة والبركة

إلى لقاء حبيبنا وربنا يسوع المسيح في مجده الآتي

مجداً للثالوث القدوس
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
الصـــــوم !
قوة صليبه المُقدس
الصـــــوم أحد الكنوز
الصـــــوم 111
الصـــــوم 111


الساعة الآن 09:20 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024